الثلاثاء 06/مايو/2025

أسرى وفاء الأحرار المعاد اعتقالهم.. ألم مضاعف وأحلام موؤودة

أسرى وفاء الأحرار المعاد اعتقالهم.. ألم مضاعف وأحلام موؤودة

لم تكتمل الفرحة منذ عامين ونصف، حتى بدأت تنسج حكاية الأسر الأكثر ألمًا، بعد إعادة اعتقال أكثر من 76 أسيرًا محررًا من صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط)، لتسجل عشرات القصص، لأحلام تم وأدها في مهدها.

وقد شملت الصفقة، نحو 1400 أسير من بينهم 450 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية، وقد توصلت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” لهذه الصفقة، بواسطة مصرية، مع الاحتلال الصهيوني، بعد نحو خمس سنوات من أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط.

مشروع أحلام لم يكتملحكاية الأسير زاهر وجيه خطاطبة (39 عامًا) من بلدة بيت فوريك شرق نابلس، تكاد ترسم معالم شبيهة، لعدد كبير من المحررين شرعوا بتحقيق أحلامهم، لبناء مستقبلهم ليأتي الاعتقال، ويسدل الستار عن فصول هذا الحلم.

واعتقل خطاطبة في 25 أيلول (سبتمبر) عام 1994، وصدر عليه حكم بالسجن 22 عامًا، ثم أفرج عنه في 18 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2011، في إطار صفقة وفاء الأحرار، بعد أن أمضى 17 عامًا.
 
بعد إطلاق سراحه شرع في تحقيق حلمه، وحلم والديه، فيقول: “قمت بالزواج من فتاة شابة، أنهت الدراسة الجامعية، أنجبنا طفلة، وأسميناها رهف، وعشنا معًا عامين وسبعة أشهر، ثم بنيت علاقات جديدة مع معارفي وأصدقائي، بعد انقطاع قسري خلف قضبان الأسر”.

الاعتقالان مختلفان، كما يقول خطاطبة،: الأول لم أكن متزوجًا، أما الثاني فقد كان لي أسرة من الزوجة والابنة، بالإضافة إلى والدين وإخوة وأخوات.

صورة رهف، تزين سريره داخل السجن، ومشهدها عندما زارته في السجن خلال أشهر فائتة لا تغيب عن مخيلته، وهذه المشاعر لم تكن من سنوات طويلة، التي قضاها في الاعتقال الأول.

عامان تم خطفهماأما حلم الأسير عماد عبد الرحمن حسين علي (50 عامًا)، من سلفيت، بعد إطلاق سراحه في الصفقة، فقد تحقق بزواجه، وإنجاب زوجته ابنتهم الأولى، وأطلق عليها اسم “أمينة” وعمرها حاليًّا عامان، وقد احتضنها، عندما زارته مؤخرًا بالسجن.

حكايته في الأسر لم تكن مغايرة، فقد كان اعتقاله الأول في 13 نيسان (أبريل) عام 1988 وأمضى فيه حكمًا بالسجن لمدة عام، كما اعتقل في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1992 وحكم عليه بالسجن ثلاثين عامًا قضى منها 19 عامًا، ثم أفرج عنه في إطار صفقة وفاء الأحرار.

عامان فقط.. عاش فيهما جملة من الأحلام، إلى أن أعيد اعتقاله في 18 حزيران (يونيو) عام 2014، ليكون خطفًا لمرحلة مشروعه الخاص، يقول: “قتلوا حلمي بتشكيل أسرة والعيش في حرية”.

تنقل الأسير السلفيتي في معظم السجون الصهيونية في الضفة الغربية قبل مجيء السلطة، وسجل بصماته في كل أركانها، ويستذكر وفاة شقيقه وهو بالأسر دون أن يحظى بوداعه، وكان قد فقد والديه قبل اعتقاله الأول.

أسر ومرض

على سرير الأسر، في قسم 4 بسجن النقب يجلس عبد الهادي مسالمة أبو فراس (64 عامًا) من بيت عوا قضاء الخليل، بعد إعادة اعتقاله، كونه من محرري الصفقة ليعيش نفس معاناة أقرانه الـ 76 أسيرًا، وليسدل الاعتقال عن اللوحة الفلسطينية لشريحة سعت لبناء حياة جديدة من الأمل بعد سنوات الاعتقال الطويلة.

