الخميس 08/مايو/2025

هل يحكم مردخاي الضفة حقا.. ماذا أراد عريقات بتصريحه؟

هل يحكم مردخاي الضفة حقا.. ماذا أراد عريقات بتصريحه؟

حالة من الشك حول أبعاد وتداعيات ما أطلقه أمين سر اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير، ورئيس الوفد المفاوض للسلطة الفلسطينية، صائب عريقات، بقوله إن “يوئاف مردخاي” منسق شؤون حكومة الاحتلال ورئيس الإدارة المدنية للاحتلال بالضفة الغربية “بات الرئيس الفعلي للشعب الفلسطيني”، وفق تعبيره.

عريقات الذي كان يتحدث لإحدى الإذاعات يوم 25 يناير الجاري قال إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أحيا ما تسمى الإدارة المدنية “الإسرائيلية”، وحذر من غياب فلسطين عن الخارطة السياسية لمائة عام بسبب الإجراءات الإسرائيلية، كما قال.

وأضاف: “كلفة غياب فلسطين عن الخارطة السياسية هي أكثر كلفة من كلفة تحديد العلاقة مع (إسرائيل)”.

وكذب عريقات أقوال نتنياهو في دافوس حول السيطرة “الإسرائيلية” على الأراضي بالضفة الغربية، مؤكدا أن (إسرائيل) تسيطر على أراضي الأغوار بنسبة 54% مناطق عسكرية مغلقة و22% كمحميات طبيعية ستحولها إلى مستوطنات لاحقا و16% مستوطنات و8% فقط للجانب الفلسطيني.

تضليل أم خوف
هذه التصريحات وتوقيتها، جعلت من أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الستار قاسم، يشكك بجدية ما يطرحة عريقات حول أن الحاكم العسكري للاحتلال هو الرئيس الفعلي لفلسطين.

وأوضح قاسم في تصريح خاص لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” قائلا: نحن لا ننظر بجدية لهذه التصريحات لأنه منذ زمن بعيد والتصريحات المضللة هي سيدة الموقف، وكل حديث في هذا الإطار يأتي في إطار تمجيد الذات وبيع الوهم وتحويل الفشل إلى نجاح”، باعتباره محاولة لإبراز دور القائمين على العملية السلمية.

وتساءل قاسم بالقول: إذا كان عريقات مقتنعا بما يقول فلماذا التفاوض والإصرار عليه؟، وهل القائد مطلوب منه فقط أن يعدد جرائم الاحتلال وعند ذلك يصبح خالي المسئولية، فليجب عريقات لماذا يفاوض إذا؟!

وحول ما إذا كانت التصريحات تعكس خوفا من مخططات لنتنياهو من أجل حل السلطة قال قاسم: “السلطة لا خوف عليها لأن السلطة لا تريد شيئا من إسرائيل، ولا يوجد قيادي فيها يطلب شيئا من إسرائيل، وهم سعداء بما حصلوا عليه من امتيازات شخصية وكفى”.

وأضاف “السلطة عملت منذ عقدين لجعل الشعب الفلسطيني مطية للاحتلال وورطت الشعب الفلسطيني بقضايا كثيرة كبلته في مثل هذه الأوضاع، ومبرر السلطة الوحيد الموجود حاليا هو دفع رواتب الموظفين، ولو لم تدفع السلطة الرواتب لذهبت منذ زمن بعيد، والخطر الفعلي لا يتهدد السلطة بل يتهدد الشعب الفلسطيني وقضيته”.

وأكد قاسم أن “السلطة لا تتخوف من حلها وتعلم أنها باقية بفضل غطاء التنسيق الأمني، والسلطة وإسرائيل كلاهما ضرورة لبعضهما ولكن المعرض للخطر هو الشعب، وإسرائيل تضمن بقاء السلطة لو تعرضت لأزمات بل وتدفع لها الأموال لتبقى ومن ذلك أموال الضرائب”.

وشدد قاسم على أن هناك البعض في الحالة الفلسطينية سعداء لأن القضية الفلسطينية وصلت لما وصلت إليه، ونحن نقول أن كل ذلك لا يعول عليه وإنما يعول على شيء واحد فقط وهو المقاومة المستمرة.

وختم حول ذلك مشددا على أن المقاومة المستمرة هي الطريق الوحيد الذي يحمي القضية الفلسطينية وليس مجرد هبات مؤقتة، لأن الاستمرارية تخلق النتائج بينما الهبات المتقطعة تضيعها.

يذكر أن الإدارة المدنية للاحتلال هي الإدارة العسكرية التي يديرها الحاكم العسكري الصهيوني، ولكل محافظة في الضفة حاكم عسكري مسئول يعمل وفق الأوامر العسكرية الصهيونية وهي مراسيم نشأت بعد عام 1967 .

وبعد قيام السلطة حولت الصلاحيات المدنية للحاكم العسكري للسلطة فيما بقيت الصلاحيات الأمنية بيد الحاكم العسكري الصهيوني.

ولكن الإدارة المدنية للاحتلال ما زالت هي المتحكم في حياة الفلسطينيين من خلال التصاريح التي تمنحها للدخول لأراضي 48 والتي تمثل عصب الحياة لمئات آلاف الفلسطينيين، وكذلك قسم الطابو والذي يتم فيه عمليات البيع والشراء للأراضي  في المناطق المصنفة “ج” والتي تمثل ثلثي أراضي الضفة، إضافة إلى قيادة مخابرات وجيش الاحتلال وما يترتب على ذلك من تشغيل العملاء والاعتقالات والاستدعاءات وغيرها.

يوئاف مردخاي
و”يوئاف مردخاي” من مواليد 25  مارس 1964، وعلى الرغم من أن نشأته  في بيئة علمانية، فقد اختار دراسة المرحلة الثانوية في مدرسة دينية يهودية “المدرسة الثانوية الأكاديمية التكنولوجية للبنين” بالقدس المحتلة، وهو جندي وضابط في لواء غولاني، كما عمل في إدارة البحوث والوحدة التنفيذية بجهاز الاستخبارات العسكرية، وعمل كرئيس لمديرية التنسيق والارتباط في غزة قبل الانسحاب، كما عمل متحدثاً باسم جيش الاحتلال، وشارك في حرب لبنان الثانية، وحرب “الجرف الصامد” على غزة، ويشغل حالياً منصب الرئيس الحالي للإدارة  المدنية في الضفة الغربية.

في عام 1982 تم تجنيده وخدم في لواء غولاني ثم تعيينه إلى ضابط الكتيبة 51، وشغل بعد ذلك منصب مسؤول في الكتيبة، في الفترة ما بين 1986-1987 خدم كضابط في دراسة إدارة البحوث في جهاز الاستخبارات، ثم انتقل إلى قيادة وحدة 504 من شعبة الاستخبارات.

وفي عام 2001 تم تعيينه رئيس مديرية التنسيق والارتباط في غزة، وتوجه بعد ذلك إلى كلية الأمن القومي، وفي عام 2007 تمت ترقيته إلى عميد ورئيس عام الإدارة المدنية في الضفة الغربية.

 في مارس 2011 تم اختياره من قبل رئيس الأركان الصهيوني بيني جانتز بمثابة الناطق باسم الجيش، وفي نوفمبر2011  تم تعيينه منسقا لأعمال حكومة الاحتلال بالضفة وترقى إلى رتبة عقيد.

مردخاي حاصل على درجة البكالوريوس في الدراسات الشرق أوسطية والعربية، ودرجة الماجستير في الحكومة والسياسة من الجامعة العبرية، ودرجة إضافية في كلية الأمن القومي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات