إطلاق تقرير في البرلمان البريطاني حول الفقر في مخيمات لبنان

أطلق مركز “العودة الفلسطيني” في العاصمة البريطانية لندن تقريراً تحليلياً حول أزمة الفقر المتفاقمة التي تعصف بمخيمات اللجوء في لبنان منذ عقود، في ظل نقص تمويل الأونروا، ونزوح عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان.

جاء ذلك خلال لقاء استضافه النائب عن حزب العمال البريطاني ووزير الثقافة في حكومة الظل ووزير الصحة السابق بن برادشو في مقر البرلمان البريطاني مساء أمس الاثنين.

وطالب برادشو الحكومة البريطانية بضرورة التحرك الفعلي والضغط على “إسرائيل” لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين باعتبارها أحد أهم جذور الصراع في الشرق الأوسط، كما دعا إلى ضرورة العمل على المستوى الشعبي في بريطانيا لإيجاد حالة ضغط دائمة على الحكومة البريطانية للعب دور أكثر فعالية في حل القضية الفلسطينية.

وكشف تقرير “مركز العودة” ومقره العاصمة البريطانية لندن، أن معدلات الفقر والبطالة ارتفعت بشكل كبير جدا في ظل حرمان اللاجئ الفلسطيني في لبنان من العمل والتملك وحقوق مدنية أخرى ذات العلاقة.

وأشار التقرير، الذي أعده بيترو ستيفانيني، الباحث في “مركز العودة”، إلى “وجود تقصير كبير من المؤسسات الدولية العاملة في لبنان؛ حيث فشلت في سد احتياجات اللاجئين الفلسطينيين خاصة في ظل تدفق أكثر من 45 ألف لاجئ فلسطيني من سورية”.

بدوره أكد المسؤول الإعلامي في المركز سامح حبيب، “أن جذر قضية اللاجئين الفلسطينيين هو سياسي بامتياز، وأن المطلوب من المجتمع الدولي العمل بجدية وتطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم المختلفة”.

وأضاف حبيب: “إن الحياة الكريمة الخالية من الفقر هي جزء لا يتجزأ من حقوق أساسية لكل لاجئ فلسطيني، وعلى الأونروا ضمان ذلك”.

وفي كلمته تحدث رئيس قسم الحملات الإعلامية في “مؤسسة العون الطبي لفلسطين”، روهان تالبوت عن حجم الفقر وكيفية تأثيره على العائلات الفلسطينية في المخيمات، كما تطرق لقضية حرمان اللاجئين الفلسطينيين من العلاج في ظل عجز الأونروا عن الوفاء بالتزاماتها تجاههم. وأشار تالبوت أن “اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية يعانون الأمرّين؛ حيث لا تُجدّد إقامتهم، ويهددون بالطرد والاعتقال أو دفع غرامات مالية كبيرة، ما يضطرهم إلى الهجرة وركوب البحر إلى أوروبا”.

بدورها قدمت مديرة “مؤسسة أصدقاء جامعة بيرزيت” والناشطة إيمي شعلان عرضاً عن دور التعليم في محاربة الفقر في مخيمات اللاجئين، وطالبت بضرورة دعم المؤسسات التعليمية في فلسطين المحتلة وتقديم منح للتعليم العالي لفسطينيي لبنان.

من جهته أشار طارق حمود، المدير التنفيذي لـ”مركز العودة”، إلى أن “إصدار مركز العودة لهذا التقرير حول الفقر في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يتزامن مع توتر في المخيمات بشأن أزمة تقليص خدمات الأونروا ومساعداتها للاجئين في لبنان”.

وذكر أن “المركز سيخصص جلسة حوار كاملة على هامش دورة مجلس حقوق الإنسان في آذار/مارس المقبل لأوضاع اللاجئين ومعدلات الفقر في المخيمات الفلسطينية في لبنان”، وفق تعبيره.

وكانت لجنة المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة، قد صوّتت العام الماضي بغالبية 12 صوتا مقابل 3 لصالح الاعتراف بالمنظمة غير الحكومية “مركز العودة الفلسطيني”، ما يمنحها حق الوصول إلى منصّة المنظمة الدولية.

و”مركز العودة الفلسطيني” هو مؤسسة فلسطينية تأسست في العاصمة البريطانية لندن عام 1996، وتعنى بتفعيل قضية فلسطينيي الشتات والمطالبة بحقهم في الرجوع إلى ديارهم.

ويعرّف المركز نفسه، بأنه “يشكل مصدرا إعلاميا أكاديميا يسعى إلى أن يكون رديفا للمعلومات والنشاط السياسي للقضية الفلسطينية، وخصوصا مسألة العودة”، ويتخذ المركز لندن مقرًّا له.