كان أبو فراس محكومًا بالسجن لمدة 27 عامًا، أمضي منها 12 عامًا، ليطلق سراحه ويعود لأسرته، التي ذاقت كلها طعم الأسر، وقد عاشوا معًا الأب والأبناء في نفس السجن.
 
لم يذق أبو فراس طعم الحياة، بعد التحرر وانخراطه في العمل بعد إطلاق مخبزه، إلا أن أنجاله يواصلون العمل به حاليًّا، وهذا ما يجعله أكثر أملاً.

ويعاني من أمراض صحية، كونه أصيب بعيار ناري عند دهم منزله، وفقدان النظر في إحدى عينيه، لكنه يحافظ على صحته، ويخرج للمشي السريع في ساحة السجن يوميًّا، خاصة أن القسم القابع به قسم خيام والساحة فيه كبيرة، ومفتوحة بالليل والنهار.

ويؤكد أبو فراس أن إعادة اعتقاله هو وبقية الأسرى، يعد مخالفًا للأعراف والمواثيق الدولية، ومن حقهم إطلاق سراحهم فورًا دون قيد أو شرط.

مشهد مؤلمولا تختلف حالة أبو فراس عن حالة الأسير المحرر بالصفقة، محمود محمد السويطي (37 عامًا) من الخليل، الذي أمضى 22 عامًا في الأسر، ثم أعيد اعتقاله لاحقًا، لدى إعادة اعتقال عدد من محرري صفقة وفاء الأحرار.

ويرى المحرر المعاد اعتقاله، يعقوب عدنان زيد الكيلاني (37 عامًا) من يعبد قضاء جنين، أن إعادة اعتقالهم يعد مخالفًا للاتفاق المبرم بوجود دولي، كما كان من أصعب المحطات في تاريخ المحطة الاعتقالية، كون غالبية الأسرى بدأوا ببناء حياة جديدة، خاصة أن القسم الأكبر كانوا عزابا قبل تحررهم، وليس عليهم التزامات، أما الآن  فالأمر مختلف.

حكاية الكيلاني بدأت عام 2000 عندما اعتقل، وحكم عليه بالسجن 16 عامًا ونصف، أمضى منها 12 عامًا، وبعد عامين ونصف تقريبًا أعيد اعتقاله، وسبق وأن اعتقل إداريًّا لمدة ثلاثة أشهر عام 1997.

الأسير الكيلاني، رُزق بطفل اسمه نور الدين، يبلغ من العمر عامًا ونصفا، كما أنه التحق بجامعة القدس المفتوحة قبل اعتقاله، ولم يتمكن من إتمام الدراسة.

ويستذكر مشهد إعادة اعتقاله المؤلم؛ حيث كانت زوجته تحمل طفلها الجديد، وعمره 12 يومًا بين يديها، وانخرط في مشادة مع الجنود، وكاد أن يسقط الطفل من بين ذراعيها، من هول المشهد الذي لم تتعود عليه.

ويعاني الكيلاني، من أوجاع في المفاصل؛ حيث لا يستطيع الصلاة إلا وهو جالس على كرسي، وعنده احتكاك غضروفي، وينتظر منذ بضعة أشهر تنفيذ قرار الطبيب أخذ صورة في مشفى صهيوني في بئر السبع.

ووفقًا لمركز أسرى فلسطين للدراسات، فقد جرى إعادة اعتقال 76 أسيرًا من محرري صفقة محرري وفاء الأحرار، ثم جرى إخلاء سبيل 11 منهم، وقد تبين أن توزيعهم الجغرافي كالآتي:

– الخليل: 16 معتقلاً 
– جنين: 11 معتقلاً 
– رام الله: 11 معتقلاً 
– القدس: 9 معتقلين 
– طولكرم: 7 معتقلين 
– نابلس: 6 معتقلين 
– قلقيلية: معتقلان 
– بيت لحم: معتقلان 
– سلفيت: معتقل واحد 

كما تبين أن بينهم 5 أسيرات محررات، هن: منى قعدان، وشيرين العيساوي، وابتسام عيساوي، وبثينة علي، وبشرى الطويل، وقد أفرج عنهن لاحقًا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الثلاثاء، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 48 شهيدا، و142 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...