الخميس 08/مايو/2025

قباطية.. قصص مأساوية تكشف خبايا 3 أيام من الحصار

قباطية.. قصص مأساوية تكشف خبايا 3 أيام من الحصار

انسحب جيش الاحتلال من قباطية بعد ثلاثة أيام من حصاره المطبق عليها، لكن المواطنين كشفوا عن العديد من القصص المأساوية التي نتجت عن جنود الاحتلال وحصارهم بعد تحويل بعض المنازل إلى نقاط عسكرية ومراكز تحقيق للجيش، وحرمان السكان من التزود بالطعام والدواء والانتقال إلى المستشفى لتلقي العلاج الطارئ.

منع العلاج
تركت الأيام الثلاثة ألما لدى المواطن خالد أبو الرب، بالكاد تكفي أشهراً لنسيانه، بعد أن منع الاحتلال طواقم الهلال الأحمر تقديم العلاج لشقيقته الكبرى التي أصيبت بجلطة دماغية، ولم تصل الطواقم إلا بعد فوات الأوان. ويروي خالد محمد أبو الرب لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” بالقول: “إن شقيقته البالغة من العمر 65 عاماً، أصيبت عصر يوم السبت (6-2) بجلطة دماغية جراء التوتر الكبير الذي أصابها من وجود قوات كبيرة من الجيش في محيط منزلهم في حي الحسبة عند مدخل قباطية الرئيسي”.

ويضيف: ” اتصلتُ مباشرة على الهلال الأحمر الفلسطيني طلباً للمساعدة لنقلها إلى المستشفى في مدينة جنين، لكن الهلال اعتذر لعدم تمكنه من الوصول جراء السواتر الترابية التي وضعها الجيش في محيط منزلي”.
ويؤكد المواطن أبو الرب: “اتصلت على الهلال الأحمر ما يزيد عن 30 مرة على مدار ساعة كاملة وأنا أصرخ طلباً للنجدة، بعد ما رأيت شقيقتي تموت بين يدي، وبعد ساعة استطاع الهلال الأحمر الوصول، وبعد أن فحص شقيقتي، تبين أنها فارقت الحياة”.

جوع وحرمان
أما الشاب فادي أمين سباعنة، فيؤكد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن “الحصار تركز في منطقة حارة الحسبة حيث تنقل الجيش بين المنازل، التي استخدم أسطح بعضها نقاطا عسكرية لجيشه، ومن بعض الشقق غير الجاهزة منامات واستراحات له”.

ويتابع: “فقد حول الجيش محيط منزلنا لثكنة عسكرية لجيشه وقام بتجريف مدخل المنزل لعمل السواتر الترابية بيننا وبينه، ومنعنا طيلة الأيام الماضية من التزود بالخبر، وبقينا نقتصد ما أمكن للاعتماد على ما يتوفر في المنزل من طعام”.

فيما تشير ابنة عمه مجد صالح سباعنة إلى أن “المشكلة الأكبر في وجود الجيش هي القنابل المسيلة للدموع التي يطلقها على الشبان، والتي أدت لاختناقنا عدة مرات رغم إحكامنا إغلاق نوافذ المنزل”.

وتضيف مجد: “إن بيوتنا نصف أفرادها من الأطفال، وحاولنا تنبيه الجيش لما يحصل معنا عدة مرات، لكنهم في كل مرة يصرخون في وجوهنا ويرفعون أسلحتهم نحونا ويقولون: أُدخل إلى البيت”.

فيما يؤكد المواطن أحمد عبد الرحيم أبو الرب لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنه طيلة أيام الحصار لم يستطع الخروج لأداء الصلاة، لافتا إلى  أنه استطاع مرة أن يغافل الجيش ويصل إلى المسجد لأداء صلاة العشاء، فاقتحم الاحتلال المسجد بأحذيتهم الملطخة بالطين، واعتقلوني من داخل المسجد ونقلوني إلى أحد العمارات المجاورة التي حولوها إلى مركز تحقيق ميداني واعتقالي، ووجدت داخلها عشرة شبان من البلدة تقريباً رهن الاعتقال، واحتجزني الجيش معهم، لما يزيد عن 3 ساعات وهددوني بالقتل إن خرجت من المنزل ثانية، وبعدها أطلقوا سراحي ونقلوا الشبان في جيباتهم الى جهة مجهولة.

ورغم انتهاء الحصار المفروض على البلدة والذي استمر ثلاثة أيام، بعد تنفيذ ثلاثة من أبنائها عملية استشهادية عند باب العمود في مدينة القدس المحتلة ظهر يوم الأربعاء (3/2) الماضي إلا أن طواقم البلدية مازالت منشغلة في إزالة السواتر الترابية العالية التي راكمها الاحتلال بجرافته على محيط مداخل بلدة قباطية السبعة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات