الأربعاء 26/يونيو/2024

هيثم ياسين.. الشهيد الفلسطيني الجزائري الذي ثأر لكرامته

هيثم ياسين.. الشهيد الفلسطيني الجزائري الذي ثأر لكرامته

بين فلسطين والجزائر خمس وثلاثون عاما اختتمها هيثم ياسين، بنيل الشهادة دفاعا عن كرامته، التي حاول المحتلون المساس بها.

هيثم محمود عبد الجليل ياسين من بلدة عصيرة الشمالية شمال مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، كان على موعد مع الشهادة بعد ظهر يوم الخميس (14-1-2016) عندما تصدى لاستفزاز جنود الاحتلال بالقرب من حاجز ال17 بين نابلس وعصيرة.

محمد ياسين، شقيق الشهيد هيثم، روى نقلا عن شهود عيان، كيف انتفض شقيقه دفاعا عن كرامته عندما شتمه أحد ضباط الاحتلال بشكل استفزازي.

وقال لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “كان هيثم يجلس على جانب الطريق عندما مرت دورية للاحتلال، وتوقفت بالقرب منه، ووجه له الضابط شتيمة، فما كان من هيثم إلا أن ألقى قارورة المياه المعدنية التي كانت بيده باتجاه الدورية”.

وأضاف: “بعد ذلك أسرع هيثم باتجاه الدورية وبدأ بضرب الضابط الذي كان يهمّ بالنزول، قبل أن يأتي جندي آخر من الخلف ويطلق النار على ظهره”.
 
إعدام بدم بارد

وكعادته، أورد الاحتلال رواية أخرى للتغطية على جريمة إعدام هيثم بدم بارد، فادعى أنه ألقى زجاجة حارقة باتجاه الدورية، ثم طعن الضابط بسكين كانت بحوزته.

وترفض عائلة الشهيد هذه الرواية الصهيونية، ويقول محمد: “شهود عيان كانوا بسيارة عمومي لحظة وقوع الحادث شاهدوا ما حدث عن بُعد عدة أمتار، وأكدوا أن هيثم لم يكن يحمل سكينا، وإنما ألقيت بجانبه بعد إصابته”.

ويبين محمد أن كل الدلائل ونتائج التشريح تشير إلى أن شقيقه أعدم بدم بارد، وإلى زيف الرواية الصهيونية.

ويشير إلى أن نية الاحتلال المبيتة لإعدام شقيقه ظهرت بتركه لساعتين على الأرض بدون إسعاف إلى أن تأكدوا من استشهاده.
 
بين فلسطين والجزائر
عائلة الشهيد هيثم تعيش بين فلسطين والجزائر منذ عشرات السنين، فوالده ووالدته وعدد من أشقائه يقيمون بالجزائر، فيما تعيش باقي عائلته في وطنها فلسطين، وكذلك كان حال الشهيد هيثم ولهذا لم يكن غريبا أن يُلَفّ جثمانه بعلمي فلسطين والجزائر.

ويقول شقيقه محمد إن هيثم ولد في فلسطين، لكنه انتقل إلى الجزائر التي عاش فيها 24 عاما متواصلة.

ويضيف: “تلقى هيثم تعليمه هناك، وحصل على الشهادة الجامعية في تخصص المحاسبة، وبعدها شدّه الشوق إلى وطنه الأم، فقرر العودة إلى فلسطين، وعاد إلى هنا عام 2005”.
 
مشهد يتكرر

لم يكد هيثم يمضي عامه الأول في فلسطين حتى كان له نصيب من اعتداءات الاحتلال، فقد أطلق عليه جنود الاحتلال النار عام 2006 على حاجز الـ17، فأصيب بجراح خطرة مكث على إثرها ثلاثة شهور في العناية المركزة.

ويقول محمد: “أصيب هيثم بعدة طلقات في الحوض، تسببت بتهتك أحشائه الداخلية، وأصبح بعدها يعاني من قصر في إحدى ساقيه”.
 
عرس الشهادة
في عرس الشهيد هيثم، خرجت عصيرة الشمالية بالآلاف لوداعه، في مشهد أعاد إلى الأذهان مواكب شهداء عصيرة وعلى رأسهم الشهيد محمود أبو هنود والشهيد طاهر جرارعة.

وقال النائب حسني البوريني، أحد أقرباء الشهيد هيثم في وداع الشهيد: “اليوم نال هيثم مطلبه الذي لطالما حلم به وتمناه، صدق الله فصدقه، فهنيئا له الشهادة”.

وأضاف: “هكذا عودتنا عصيرة هذه البلدة الصابرة الصامدة، أن تقدم قوافل الشهداء، فاليوم تتعطر سماؤك وأرضك بعطر الشهادة، وتعود روائح المسك لتفوح في أرجائك”.

عصيرة الشمالية التي تحد مدينة نابلس من الشمال على بعد 6 كيلو مترات، وتشتهر بزيتونها، ارتبط اسمها كذلك بالعديد من الشهداء والقادة، لعل أبرزهم الشهيد محمود أبو هنود الذي سجل على أرضها ملحمة عظيمة عام 2000 عندما كسر هيبة وحدة “الدفدوفان” الصهيونية.

وعند ذكر شهداء عصيرة الشمالية، لا يمكن إغفال شهداء خلية “شهداء من أجل الأسرى” القسامية التي نفذت عمليتين استشهاديتين في شارع “محنية يهودا” وشارع “بن يهودا” في غربي القدس عام 1997 وأسفرت عن مقتل 27 صهيونيا وجرح أكثر من 300 آخرين، وضمت هذه الخلية أبناء عصيرة الشمالية معاوية جرارعة، وتوفيق ياسين، وبشار صوالحة، ويوسف الشولي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...