القدس.. إطلاق كتاب يوثق تاريخ الحفريات في سلوان

أطلقت مؤسسة التجمُّع السياحيّ المقدسيّ ، كتابًا بعنوان “تلّة سلوان- نواة القُدس”، للكاتبة المقدسية علياء عطا الزعبي، مساء السبت، في دار إسعاف النشاشيبي في حي الشيخ جراح  بالقدس المحتلة.

ويُشكّل الكتاب إضافة نوعيّة لمكتبة الإصدارات العربية، من حيث الموضوع ومن ناحية حداثة الأبحاث والمجريات الواردة فيه؛ حيث يطرح مسارًا لأهم المراحل التاريخية لنواة القدس، والذي يبدأ قبل 7000 سنة من اليوم عندما كانت سلوان نواة القُدس الأولى، كما ويلقي الكتاب الضوء على أهم الأبحاث وآخر تطورات الحفريات الصهيونية في سلوان.

وقدم عنان غيث، مدير مؤسسة التجمُّع السياحي المَقدسيّ عن أهميّة هذا الكتاب، وعن أهمية وجود إصدارات فلسطينية مماثلة ترصد وتُوَثِّق الرواية الفلسطينيّة للمكان، وتتبّع زخم المجريات الحاصلة فيه على مَرّ القرون، والتي من شأنها أن ترسم هويّة المكان في المراحل القادمة.

رواية وتاريخ
من جهته، أشار الدكتور نظمي الجعبة عضو الهيئة الأكاديمية في دائرة التاريخ والآثار في جامعة بير زيت، إلى أهمية البحث وقيمته التاريخية.

وقال الجعبة إن امتلاك التاريخ يحتاج إلى تخصص ودراسة معمقة وفهم ومراجعة للأبحاث والعلوم المختلفة عندما نتحدث عن تلة سلوان التاريخية التي شهدت على مدار ١٥٠ عاماً من الحفريات والبحوث والتنقيب.

وأضاف إن هناك رواية فلسطينية لهذا التاريخ، وهناك رواية صهيونية تحاول سلطات الاحتلال فرضها بشتى الطرق، مشيراً إلى أن الرواية التوراتية ومحاولة الكيان الصهيوني الحديث والتأريخ لها والحديث أنها امتداد لتلك الرواية، واكتسبت شرعيتها المزعومة من تلك الحقبة التاريخية الموهومه والمزعومة.

وانتقد الجعبة الاسم المخترع من سلطات الاحتلال الصهيوني لما يسمى “مدينة داود”، وقال هذه التسمية الغريبة وضعت حاجزًا بيننا وبينها؛ بين تلك الصورة وتلك التي في مخيلتنا وفي تاريخنا، مشيراً لما تتعرض له سلوان من تهويد وحفريات وأنفاق وعملية زرع للاستيطان والمستوطنين بطريقة شوهت تلك المنطقة.

وتحدّث د.  الجعبة عن تجربته في تدقيق هذا الكتاب، وقدّم نقده ورأيه حوله كأُستاذٍ في علم التاريخ، وكابن لمدينة القُدس مُعايِشٍ للتهديدات التي تواجهها.

الحلم
بدورها، تحدثت الكاتبة علياء الزعبي عن الكتاب، وقدمته بعرض سريع أمام الحضور، ولفتت إلى أن الفكرة كانت حلما بالنسبة لها، وقالت: “تابعت ودرست ما يجري في تلة سلوان من أعمال حفر وتنقيب على مدى سنين طويلة، واليوم أشعر بأن من حق القدس عليّ أن أحاول سرد ما يجري هناك، فنواة القدس تتعرض لحملة من التشويه من خلال تفسير موجوداتها الأثرية لمصلحة الرؤية التاريخية للفئة المسيطرة وخاصة في غياب الحفريات البديلة وطرح البديل” .

واختتم الحفل بتقديم درع مكوّن من حجر من الحارة “التحتى” وخشبة زيتون تاريخية  قدّمته الفنانة التشكيلية رنا بشارات للمؤلفة، ثمّ توقيع الكتاب من المؤلفة علياء الزعبي للحضور.