ماذا قال عريقات وفرج للمجلة الأمريكية؟ .. الترجمة الكاملة

تبدو المقارنة الذي عرضتها مجلة “ديفنس نيوز” الأمريكية، في مواقف كل من أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، ومسؤول مخابرات السلطة، اللواء ماجد فرج، جزءًا من خطة تسويقية في مشروع خلافة رئاسة السلطة؛ تبارى فيها الجانبان لتقديم المواقف والإشارات حول صلاحيته وكفاءته لهذا الموقع، واستعداده لتقديم فروض الطاعة “الإسرائيلية” التي عزف عليها الأخير بشكل أكبر، ما أغضب الفلسطينيين على مخلف توجهاتهم.
يبدأ التقرير، وفق الترجمة الخاصة والكاملة، التي أعدها “قسم الترجمة” بـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، بتقديم موجز عن الرجلين (عريقات وفرج) اللذين ينظر لهما، كخليفتين محتملين لرئيس السلطة محمود عباس الذي ناهز الثمانين عامًا، فيقدم الأول كـ”مثقف تلقى تعليمه في الغرب”، والثاني “رئيس قوي لمخابرات عباس”.
ويشير إلى كيف ارتقى فرج عبر عدة رتبٍ؛ كجندي في الظل بدايةً في التنظيم، (حركة فتح)، قبل أن يصبح قائد جهاز الأمن السياسي في محافظة بيت لحم، ومن ثم مدير المخابرات العسكرية.
وتبدو المفارقة في مواقف فرج الحالية من الاحتلال الذي قتل والده عام 2002، في سن ال 62، بعد إطلاق النار عليه في بيت لحم عندما كان ذاهبًا لشراء الحليب والخبز.
الشهيد مازن عربية
ينتقل التقرير إلى واقعة ذات دلالة خلال انتفاضة القدس، تتمثل في استشهاد ضابط المخابرات مازن عربية (37 عامًا) بعد تنفيذه في الثالث من ديسمبر الماضي عملية إطلاق نار تجاه قوات الاحتلال قرب القدس، عادًّا أن هذه الحادثة “انتكاسة أخرى لمشروع المقاومة السلمية الذي يجسده عريقات وفرج، كل بطريقته الخاصة”.
تمثل قصة عربية ابن أخت صائب عريقات نوعًا من الفشل الشخصي، للمسؤول الذي “كرس مهنته في احتواء العنف من خلال التنسيق مع قوات الأمن الإسرائيلية”، بحسب المجلة الأمريكية.
يسترجع عريقات المسح البياني لخليل الشقاقي في المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله الذي أجري مؤخرًا، قائلًا: “68% يريدون من أبو مازن (رئيس السلطة) أن يستقيل، و67% يدعمون استخدام السكاكين، و66% مقتنعون بأن الانتفاضة المسلحة ستخدم المصالح الوطنية بطرق لا يمكن للمفاوضات أن تفعلها.. مع هذه الأرقام، نحن بحاجة إلى استراتيجية للخروج، ولم يسبق لأي حكومة أخرى أن أعطيَت الوقت والصبر والفرصة للتقدم من خلال المفاوضات كالذي مُنحناه نحن، وليس لديّ أيّ شيء لأقدمه”.
“إذا كانوا لا يريدون فعل ما أطلب منهم القيام به، أعتقد أنني بحاجة إلى اتخاذ قرار شخصي، ولكن ما يقلقني هو أنني إذا عقدت مؤتمرا صحفيا اليوم لكي أقول: “لقد انتهى الأمر”، سأكون كالذي يطلق رصاصة على رأسه. يقول عريقات، مضيفا “نسبة 66% الذي يريدون المقاومة المسلحة سوف يصبحون 99%”.
وما زاد الطين بِلة بالنسبة لفشل عريقات الشخصي هو السخرية التي تلقاها في وسائل الإعلام “الإسرائيلية” بعد أن قام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بتسمية تعازيهم التي قدموها للشهداء وضمنهم ابن شقيقته “عملا من أعمال التعاطف مع الإرهاب، ما يشكل دليلا إضافيا على أن السلطة الفلسطينية تحرض على العنف”.
يقول عريقات: “ذهبت إلى منزل أختي وقلت لها إنه خطئي. لقد فشلتُ.. لقد قتلنا حلمه بحل الدولتين. لطالما أخبرت الناس لمدة 22 عاما بعدم استخدام العنف والتفاوض فقط. طالبتهم بالاعتراف بإسرائيل. وماذا قال هؤلاء الناس – عائلتي – لي في العزاء؟ قالوا لي: يا صائب، نحن نحبك. ولكن كان هناك 200.000 مستوطن عندما بدأنا. واليوم لدينا 600.000 مستوطن. واشنطن لا ترانا. واشنطن لا تستمع إلينا. إنها تسمح بمعاملة إسرائيل على أنها فوق قوانين البشر”.
بالنسبة لفرج، كان الحدث “تذكيرا سلبيا” بأن الضباط الشباب حتى المدربين تدريبا جيدا، والمنضبطين “هم نتاج بيئتهم”.
فرج أكثر صراحة وجرأة في مهاجمة أمثال عربية ووصفه وأمثاله بـ”خارجين عن السيطرة”، قائلاً: “عندما تتحول البيئة إلى اليأس. حتى خيرة أبناء ما يسميه “المشروع السياسي الفلسطيني” يمكن أن يتحولوا إلى خارجين عن السيطرة”.
عربية حالة شاذة
وبالتناقض مع الفخر الفلسطيني بأمثال عربية، شخّص فرج، الأمر ضمن “حالات شاذة”، مشددًا على أن سياسة السلطة الفلسطينية “سلطة واحدة، وبندقية واحدة” والتي تحكم ما يقارب 30.000 فرد من عناصر الأمن تحت تمويل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في الضفة الغربية.
