على مفترق بيت عنون.. دماء الشهداء تحكي قصص البطولات الخليلية

 يأسرك أنين أشجار اللوز والعنب الخليلي حزنًا على اثنى عشر شهيدًا سالت دماؤهم الزكية على ثرى تلك الأشجار التي اتخذوا منها متراسًا لمواجهات جنود الاحتلال الصهيوني صباح مساء.. عبق دما الشهداء ينبعث من كل مكان في ذلك الميدان والمفترق الذي يؤدي إلى بلدة سعير قلعة الشهداء شمال محافظة الخليل وإلى بلدة الشيوخ.

أهمية الموقع

بعد اتفاقيات أوسلو، وضمن ملفاتها السرية المتفق عليها، قام الكيان الصهيوني بشق العديد من الطرق الالتفافية لحماية المستوطنين وسهولة وصولهم إلى مستوطناتهم، فكان شارع الستين الالتفافي، أحد أهم هذه الطرق المؤدية إلى مستوطنة “كريات أربع” ومستوطنة “حاجاي” و”خارسينا” وكافة مستوطنات جنوب جبل الخليل.

وما بين شمال حلحول وجنوب سعير ملحمة وبطولة وحكاية؛ ففي منتصف هذا الشارع الالتفافي مفترق طرق هام يؤدي إلى بلدة سعير التي تبعد عنه نحو 2 كيلو متر شمالاً، وحي بيت عنون التابع لمدينة الخليل والمطل على المفترق مباشرة، وفي عام 2013 أقامت سلطات الاحتلال دوارًا كبيرًا في منتصف الشارع، الأمر الذي أدى إلى استهداف مباشر لسيارات المستوطنين القادمة من وإلى مستوطنة كريات أربع، وهو ما دفع جيش الاحتلال لإقامة برج عسكري بالقرب من المكان، مع تواجد دائم للجيش الصهيوني.

المقاومة في بيت عنون

عام 2010 قامت كتائب القسام بعملية بطولية على هذا الشارع قادها القساميان نشأت الكرمي ومأمون النتشة أدت إلى مقتل أربعة مستوطنين، ومع استمرار تواجد الجيش الصهيوني الدائم على المفترق استمرت المقاومة ومواجهة جيش الاحتلال صباح مساء؛ حيث تدافع شباب انتفاضة القدس من بلدة سعير لمواجهة المستوطنين وقوات الاحتلال على هذا المفترق ثأرًا لاستشهاد دانيا ارشيد، ثم جاء بعد ذلك استشهاد رائد جرادات، ليتدافع الشهداء شلالاً هادرًا على الميدان، فكانت قصص وتضحيات.

آباء الشهداء فخورون
الأستاذ المربي يونس الكوازبة، والد الشهيد أحمد كوازبة وأحد أبناء الحركة الأسيرة والقيادي في حماس، اعتبر استشهاد ابنه أحمد “أقل القليل الذي يقدم للقدس وفلسطين”، وقال في حديث خاص لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “نحن قبل أيام كنا في عرس جماعي لشهدائنا ونحن نستقبل المهنئين، ورغم ألم فراق الأحبة وفلذات الأكباد إلا أن القدس وفلسطين تستحق منا الكثير”.

وأضاف المربي الكوازبة: “لن نجزع من الموت؛ فالشهداء مصدر فخرنا وعزتنا، ولن نندم على تقديمهم، فهم الأبطال الذين يرفعون رؤوسنا عالية.. لقد قدموا أرواحهم فداءً لله والوطن، فهنيئًا لهم هذه المرتبة”.

قائمة الشرف

وقد ارتقى اثنا عشر شهيدًا من بلدة سعير منذ انطلاقة انتفاضة القدس، وهم:
– رائد ساكت جردات.
– إياد روحي جردات.
– عبد الله شلالدة.
– خليل شلالدة.
– فادي حسن الفروخ.
– محمد كوازبة.
– محمود كوازبة.
– أحمد يونس كوازبة.
– مهند زياد كوازبة.
– أحمد سالم كوازبة.
– علاء عبد محمود كوازبة.
– مؤيد عايد الجبارين.