الإثنين 05/مايو/2025

سوسيا.. تاريخ طويل في مقارعة الاستيطان

سوسيا.. تاريخ طويل في مقارعة الاستيطان

في المنطقة الجنوبية الشرقية من مدينة يطا بمحافظة الخليل، تقع قرية سوسيا على خط الدفاع الأول مع المستوطنين الصهاينة؛ الذين يقارعون ما تبقى من سكانها لإخراجهم من أراضيهم وكهوفهم التي يعيشون فيها.

فلسطينيون مصرون على البقاء وتحدي الاحتلال، يأسرك المشهد التراجيدي لحياتهم وأنت مقبل على هذه الخربة الصغيرة التي تحتضن نحو أربعمائة مواطن من رعاة الغنم والمزارعين الذين يعيشون في بركسات وخيام وكهوف لا تصلح للعيش الآدمي، فلا منازل ولا مرافق صحية ولا حوانيت، أناس يصنعون من أرضهم وصخورها وترابها حياة يسعون من خلالها للمحافظة على أراضيهم التي ابتلعها الاستيطان.

استيطان وتوسع يومي

خبير الاستيطان عبد الهادي حنتش أكد لمراسلنا أن الجزء الأكبر من أراضي بلدة سوسيا نهب عام 1948م إبان النكبة الأولى، ولا زالت أراضيها تتعرض للاعتداءات والمصادرة من قبل المستوطنين صباح مساء من أجل طردهم منها ومصادرتها وضمها لمستوطناتهم.

وأضاف حنتش أن قوات الاحتلال الصهيوني صادرت عام 1983م مئات الدونمات من أراضي سوسيا وقامت بالإعلان عنها كأراضي دولة، ومن ثم قامت ببناء مستوطنة عليها تحمل نفس الاسم (مستوطنة سوسيا )، حيث سكن فيها نحو 25 عائلة يمينية متطرفة تحت حماية الجيش الصهيوني الذين يزيد عددهم عن المستوطنين أنفسهم.

دعم حكومي للاستيطان
 
وأضاف أنه في عام 1986م صادرت الإدارة المدنية الصهيونية جزءا آخر من أراضي سوسيا وطرد سكانها منها، تحت حجة أنها أراض أثرية وقامت بضمها للمستوطنة كمرافق عامة.

ووفق حنتش؛ وفي عام 2001م قامت بحملة مصادرة وطرد وترحيل أخرى للفلسطينيين في المنطقة بعد مقتل أحد مستوطني مستوطنة سوسيا الإرهابي المعروف (ليئير سيناي)، حيث دمر الجيش والمستوطنون الكهوف والبركسات وألخيام وطمروا الآبار وبرك تجميع المياه وطردوا السكان.
   
ولم تتوقف عمليات الهدم والمصادرة لهذا التجمع السكاني الفلسطيني، ففي عام 2011م هدمت قوات الاحتلال عشرة مبانٍ تم تشييدها من الطوب واللبن وبدعم من الاتحاد الأوروبي، ستة منها استخدمت كمرافق عامة وغرف صفية وعيادة ، إضافة إلى أربعة آبار، وكذلك تحطيم ألواح شمسية لتجميع الكهرباء لإضاءة تلك المرافق إلا أنها كلها دمرت، ولا زالت عمليات تجريف الأراضي والمصادرة في سوسيا مستمرة.
 
إصرار على الثبات
 
من جانبه أكد الناشط في مجال مقاومة الاستيطان نصر النواجعة من سكان المنطقة لمراسلنا  أن هدم القرية وتدميرها وتسويتها في الأرض لن يحقق محاولات سلطات الاحتلال في كسر إرادتنا، كما لم يحقق هدفه بتفريغ المنطقة من كل أثر للوجود الفلسطيني الذي يرفع رايته فلاحون بسطاء عنيدون إلى درجة الموت.

ولا زالت (سوسيا) شامخة صامدة رغم تحديات الاحتلال ورغم الاعتداءات اليومية للمستوطنين، تسجل ثباتا وإصرارا على حقها في العيش فوق أرضها مهما كلف ذلك من ثمن.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...