وفيما بدا محاولة للاستدلال بالموقف الحقيقي لأجهزة الأمن التابعة للسلطة، استشهد فرج بنوفمبر/ تشرين الثاني عندما داهم أكثر من عشرين “عميلا سريا إسرائيليا” مستشفى الخليل وأعدموا “شخصا غير متورط” كان يزور مطلوبًا للاحتلال، (ناشط من حماس بالغ من العمر 27 عاما، كان قد أصيب خلال هجوم على مستوطن إسرائيلي).
وأشار إلى أنه كما هو الحال في الاجتياحات الليلية في جميع أنحاء الضفة الغربية – بما في ذلك في منطقة A، التي تقع حسب أوسلو تحت السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية- تطلب القوات “الإسرائيلية” من أجهزة السلطة التنحي بينما يؤدون مهمتهم في القبض على أو قتل “أهداف معينة”، والذي يتم في كثير من الأحيان على مرأى المارّة الأبرياء.
وأقرّ فرج في تصريحاته للمجلة الأمريكية أن الأجهزة الأمنية كانت على علم، وانسحبت من أمام المستشفى، لافتًا إلى أن هذا الأمر يجعل صورة الأجهزة سيئة أمام الجمهور.
ويشير فرج إلى أن ما يجمع الفلسطينيين الذين ينفذون أحداث “هجمات منفردة” ضد “الإسرائيليين” هم منتجات جيل ما بعد أوسلو، حيث أكثر من 55% من سكان الضفة الغربية تحت سن ال 30. وقال “نحن مجتمع شاب.. ظننا أن هؤلاء الناس لديهم عقلية مختلفة عنعقلية السلام”.
وأضاف “لقد أعطى الناس في الضفة الغربية سنوات عديدة لمشروعنا السياسي، وأعربوا عن تأييدهم لنا، ولكن في هذا الوقت، في تأسيسنا للأمن شهدنا ثلاث حروب في غزة، واستمرارا للجرائم الإسرائيلية في الضفة الغربية والاجتياحات الإسرائيلية شبه اليومية. ليس هناك أمل في الأفق السياسي.. ليس لدينا دولة، وإنما هي دولة من [اليهود] المستوطنين”.
ويصر فرج وعريقات على حد سواء بأنه ليس هناك بديل لحل الدولتين، حالهم كحال وزير الخارجية الأميركية جون كيري وأكثر الأصوات البارزة في المعارضة “الإسرائيلية”، وهما يؤكدان أن “السلطة الفلسطينية لا يمكن أن تستمر في ظل الظروف الراهنة، وأن إسرائيل يجب أن تفعل المزيد لمنع انهيارها”.
الفوضى أو انهيار؟
قال آفي يسسخروف، وهو عميل عسكري إسرائيلي سري سابق، ومحلل للشؤون الأمنية العربية، وأحد مؤسسي برنامج “فوضى” الشعبي الإسرائيلي، بأن السلطة الفلسطينية قد لا تنهار كلها دفعة واحدة؛ بدلا من ذلك، فإنها على الأرجح سوف تتفكك تدريجيا إلى فوضى.
إنها عملية قد بدأت بالفعل، يقول يسسخروف، مضيفا “الشيء الوحيد الذي يحافظ على تماسك السلطة هو ولاء قوات السلطة الفلسطينية لعباس والتنسيق الأمني المستمر مع إسرائيل”.
وقال يسسخروف “إنها ليست مسألة لو، ولكن مسألة متى… إذا كان الناس يعتقدون خلاف ذلك، فإن هذه هلوسة”.
“يمكن أن يحدث هذا في المرة القادمة عندما نرى تبادل إطلاق النار بين الإسرائيليين والشرطة الفلسطينية، أو في المرة القادمة عند حدوث حادث منفصل -مثلما فعل مازن عربية- عندما يتم اتخاذ قرار بمهاجمة الإسرائيليين. هناك الكثير من الطرق التي يمكن أن تؤدي بالأمور إلى أعماق لا رجعة فيها. أنا متشائم جدا”.
ووفقا لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري؛ فإن انهيار السلطة الفلسطينية “لن يؤدي إلى حل دولة واحدة ما بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، بل يحذر من أن ذلك سيؤدي إلى حرب”.
ويصر كيري أن عباس هو “الشخص رقم واحد الذي يلتزم بنبذ العنف”، وأنه لا بد من تمكينه للتعامل مع التحديات الداخلية والخارجية.
وأضاف “إذا ما ضعُفت سلطة أبو مازن، أعتقد أن هذا سيشكل خطرا على إسرائيل.. هذه ليست قضية مجردة يمكن تأجيلها.. والحقيقة هي أن الاتجاهات الحالية، بما في ذلك العنف، والاستيطان، والهدم تشكل خطرًا على تحقيق حل الدولتين”.
وبينما أصر كيري على أن عباس وكبار مساعديه يجب أن يفعلوا المزيد لإنهاء ما وصفه بـ”التحريض”، دحض عريقات قدرة السلطة الفلسطينية على فعل المزيد لوقف أحداث الضفة الغربية، بالضبط كما لا يمكن لنتنياهو السيطرة على أعمال منعزلة من الإرهاب اليهودي شرقي القدس، حيث لا تسيطر “إسرائيل” على الأمن فحسب، بل وعلى محتوى المناهج الدراسية.
وعندما سئل عريقات عن سبب رفض عباس والسلطة الفلسطينية طل
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قرار أمريكي بإغلاق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قرر السفير الامريكي في الكيان "مايك هاكبي" وفي خطوة غير مسبوقة إغلاق مكتب الشئون الفلسطينية في القدس ودمجه...

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...

القسام تبث مقطع فيديو لانطلاق سلسلة عمليات أبواب الجحيم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام مساء اليوم الأربعاء مشاهد مصورة ضمن سلسلة عمليات "أبواب الجحيم" شرق مدينة رفح....

الاحتلال يعترف بإصابة 4 من جنوده بانفجار عبوة ناسفة برفح
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت مصادر إسرائيلية، إن 4 جنود إسرائيليين أصيبوا اليوم الأربعاء، بانفجار عبوة ناسفة في رفح جنوب قطاع غزة. وذكرت...

حماس تطالب بتحرك دولي عاجل لوقف مسلسل الإرهاب الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس، بتحرك دولي عاجل وجاد لوقف المسلسل الإجرامي، وردع حكومة الاحتلال "الإرهابية"، التي تمعن في ارتكاب...

بعد ساعات من ولادة طفلته.. استشهاد صحفي بمجزرة إسرائيلية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد الصحفي الفلسطيني يحيى صبيح، اليوم الأربعاء، في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال بقصفه مطعماً شعبياً غربي مدينة غزة،...

32 شهيداً وعشرات الجرحى في مجزرة إسرائيلية استهدفت مطعمًا بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، عصر اليوم الأربعاء مجزرة دامية غربي مدينة غزة أسفرت عن 32 شهيداً وعشرات الجرحى، وسط...