الإثنين 30/سبتمبر/2024

خبير: التفاعل مع شهداء الأنفاق أكد دفء الحاضنة الشعبية

خبير: التفاعل مع شهداء الأنفاق أكد دفء الحاضنة الشعبية

أكد الخبير بالشؤون الفلسطينية حسام شاكر، أنّ “تفاعل المجتمع الفلسطيني مع حدث استشهاد سبعة من الشبان غرقاً في أنفاق المقاومة، برهن بوضوح على دفء الحاضنة الشعبية وحيويتها، وأنّ هذا التفاعل قد بعث برسائل مهمة في فرصة غير مسبوقة وإن كانت مؤلمة ومأساوية”.

ورأى شاكر في تصريحات له أمس، أنّ “الطريقة التي ظهر عليها المجتمع الفلسطيني في تفاعله مع الحدث جاءت لتقول إنّ الأنفاق والبنية تحت الأرضية هي إنجاز جماعي للشعب الفلسطيني ومقاومته، وليست مجرد خنادق دفاعية أو هجومية”.

وتابع: “يرى المجتمع الفلسطيني إنجازات الميدان، فيستشعر تضافر المنجزات الفردية مع المكتسبات الجمعية”.

وعدّ أنها “حالة ارتباط معنوي وثقافي وعضوي بالمقاومة، تجعل خيارات الميدان هي ذاتها خيارات الشعب”.

ولاحظ شاكر “أنّ شبّان المقاومة في الأنفاق هم أنفسهم أبناء المجتمع، ومن ينشغل على ابنه أو قريبه سينشغل أيضاً على المقاومة”، وهذه إحدى السمات الأساسية لحيوية الحاضنة الشعبية.

وأضاف: “تفاعلت في الحدث روح معنوية معبّأة بالرسائل والرموز؛ فقد أرسل الشعب الفلسطيني تحية تقدير وأعرب عن فخره بما يمكن تسميته بالعالم تحت الأرضي في قطاع غزة، وقد منحته الواقعة رغم مأساويتها فرصة نادرة لإدراك جانب من الواقع المتواري عن الأنظار والحافل بالمفاجآت التي يتم تجهيزها على مدار الساعة انتظاراً للحظة الحقيقة”.

وعن مشهد الوداع الفلسطيني لشهداء الأنفاق؛ أشار شاكر إلى أنّ “المجتمع الفلسطيني بادر إلى تكريم شهداء الأنفاق بطريقة جارفة، وفحوى الرسالة هي: نقدِّر تضحيات الجنود المجهولين الذين ترجلوا ورفاقهم الذين يواصلون طريقهم تحت الأرض، وها نحن نحملهم فوق الأعناق، وإن كنا لم نعرف وجوههم من قبل”.

وتابع شاكر القول: “بالطريقة التي زفّت بها غزة شهداءها أكدت الحاضنة الشعبية الفلسطينية في هذا الموقف استعدادها لاحتمال الألم والاصطبار على الأثمان الباهظة التي يقتضيها نهج المقاومة وفعلها واستعداداتها”.

ولفت شاكر الانتباه إلى أنّ قطاع غزة “رسم لوحة وداع مهيبة للشبان الذي يخوضون التضحيات، وستبقى هذه اللوحة حاضرة في ذاكرة الشعب الفلسطيني، وقد بدا المشهد مزيجاً بين جيش يودع جنوده وشعب يزف أبطاله”.

واستنتج شاكر بأنّ: “الحدث برهن بوضوح على اندماج بُنية المقاومة في النسيج المجتمعي الفلسطيني بما يستحيل معه استئصالها”.

وأضاف: “يستعمل الفلسطينيون مقاربة حصيفة تقوم على التفريق بين الجرح والألم. فالجرح لا يستدعي الألم بالضرورة، والإحساس به نسبيّ بين المجتمعات كما بين الأفراد. وقد نجح المجتمع الفلسطيني في احتمال الجراح مع كبح الشعور بآلامه إلى أقصى مستوى، وقد تجلى ذلك في وداع شهداء الأنفاق كما اتضح خلال جولات العدوان الحربي على قطاع غزة”، وفق تعبيره.

وشيع الفلسطينيون في قطاع غزة بعد صلاة الجمعة جثامين 7 مقاتلين من كتائب القسام قضوا الخميس في حادثة انهيار نفق للمقاومة، وقدرت وسائل إعلام فلسطينية عدد المشيعين بأكثر من ربع مليون.

وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” في بيان لها إن المقاتلين قضوا، “أثناء قيامهم بترميم نفق قديم نفذت من خلاله عدة عمليات خلال المعركة البرية التي رافقت العدوان على قطاع غزة في صيف 2014 “العصف المأكول”، مبينة، أنهم شاركوا في عمليات نوعية خلال المعركة الأخيرة، وأوقعوا إصابات في قوات الاحتلال”، وفق البيان.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الحصاد المرّ لحرب الإبادة على قطاع غزة

الحصاد المرّ لحرب الإبادة على قطاع غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أصدر المكتب الإعلامي الحكومي، مساء اليوم الاثنين، تحديثًا لبيانات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي...