الأربعاء 07/مايو/2025

والدة الشهيد أبو شعبان.. ما زالت بانتظاره!

والدة الشهيد أبو شعبان.. ما زالت بانتظاره!

“يا رب إنك خلقت عيسى من غير أب، ونجيت يونس من بطن الحوت، و رددت يوسف لأبيه، يا رب أن ترد جثامين شهداء القدس لعائلاتها، يا الله وأن ترد أحمد ابن يسرى لأمه لأشاهده وأكرمه وأدفنه وأودعه”. هذا دعاء والدة الشهيد أحمد أبو شعبان المحتجز جثمانه منذ شهر أكتوبر الماضي، اليومي في صلاة الفجر.

تقول يسرى أبو شعبان والدة الشهيد أحمد لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “مضى على استشهاد أحمد 107 أيام، هو وتسع شهداء آخرين لم يتم تسليم جثامينهم، حتى اليوم متسائلة لا أعرف لماذا يحتجز الاحتلال فقط هؤلاء العشر دون غيرهم، قرروا أنهم سيسلمون الجثامين، ولكن سلمت جثامين الضفة الغربية وبقي شهداء القدس وعائلاتهم ينتظرون الفرج”.

إكرام الميت دفنه

تضيف وقلبها يعتصره الألم، بأن لا ديانة تسمح وتقبل هذا التصرف، تقول: “إكرام الميت دفنه، ولا يجوز احتجاز الجثامين، لأنه حرام شرعا”.

وتقول والدة الشهيد والصبر بعينيها: “أنا من الصابرين المحتسبين عند بارئهم الحسنات، بستنى أحضن ابني و بحب أشوفه لأودعه”.

“ابني أحمد أعدم بريئا”

تؤكد الأم المكلومة أن ابنها أعدم بريئا، أمام نظر الجميع، فقد خرج عند الساعة السابعة متجهاً لعمله في موديعين، حيث كان يستلم عمله عند المغرب ويعود عند الساعة الثالثة بعد منتصف الليل.

وأوضحت: “دائماً كان والده أو أخواته أو إخوته يوصلانه لمكان عمله أو أحد أصدقائه للعمل ونادراً ما كان يذهب بمواصلات، ولكن الشهادة كانت تنتظره في ذلك اليوم؛ فخلال 45 دقيقة كان قد التحق بركب الشهداء”.

وعن خبر استشهاد أحمد تقول يسرى أبو شعبان: “حتى الآن أنا لا أصدق أن أحمد استشهد، فبثواني وبأقل من الدقائق وبأقل من ساعة استشهد، لا زلت لليوم غير مصدقة فأنا أسمعه يناديني، لليوم أشعر بتواجده بيننا”.

وطالبت باسترداد الجثامين المحتجزة وتسليمهم لإكرامهم بالدفن. كما قالت.

ذكريات جميلة

وتحكي عن أحمد  بقولها: “كان كل النهار يبقى حولي، يعمل القهوة لي وله ونتجالس يساعدني في الطهو ويسألني عن المقادير وكيف يعمل كذا، ويسأل ماذا بعد؛ حيث كان قد درس فن تحضير الحلويات بكلية النوتردام بالقدس وكان طموحه أن يصبح شيفا”.

وتتابع: “كان أحمد حنونا وهادئا ويحب عائلته والأطفال ويحب الحياة، وكان دائم الجلوس على شرفة المنزل يتأمل الطبيعة، وكان يحب أن يصنع ويعد الحلويات ويستمتع بإعدادها، كان يهوى تحضيرها ويطعم الجميع منها”.

الشوق للقاء
وخلال أيام الأسبوع وبالأخص يوم الجمعة بعد انتهاء الصلاة في المسجد الأقصى تذهب والدة الشهيد لمقبرة الأسباط تقرأ ما تيسر لها من القرآن، تقول: “أذهب لأعرف أين سيدفن ووين بدي أجي أزوره، منتظرة الإفراج عن جثمانه، فالقبر فاضي ما حدا فيه وبرجع لبيتي وجسمي يشعر بالسخونة والحرارة  فالأشواق لرؤية أحمد ما عادت تحتمل”.

وتنهي يسرى أبو شعبان حديثها قائلة: “من حقي أن أرى أحمد وأودعه بشكل طبيعي، وليس بقالب ثلجي وتكون جنازته مهيبة تليق به من غير مشاكل ولا قنابل صوت وغاز مسيل للدموع”.

والشهيد أحمد (22 عاما) من حي رأس العامود بالقدس المحتلة، استشهد بعد إطلاق النار عليه في المحطة المركزية بالقدس الغربية، بزعم محاولته طعن مستوطنة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...