السبت 03/مايو/2025

العواودة لـالمركز: الانتفاضة تحدد مستقبل نتنياهو السياسي

العواودة لـالمركز:  الانتفاضة تحدد مستقبل نتنياهو السياسي

أكّد صلاح الدين العواودة الخبير في الشأن الصهيوني أنّ الاحتلال أقر بعجزه في مواجهة الانتفاضة والذي أثر بدوره على تراجع التأييد لرئيس الحكومة وعدم القدرة على السيطرة على الوضع الأمني وانخفاض معدل السياحة من جهةٍ أخرى، مبيناً أنّ مستقبل نتنياهو السياسي تحدده الانتفاضة.

ونوه العواودة المقيم في إسطنبول في حوارٍ مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ معدل السُياح في القدس تقلص بنسبة 50% من السياحة المحلية وهو ما سينطبق على السياحة الخارجية أيضاً مع استمرار الانتفاضة، لافتاً إلى أنّ ذلك يدفع باتجاه تفكير الحكومة الصهيونية بقبة حديدية اقتصادية تشمل تخصيص مبالغ لأصحاب المصالح المتضررة.

وفي سياقٍ آخر؛ أوضح الخبير الفلسطيني أنّ الحديث الصهيوني عن احتمالات وسيناريوهات انهيار السلطة ما هي إلا وسيلة ضغط على السلطة والأجهزة الأمنية بالضفة، لإشعارهم بأنّ الانتفاضة خطر على وجودهم وليس على وجود الاحتلال.

وقال: “تبدو إسرائيل مرتاحة للبديل (لم يذكره) وهو من مقربي عباس وممن يحرصون على التعاون والتنسيق مع الاحتلال ولكن القلق الإسرائيلي من أن هذا الوريث لن يحظى بالشرعية التي تمتع بها عباس ليس على الصعيد الفلسطيني فحسب بل على صعيد حركة فتح نفسها حيث هناك تيارات أخرى غير راضية عن الورثة المحتملين”. كما قال.

وفيما يلي نص الحوار:

– برأيك كيف يتابع الاحتلال انتفاضة القدس ؟ ومن أي منظور ينظر لها ؟

في الواقع كانت الأشهر الثلاثة الأولى مربكة ومحيرة للاحتلال لكن الأسابيع الأخيرة تبدو الأمور مختلفة سلباً بحيث انخفضت وتيرة الانتفاضة بكل فعالياتها وقل عدد المشاركين وعدد عمليات الطعن والدهس لدرجة أننا نسينا متى كانت آخر عملية دهس، وبالتالي خفت كثيراً التغطية الإعلامية للانتفاضة وبعد أن تحدث قادة الجيش والأمن بأن لا نهاية في الأفق للانتفاضة وبعد أن بدءوا يستخدمون مصطلح الانتفاضة الثالثة بدلاً من مواجهة (الإرهاب) عادوا للحديث باللهجة القديمة وبدءوا يتحدثون عن قرب نهايتها والأسباب لذلك وبالتالي فالاحتلال الذي شعر في البداية أنها انتفاضة وبدأ يستعد لتأثيرات استراتيجية لها على عدة أصعدة عاد للتقليل من شأنها.

– وكيف تداعيات هذه الانتفاضة على الاحتلال؟

التداعيات كانت خطيرة لدرجة وصف رئيس جهاز الاستخبارات السابق لحالة الرعب بقوله إن الفيديوهات التي يشاهدها الجمهور الآن لو كانت موجودة عام 1948 لما كنا سننتصر، إضافة إلى مقترحات الأحزاب والوزراء لعمليات عسكرية واسعة في الضفة الغربية على غرار السور الواقي عام 2002. وبالتالي فالاحتلال شعر بأنه في مأزق حقيقي.

الفشل الصهيوني

– كيف تتأثر برأيك الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية لدى الاحتلال بالانتفاضة؟

على الصعيد السياسي بدت الحكومة عاجزة وتراجع التأييد لرئيس الحكومة بسبب ضعفه في مواجهة الانتفاضة وتعالت أصوات الخلافات داخل الحكومة في الأسابيع الأخيرة.

أما على الصعيد الأمني فقد كان واضحاً فقدان المجتمع الصهيوني للشعور بالأمن وتجلى ذلك في حالات شبه منع التجول التي عاشها المستوطنون لأيام في “تل أبيب” ومحيطها أو القدس بسبب وجود منفذ عملية حر طليق.

وعلى الصعيد الاقتصادي ورغم محاولات الاحتلال إبقاء الروتين اليومي للحياة على حاله إلا أن كثير من جوانب الحياة تأثرت ومشاغل ومحلات تجارية أغلقت لفترات مختلفة وتعطل العمال العاملون فيها ولهذا ثمن اقتصادي.

