السبت 03/مايو/2025

عملية الشرطي الثائر.. قلق صهيوني وزعزة لـالتنسيق الأمني

عملية الشرطي الثائر.. قلق صهيوني وزعزة لـالتنسيق الأمني

صدمة جديدة مُنيت بها أجهزة أمن الاحتلال، بعد العملية المميزة التي نفذت على حاجز”DCO”، أو ما يعرف بحاجز “بيت إيل” شمال مدينة رام الله.. الصدمة انتقلت لأجهزة السلطة إثر الإعلان عن هوية منفذ العملية، والذي تبين أنه أحد أفراد أجهزتها.

العملية التي أسفرت عن إصابة ثلاثة جنود، شكلت تطوراً نوعياً في سير أحداث انتفاضة القدس، كما يراها مراقبون ومتابعون.

عملية مثيرة للقلق
الصحفي المخابراتي “آفي يسخروف” قال في مقالة حملت عنوان “من رجال أمن فلسطينيين إلى مقاومين من الداخل.. المنحدر الزلق لموجة الانتفاضة”، إن عملية إطلاق النار أمس والتي نفذها شرطي فلسطيني تثير القلق، فرجل الأمن الفلسطيني خرج ضد قيود القادة في السلطة على الانتفاضة.

ورأى أن هذا يشكل منزلقًا خطرًا سيجرّ من خلاله العديد من رجال الأمن والذين سيشتركون في موجة المقاومة الحالية، وباستخدام السلاح الذي تحوزه السلطة؛ من أجل المساس بمصالح وأهداف صهيونية.

وقال: “نحن لم نصل إلى هذه النقطة بعد، وبالعكس فقادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية يتفاخرون بأنهم ما زالوا يسيطرون على الأجهزة والأمور تحت السيطرة”.

ويتساءل يسخروف “إلى متى سيبقى هذا الانضباط؟ وللأسف لا إشارات إيجابية في الأفق، المبادرة الفرنسية ستؤزّم الوضع بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين” بالإضافة إلى القدس، والحافزية التي تحرك المقاومين الفلسطينيين ستزداد وتكبر، وانتفاضة السكاكين ستستمر، وحماس ستبقى تحاول تنفيذ عمليات استشهادية كبيرة إضافة إلى أن أجهزة الأمن الفلسطينية لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث لأبناء شعبهم”.

كتائب دايتون
من جهة أخرى كتب “عاموس هرئيل” في صحيفة “هآرتس” تحت عنوان “مخرب مسلح.. مُدرب ووحيد”، وفيه لم يُخفِ تخوفه من سيناريو العملية، وقال إن انضمامًا أوسع لأشخاص من الأجهزة وإلى جانبهم نشطاء مسلحون من التنظيم إلى دائرة الإرهاب، هو سيناريو فظيع وتهتم به الأجهزة الأمنية الإسرائيلية منذ بضعة أشهر.

وتابع: “تملك الأجهزة الأمنية الفلسطينية عشرات آلاف قطع السلاح، وعلى الأقل رجال “كتائب دايتون”، الذين تم تدريبهم من ضباط أمريكيين ولديهم القدرة الأساسية على إدارة الحرب، لكن رغم تصاعد عمليات إطلاق النار في الضفة الغربية، إلا أن معظمها تنفذ من “ذئاب وحيدة”، وليس كجزء من شبكة منظمة تقدم لهم الإرشادات”.

وأشاد هرئيل بتصريحات ماجد فرج، وقال إنهم في دولة الاحتلال يؤكدون على صدق أقوال رئيس المخابرات العامة الفلسطينية التي قال فيها إن السلطة الفلسطينية أحبطت 200 عملية ضد أهداف صهيونية، وفي قسم كبير من الحالات تم اعتقال نشطاء حماس الذين تعدّهم السلطة تهديداً كما تعدّهم “إسرائيل”.

السلطة تتبرأ
ويرى “هرئيل” أن العملية الأخيرة تشير إلى الصعوبة المتواصلة للجيش و”الشاباك” في إفشال عمليات المخربين الأفراد، وقال: “بعد نشر هوية المخرب الذي أطلق النار على الجنود في بيت إيل، فَحص صحفيون ما كتبه مؤخراً في الشبكات الاجتماعية؛ حيث وُجد هناك تلميح على نواياه”.

وختم عاموس هرئيل تعليقه بقوله، إن الميل لوصف الأحداث على أنها موجة “إرهابية” ستنتهي قريبا لا يناسب الواقع، رغم أن الاهتمام الدولي بالعنف هنا محدود، ورغم أن تاريخ الصراع عَرف أيامًا أقسى، فمن الواضح أن الظروف الحالية في المناطق تختلف عما كانت عليه حتى الصيف الأخير، ورغم الارتفاع والهبوط في عدد العمليات، إلا أنه يحدث هنا شيء طويل المدى لم نعرف بعد ما هي نتائجه.

وزير الجيش الصهيوني “موشي يعلون” قال، صباح اليوم الاثنين، إن أجهزة السلطة تبرأت من عملية الأمس التي نفذها أحد عناصرها قرب رام الله، مشيرًا إلى مساعدتهم في إحباط العمليات.

وأضاف يعلون في لقاء على إذاعة “ريشت بيت” العبرية أنه مقتنع بإمكانية هزيمة موجة العمليات الحالية، ولكنه لم يذكر حتى متى ستتواصل العمليات.

حامية الاحتلال
محلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام“، رأى في تصريحات السلطة التي تبرأت خلالها من دم الشهداء وتنصلت من مسؤوليتها تجاه شعبها وحمايته جزءًا من وظيفتها في “حراسة الاحتلال”.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني يعارض أفعال الأجهزة الأمنية، بغضّ النظر عن أفرادها الذين لا يعدم فيهم الخير والحمية تجاه قضيتهم وشعبهم، وفق قوله، مؤكدا أن عملية الشهيد أمجد السكري كانت أكبر إثبات على ذلك.

وتوقع المحلل، أن تقوم قيادة أجهزة السلطة الفلسطينية بإثبات حسن سيرها وسلوكها؛ عن طريق المزيد من التضييق على أفراد شعبها من أجل ضمان عدم تكرار حادثة عملية الشهيد السكري، الذي أحرج قيادته ما دعا جهاز الوقائي في رام الله إلى استدعاء المستشار أحمد حنون رئيس نيابة رام الله على خلفية تنفيذ مرافقه الشهيد أمجد سكري للعملية.

وقال إن الاحتلال توصل إلى قناعة أن الانتفاضة الحالية ما تزال تحمل الكثير من المفاجآت والتطورات، مع عدم قدرته على توقع نتائجها أو تحديدها بسقف زمني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...

77 شهيدا و275 جريحا في غزة خلال 48 ساعة

77 شهيدا و275 جريحا في غزة خلال 48 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 77 شهيدا، و275 جريحا وذلك خلال 48 الساعة الماضية...