المهندس فلفل.. هزم البطالة بتفكيره الإبداعي

تخرج عمار فلفل من كلية الهندسة، ليصدم بالواقع الأليم في غزة المحاصرة، حيث طوابير البطالة التي تزداد يوما بعد يوم، ذلك لم يجعل فلفل يستسلم لهذا الواقع بل بدأ بالتفكير خارج الصندوق.

ورغم معاناة الحصار إلا أنه لم يقف ويستسلم لصعوبة الواقع، بل عمل على تطوير نفسه في التصميم الهندسي، لينتهي به المطاف أن يكون صاحب شركة تصميم لها بصمة مميزة بالأداء الهندسي في قطاع غزة.

قصة نجاح
قصة النجاح لا تبدأ من يوم وليلة كما يظن البعض، بل هي حكاية طويلة تحتاج للعمل والاجتهاد وإن كانت تحمل شيء من الخوف حيث يقول المهندس عمار لمراسلتنا: “بعد تخرجي من الثانوية العامة، وجدت نفسي على مفترق طرق مهم في حياتي، فأخذت أبحث عن مجال أجد فيه نفسي وأبرز موهبتي، ووقع اختياري على مجال التصميم الهندسي”.

وذكر أنه في مجال التصميم يستطيع من خلاله إبراز موهبته، وتقديم خدمات هندسية لها بصمة مميزة، ذلك جعله يدرس في قسم الهندسة المعمارية بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية.

وأوضح أنه بعد تخرجه كانت الظروف في قطاع غزة صعبة جداً بكل المقاييس، حيث مر القطاع بمرحلة كانت من أصعب المراحل بفعل الحصار والنقص الشديد في المواد وقلة العمل، وهو ما أثر عليه كخريج جديد يواجه سوق العمل بواقعه الأليم.

وتابع: “البحث عن عمل لم يكن أمراً سهلاً بالمطلق خاصة أن المنافسة كبيرة جداً، ورغم الواقع المؤلم إلا أن ذلك جعلني أفكر خارج إطار التقليد في البحث عن الوظيفة”.

وأشار إلى أنه أبعد تفكيره عن التقليد قدر الإمكان، ذلك  جعله يفكر بأن يضع الخطوات العملية بأن يكون صاحب شركة بدلاً من أن يكون موظف في شركة.

تحدى الحصار
يقول: “تمكنت بفضل الله تعالى أن أجد لنفسي عملاً أفتخر به من خلال افتتاح شركتي الخاصة في مجال التصميم، والتي أطلقت عليها اسم “عين للتصميم”، ومن خلالها بدأت أحقق طموحي في سوق العمل، وتنفيذ العديد من المشاريع المهمة والناجحة والتي أفتخر بها”.

ولفت إلى أن الإنسان إن لم يجد وظيفة عليه أن يجعل الوظيفة تجده من خلال التفكير بعيداً عن التقليد، وأن لا يجعل طموحه هو فقط الحصول على أي وظيفة بل عليه التفكير بشيء أفضل ومميز، وأن يبحث عن المواهب التي في داخله ويطورها بالدراسة والممارسة.

وأكد على أنه مهما كانت الصعاب يمكن مواجهتها فالحصار كان أكبر عقبة في طريقه العملي إلا أنه تحدى ذلك بالبحث عن البدائل.

وبين أن ذلك جعله يحلق في تنوع الخدمات التي تقدمها شركته منها: مجال التصميم المعماري (المخططات الهندسية)، والتصميم الداخلي والديكور، والإشراف الهندسي الكامل على جميع المشاريع (معماري وديكور)، إضافة إلى تقديم استشارات هندسية متنوعة…الأمر الذي جعل له بصمة مميزة لدى الكثير من العملاء.

مفاتيح النجاح
ورغم المنافسة القوية في مجال عمله إلا أنه استطاع التميز حيث يقول: “ارتكزت على الأداء المتميز والإبداع الراقي في العمل الذي أقدمه، واليوم بفضل الله تعالى أجني ثمرة ما غرسته من صدق في التوجه وطموح معقول تعززه إرادة صلبة، ورغبة صادقة في تحقيق الذات”.

وفي نصيحة قدمها من خلال تجربته العملية: “على الخريج أن لا يقف عند الحصول على شهادة التخرج بل عليه تطوير نفسه بالدورات التي تلائم تخصصه، والاطلاع على التجارب الناجحة، وفتح مجال التواصل مع أرباب العمل”.

وأكد أن الخبرة العملية التي يجمعها الطلبة أثناء الدراسة تسهل كثيراً مرحلة الانتقال من الدراسة إلى الحياة العملية.