– هل بإمكانك تقديم معطيات وإحصائيات رقمية حول ذلك ؟

وفقاً لما نشره الإعلام الإسرائيلي فإن أسعار الشقق في “إسرائيل” تنخفض بنسبة 15% وهذا تم نشره في (11-10-2015) في ذروة هذه الانتفاضة وتحت عنوان كيف تؤثر الانتفاضة على أسعار الشقق؟ لكن الانخفاض يحصل في المناطق الأكثر عرضة للعمليات بينما التوتر الأمني يمنع وصول العمال الفلسطينيين مما يؤدي لارتفاع الأسعار في الأماكن الأكثر هدوءاً وحتى في حال استقدام 20 ألف عامل بديل من الصين كما قررت الحكومة لن يحل المشكلة لأن هذا الاستقدام سيرفع أجور العمال الصينيين الموجودين فسيزيد التكلفة على أصحاب مشاريع البناء(غازيت، 2015)

في المقابل تظهر الدراسات بأن عدد السياح في القدس تقلص بنسبة 50% من السياحة المحلية وهذا سينطبق على السياحة الخارجية مع استمرار الانتفاضة، وهذا يدفع باتجاه تفكير الحكومة بقبة حديدية اقتصادية تشمل تخصيص مبالغ لأصحاب المصالح المتضررة، (روزنبرغ، 2015).

كذلك مراكز التسوق والمقاهي والمطاعم  بدت فارغة في منتصف شهر أكتوبر الماضي وحركة التسوق شهدت في المنتصف الأول من الشهر هبوط ب12،7% على مستوى البلاد وفي القدس فقط 24% (دبرت مزريتس، 2015).

– هل هذه الأرقام مستمرة وتتصاعد أم أنها في حالة ركود ؟

هذه المعطيات تتحدث عن أول شهر في الانتفاضة وبالتالي هي مرتبطة بمدى تصاعد الأحداث والانتفاضة.

– هل يمكن قراءة الأمر أن “إسرائيل” لا زالت تفشل في مواجهة الانتفاضة والعمليات الفردية؟

نعم؛ هناك اعتراف بفشل بمواجهة العمليات الفردية لكن يقابله نجاح بمنع التصعيد من خلال عدة إجراءات أهمها تسليم جثث الشهداء بشكل جماعي حتى لا تصبح مشاهد الجنازات متكررة مما يعني تحريض يومي، وكذلك تكثيف التنسيق الأمني وتقليل الإجراءات القمعية التي تزيد من ردة الفعل الشعبية.

مصير السلطة 

– كيف تتابع أيضاً واقع النقاشات الإسرائيلية لسيناريوهات انهيار السلطة؟

هناك فرق بين الاستعداد لكل احتمال وبين مدى إمكانية تحقق هذا الاحتمال فالأمر لا يخرج عن إطار الاستعداد لكل السيناريوهات، أما مدى احتمال انهيار السلطة فيبدو ضئيلاً أو مرتبطاً بحياة الرئيس عباس تحديداً ومن سيخلفه لا في عهده.

– ما الأهداف والدوافع لتكرار الحديث عن ذلك ؟

هي وسيلة ضغط على السلطة والأجهزة الأمنية لإشعارهم بأن الانتفاضة خطر على وجودهم وليس على وجود الاحتلال.

– ما مستقبل العلاقة بين السلطة و”إسرائيل” في ظل الحديث عن البحث عن بديل لعباس؟

تبدو “إسرائيل” مرتاحة للبديل وهو من مقربي عباس، وممن يحرصون على التعاون والتنسيق مع الاحتلال، ولكن القلق الإسرائيلي من أن هذا الوريث لن يحظى بالشرعية التي تمتع بها عباس ليس على الصعيد الفلسطيني فحسب؛ بل على صعيد حركة فتح نفسها حيث هناك تيارات أخرى غير راضية عن الورثة المحتملين.

قوة المقاومة

–  ما هو مغزى الحديث المتصاعد عن تنامي قوة المقاومة بغزة، واحتمالات شن حرب رابعة؟

النظرية الأمنية الإسرائيلية قائمة على التخويف المستمر؛ وفي هذا الإطار يجب الشحن باستمرار بأنّ هناك خطر محدق، وفراراً أيضاً من المسؤولية في حالة أي مواجهة تقع حيث يستطيع المتحدثون أن يقولوا: لقد حذرنا! وفي المقابل يخدم هذا الحديث في صرف الأنظار عن انتفاضة القدس والأقصى وما يدور هناك، ومحاولة فعلاً لنقل المواجهة لجبهة غزة المريحة أكثر للاحتلال دولياً.

– برأيك ما هو  تأثير كل ما يجري على حكومة نتنياهو وأفق استمرارها في ضوء تلويح اليمين الصهيوني بإسقاطها في بعض المنعطفات مثل ما حدث بعد إخلاء المستوطنين بالخليل؟

من الواضح أن مستقبل نتنياهو السياسي تحدده الانتفاضة، وكلما تصاعدت الهجمات كلما زادت المعارضة والانتقادات له من المعارضة ومن داخل الائتلاف ومن الجمهور.

–  ما مدى الرعاية الرسمية والحاخامية لعصابات المستوطنين أمثال فتية التلال وتدفيع الثمن؟

كتب كثيرون من كتاب الأعمدة في الصحافة عن هذا الموضوع وآخرها في هآرتس25-1-2016 بأن الديمقراطية الإسرائيلية أصبحت في خطر، وأن الحاخامات أصبحوا المؤثر الأقوى في الدولة فضلاً عما كتب عن أن هذه العصابات تستند إلى ما يصدر عن حاخامات كبار ومعروفين يحج لهم نتنياهو ووزراؤه طلباً للرضا، ومن هنا فإن هذه العصابات تتزايد نفوذاً، ولا ننسى أن للمستوطنين أنفسهم وزراء في الحكومة يدافعون عنهم فما يفعله هؤلاء ليس من فراغ؛ وإنما في ظل غطاء ديني ورسمي.ِ

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...