الأربعاء 07/مايو/2025

تخبّط فتحاوي حول تصريحات ماجد فرج والتنسيق الأمني

تخبّط فتحاوي حول تصريحات ماجد فرج والتنسيق الأمني

تسود حالة من التوتر والارتباك داخل صفوف حركة فتح، إزاء العديد من القضايا التي باتت تحرج الحركة وفي مقدمتها المواقف العلنية التي بات يصدّرها قياداتها حول رفض مقاومة الاحتلال وتعزيز حالة “التنسيق الأمني” وملاحقة المقاومين، وهو ما دفع بعض قيادات الصف الأول للخروج بتصريحات تعبر عن إرباك واضح وخوف مما قد تحمله الأيام المقبلة للحركة وشعبيتها.

ففي أحدث رصد لهذه المواقف، ما نشره اللواء أكرم الرجوب، محافظ نابلس، وموقفه من تبعات تصريحات رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، ماجد فرج، التي تحدث بها لصحيفة أمريكية حول إحباط جهاز المخابرات لمائتي عملية ضد “إسرائيل” منذ انطلاقة انتفاضة القدس في الأول من أكتوبر2015، فيما اعتقل 100 فلسطيني وصادر أسلحة في إطار منع العمليات.
 

فقد وصف الرجوب، الاستعراضات التي قامت بها مجموعات نسبت نفسها لكتائب شهداء الأقصى وتعبر عن تأييدها لماجد فرج، بأنها “سلوك أرعن ومسيء”.

وكتب الرجوب على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” اليوم الثلاثاء (26-1) يقول: “بدون مقدمات.. شعبنا يُذبح، وعدونا ليس بحاجة إلى أي ذريعة ليقتل أو يبطش، ونحن منشغلون في تفاهات وسخافات وقلة الأدب على بعضنا، فهناك من يتطاول على كرامة مؤسستنا الأمنية وكرامة مُواطننا الفلسطيني.. بالأمس كان تطاول في نابلس بحجة تأييد اللواء ماجد فرج، طيب تأييد ضد مين؟؟، وعلى إيش ومن شان إيش؟؟؟، وهل التأييد بكون من خلال السلوك الأرعن المسيء للبلد والمواطن؟.. على المستوى الشخصي بحب ماجد فرج وبحترمه، والذي حصل أساء له، ولم يكن في صالحه..”.

وتابع: “يا حضرات.. نحن اليوم في بيوتنا غيلان صغيره كالغيلان التي كانت في غزة.. كبرت الغيلان في غزة، فأطاحت بنصف الوطن لأنها سلّمته لحماس وهربت.. اليوم لمين بدكم تسلموا النصف الثاني من فلسطين نتيجه لهذه السلوكيات المعبرة عن عقلية الميليشيا السوداء والتي لن تقف أمام أي قوة منظمة؟، يا مؤساستنا الفلسطينية.. رئاسة وحكومة  ومدراء أمن.. أفيقوا من غفلتكم.. اصحوا من سباتكم، والله الذي يحصل اليوم في الضفة لا يبشر بخير.. والله صمتكم هذا سيطيح بكرامتكم جميعًا، ولن تجدوا من يقول كلمة حق معكم.. يا فخامة الرئيس احنا بحاجة إلى مراجعة في أدائنا.. بحاجة إلى تصويب في الأداء ومحاسبة كل المتغولين على حقوق مؤسستنا الأمنية ومُواطنينا..”.

 وختم بقوله: “يا فخامة الرئيس بديش أحكي أكثر من هيك.. ما أكتبه على الملأ قد يشكل بداية لصحوة.. أتمنى ذلك.. وقد يشكل بداية لاستهدافي في موقعي، وأنا جاهز لأي تداعيات أمام كلمة حق يجب أن تقال.. الله يجيب الخير لشعبنا ولبلدنا.. الله يحمي أطفالنا.. اللهم آمين”.

يأتي هذا التصريح استمرارًا لحالة التناقض الفتحاوي بين ما هو قائم من تنسيق أمني مع الاحتلال للقضاء على المقاومة، وبين ما هو مأمول على ألسنة بعضهم من شعارات التحرر والمزايدة على المتفاخرين بالتمسك بنهج الانبطاح أمام العدو الصهيوني.

كما أنه يأتي ليعبر عن حالة من التناقض بين تصريحات الرجوب نفسه، وقرارات الاعتقال التي تنفذ تحت مسمى “على ذمة المحافظ” للعديد من النشطاء السياسيين وطلبة الجامعات، وهو ما يمكن أن يفهم وجود حالة من الخوف الداخلية بين قيادات فتح من سلوكها الذاتي الذي بات مرفوضاً شعبيا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات