الخميس 08/مايو/2025

سكان الأغوار.. واقع مرير تكشفه المنخفضات الجوية

سكان الأغوار.. واقع مرير تكشفه المنخفضات الجوية

بجد واجتهاد يعمل السبعيني أحمد خلف بني عودة على تمتين خيمته، في خربة مكحول بالأغوار الشمالية، بشد حبالها، ووضع المزيد من الحجارة على أطرافها، لحمايتها من الاقتلاع وسط ريح العاصفة القادمة، وبعمل قنوات ترابية في محيطها، لمنع تسرب المياه لداخلها.

ويؤكد الحاج أحمد خلف ذو السادسة والسبعين عاماً لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “نحن نعيش في بيوت من البلاستيك والقماش والقنب (الخيش)، مرفوعة على أعمدة من حديد، ومشدودة إلى الأرض بالحبال وهذا هو المسموح لنا ببنائه فقط من الاحتلال، وعند وضع لوح من الصفيح، يأتي الاحتلال ويهدمه مباشرة، وبالكاد بيوتنا تصمد أمام ريح المنخفضات والعواصف”.

خيام متهالكة وخسائر كبيرة

ويشير الحاج أحمد بني عودة إلى أنه “في العام الماضي، اقتلعت الريح خيمتي وبقيت لما يزيد عن أحد عشر يوماً تحت أشلاء خيمتي في البرد والمطر”.

أما عبد الرحمن قاسم ارشيد أحد سكان منطقة المالح في الأغوار الشمالية فيقول لمراسلنا: “في الكثير من الليالي المطرية تهدم لنا الريح وغزارة الأمطار بركساتنا وتخلع لنا خيامنا أثناء الليل ونحن نيام، ونخرج صبحاً ونصلح بقدر ما نستطيع وهكذا هي حياتنا”.

ويشير برهان بشارات أحد سكان خربة مكحول لمراسلنا: “إن أخطر ما في تمزق الخيام، هو موت صغار المواشي، وهي التي تعتبر مصدر دخلنا الوحيد، ويؤكد: “لقد مات لي العام الماضي 40 من المواليد الجديدة لمواشيّ، ما ألحق بي خسارة ظلت آثارها تلازمني طيلة الموسم”.

ويقول رئيس مجلس محلي المالح والمضارب البدوية عارف دراغمة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إنه وخلال ليلة الأحد (23-1) اقتلعت الريح 40 خيمة للمواطنين هنا”.

ويشير إلى أن “أكثر من 450 عائلة فلسطينية تقطن مضارب البدو في الأغوار الشمالية، تجمعهم أكثر من 17 خربة وتجمعاً، تفتقر لأية بنية تحتية” ويضيف: “أكثر من 350 عائلة تعيش بلا كهرباء، فقط على قنديل من الكاز، وما يفاقم من معاناة المواطنين هو تضييق الاحتلال عليهم”.

إهمال رسمي

ويؤكد عارف دراغمة أن “الاحتلال يسعى لطرد المواطنين من مناطقهم بالتضييق الدائم عليهم، فهو يمنعنا من إقامة أي بنية تحتية مناسبة للسكان، حيث يمنع إقامة خيمة مناسبة لهم، أو إحضار جرافة لتسوية الأرض، أو وضع عبَّارة على وديان تقطع طريق السكان خلال غزارة الشتاء وجريان السيول، وهذه البنية المتهالكة عندما تكون عرضة للظروف الجوية الصعبة، يكون الضرر كبير جداً”.

ويضيف: “إن الاحتلال يلاحق كل ما يتم من تسهيل الحياة على المواطنين ففي منطقة الحديدية في الأغوار الشمالية، حاولنا عمل طريق للتسهيل على المواطنين، فجاء الاحتلال وجرف هذه الطريق، والآن لا نستطيع الوصول لمنطقة الحديدية الا بجرافات أو التركتورات، وهي أرض ترابية مجرفة تصل طولها 4 كم، ويضطر المواطنون لسلوك طرق جبلية للوصول إلى مساكنهم، والاحتلال هو السبب الوحيد بانعدام البنية التحتية في هذه المناطق.

وعن مطالبه يقول الحاج أحمد بني عودة: “إن ما نريده أن نجد دعماً لصمودنا من قبل الجهات الرسمية حال تعرضنا للخسائر في مواشينا أو دمار خيامنا”.

ويضيف: “لقد زارنا رئيس الوزراء رامي الحمد الله العام الماضي ووعدنا بصرف مبلغ 140 ألف دولار كمساعدات لنا، ولم نر منها شيئاً، ما يجعلنا وحيدين نجابه الظروف الطبيعية وسط تضييق كبير من الاحتلال وملاحقته الدائمة لنا سعياً لسرقة الأرض”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات