الثلاثاء 02/يوليو/2024

مازن بدوي.. دينامو الأنفاق الذي رحل خادماً لأهله ووطنه

مازن بدوي.. دينامو الأنفاق الذي رحل خادماً لأهله ووطنه

كعادته مع كل صباح، وبرفقة نسمات الفجر النقية، يستيقظ الشاب مازن يوسف بدوي (29 عاماً)، ليصلي الفجر في جماعة، ويتوجه لعمله المفضل، حيث الخلوة في باطن الأرض ليحفر الأنفاق مستعداً لمواجهة الجيش الصهيوني، في أي لحظة تنذر بذلك.

الشاب بدوي والذي تمنى الشهادة، منذ صغره، حيث تميز على رفاقه، ليلتحق بالعمل في صفوف كتائب القسام مع بداية انتفاضة الأقصى، ليبدع في دوراته ومحاضراته المختلفة وليكون من أوائل من التحقوا بسلاح المدفعية بكتيبة الزيتون، لما يتصف به من سرية وكتمان.

العمل في الأنفاق

ومع عمل الشهيد في سلاح المدفعية والذي أبدع في استخدامه، أحب العمل في الأنفاق ليكون أحد الجنود والمقاتلين الذين يحفرون بأظفارهم أنفاق المقاومة الهجومية، وأنفاق الصواريخ المتطورة، ليطلق عليه إخوانه لقب “دينامو الأنفاق”.

وتوفي الشاب بدوي من حي الزيتون بمدينة غزة، مساء الخميس الماضي، بعد أن أنهى عمله في حفر الأنفاق بنصف ساعة، ليعود لبيته لخدمة أهله عصر ذلك اليوم، ليسقط من فوق سطح البيت أثناء إصلاحه للسخان الكهربائي، ليلقى ربه بعد مسيرة طويلة من العطاء التضحية.

ويقول رفيق درب الشهيد أبو مالك لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن إخوانه كانوا اذا استصعب عليهم شيء في حفر الأنفاق استدعوا الشاب مازن، صاحب القامة الطويلة، والجسم القوي، ليلقبوه بـ “دينامو وباقر الأنفاق”، ليكون أحد حافري الأنفاق المميزين نهاراً، ويكمن في مرابض الصواريخ ليلاً.

محاولات الاغتيال

وتعرض المجاهد القسامي مازن لمحاولات الاغتيال عدة مرات، أثناء قيامه بمهام إطلاق الصواريخ على المغتصبات الصهيونية، ليرتقي من يكون برفقته، ويبقى هو يكمل المسير على خطاهم، حسبما يقول رفيقه.

ويوضح المجاهد أن مازن خاض ثلاثة حروب، متتالية، قدم فيها كل الجهد في مواجهة الأعداء، وكان أبدع الشاب، قدم روحه في طريق العزة والكرامة وطريق الدفاع والتصدي لمن يحاول اغتصاب هذه الأرض المقدسة.

ويقول رفيقه: “رحل مازن إلى ربه بعد حياةٍ مباركةٍ حافلةٍ بالعطاء والجهاد والتضحية والرباط في سبيل الله، لنحسبه من الشهداء الأبرار الأطهار ولا نزكي على الله أحداً”.

وبثت كتائب القسام مقطع فيديو للشهيد خلال حفل تأبينه، حيث كان له بصمات واضحة في إطلاق دفعة كاملة من الصواريخ المتطورة، خلال معركة العصف المأكول، عدا عن وجود بصمات مميزة في الحروب التي تعرض لها قطاع غزة، بإطلاقه الصواريخ وقذائف الهاون، على المستوطنات والمغتصبات الصهيونية وتجمعات الجنود.

مجدي شقيق الشهيد، عاد بذاكرته إلى حياة الطفولة التي عاشها رفقة الشهيد مازن ليقول: “طول عمره مازن ملتزم بالدين والصلاة، ليطلق عليه إخوانه لقب الشيخ وهو ملتزم في المساجد، عدا عن تميزه في الدراسة”.

ويشير إلى أن مازن قضى  حياته في حلقات المساجد منذ الصغر، وكان يكسب حب كل من يلتقي به بابتسامته المرسومة على وجنتيه، وبطيبة قلبه، وبإخلاصه في عمله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات