السبت 10/مايو/2025

والدة الشهيدين شلالدة.. صبر وفخر وصمود فلسطيني بامتياز

والدة الشهيدين شلالدة.. صبر وفخر وصمود فلسطيني بامتياز

كانت اللحظات تسكن في عينيها كأنها سنديانة عريقة موغلة في الصبر والتجذر والانتماء، صابرة محتسبة، تخرج منها الكلمات كجديلة طفلة ترنحت في بركة دماء، عظيمة كانت وهي تستقبل المهنئات باستشهاد ابنها خليل الذي ارتقى بعد 56 يوماً من استشهاد ابنها محمود.

إنها والدة الشهيدين خليل ومحمود شلالدة، تروي لنا القصة بكل شموخ وصبر، وهي تردد في وداع خليل “سلم على محمود وعلى كل الشهداء”.

لم يتحملوا القهر

تقول والدة الشهيدين (أم محمود)، إنها قدمت أبناءها لله وللأقصى، وهي لن تمل من الصبر والاحتساب، فقد ودعت ابنها محمود في 13/11/2015 في نفس اليوم الذي ارتقى فيه الشهيد عبد الله عزام شلالدة.

وتضيف إن ابنها لم يتحمل حجم الجريمة التي ارتكبت بحق ابن عمه، “وعندما وقعت المواجهات على مداخل بلدة سعير كان ابني واحدا من بين مئات المواطنين ممن غضبوا وقرروا الانتقام من الاحتلال الذي اختطف شابا في ريعان شبابه ويتّم ولده وأسرته”.

أصيب محمود برصاصة في القلب، ونقل إلى مستشفى الأهلي، وقد استقبلنا المهنئين مع عائلة عبد الله، تقول أم محمود.

وعن لحظاتها الأخيرة مع ابنها الشهيد خليل (16 عاماً)، تقول إنها جلست معه في ذات الغرفة قبل استشهاده بوقت قصير، وكانت تقرأ القرآن عندما جاء خبر استشهاد ثلاثة فلسطينيين قرب مفرق عتصيون، وقد حمل مصحفاً وجلس بجانبها يقرأ القرآن، وعندما تم الإعلان عن أسماء الشهداء الثلاثة الذين يسكنون نفس حيّنا، تألم كثيرا وخرج من البيت.

أما والد الشهيدين السيد محمد عيسى شلالدة فقال إن خليل كان برفقته في مقبرة الشهداء التي تبعد أمتارًا قليلة عن منزلهم حيث جاءت جرافة البلدية لحفر قبور للشهداء الثلاثة، ولكن بعد مدة قصيرة اعتقدت أن خليل عاد للبيت لكنه على ما يبدو ذهب إلى مفرق بيت عينون حيث قام قناصة الاحتلال المتواجدون على المفرق بقنصه، وأعلن بعد ساعة واحدة من استشهاد الشبان الثلاثة عن استشهاده، وقد تم حفر القبر الرابع قبل خروج الجرافة من مقبرة الشهداء.

نفذ وعده

وتقول (أم محمود) أن خليل كان دائم الصلاة ويقرأ القرآن، وبعد استشهاد شقيقه محمود كان حزينا، وقد أقسم بأنه سينتقم من المحتلين الذين قتلوا شقيقه، وقد أوفى بوعده وذهب ليطفئ النار المشتعلة بداخله جراء عدوان الاحتلال على أبناء الشعب الفلسطيني.

وتوضح الأم أن ابنها محمود سمي تيمنا بعمه الشهيد محمود عيسى شلالدة الذي اغتالته القوات الخاصة الصهيونية في عام 1987 خلال مواجهات اندلعت في البلدة قبل الانتفاضة الكبرى بشهور قليلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات