الإثنين 05/مايو/2025

بعد انتهاء لغز ملحم .. أمن الاحتلال يطارد المنصّة المجهولة

بعد انتهاء لغز ملحم .. أمن الاحتلال يطارد المنصّة المجهولة

تجتهد أجهزة الأمن الصهيونية لالتقاط نقطة الوميض المقبلة لأي عملية مقاومة ثم تتبع خيوطها وكشف المزيد مما باتت تصفه بخلايا عمل منظمة أمام “منصات مجهولة”.

مرةً أخرى يقفز “الأدرينالين” لأعلى مستوياته في أجساد ضباط الشرطة، ويتمدد الذعر في الشوارع لأسبوع، وتخفق أجهزة الأمن في حسم الموقف قبل أن ينتهي “كابوس” الشهيد “نشأت ملحم” الذي بدّد الزحام وخفض المبيعات في شوارع “تل أبيب” على مدار أسبوع كامل.
 
ورغم أن المقاومة الشعبية والعمليات الفردية لا تزال السمة الأهم في “انتفاضة القدس”، إلا أن أمن الاحتلال بات قلقًا مما يصفه “منصات مجهولة” تدير الانتفاضة وتؤدي بمهنية واحترافية أكثر في الميدان، ما يزيد من أعبائه المتراكمة في التتبع والتنبؤ.
 
“المنصة المجهولة”
صحيح أن ما يجري منذ 100 يوم، وهو عمر انتفاضة القدس، أدى لاضطراب الساعة “البيولوجية” في أركان المجتمع الصهيوني، لكن الأخطر أن شرطة الاحتلال وأمنه أصبحوا أمام تحدي “منصات مجهولة” وحكايا ليس لها خيوط واضحة.
 
ويؤكد د. ناجي البطة المختص في الشئون “الإسرائيلية” أن القيادة السياسية تشير لأجهزتها الأمنية والعسكرية أن هناك انتفاضة تدار من “منصات مجهولة” حتى إن مفتش الشرطة ورئيس “الشاباك” قالا إن “الاعتقالات متواصلة في بلدات الداخل المحتل عارة وعرعرة والمثلث لكشف معلومات عن مساعدي الشهيد ملحم”.
 
ويضيف البطة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن “عملية ملحم وخلية أبو ديس وتفاصيل أخرى تشير أن الانتفاضة منظمة ومستمرة، وليست موجة ارتدادية؛ بل هناك علميات بتخطيط مسبق وإدارة سريّة”.

ضباط “الشاباك” لا يحلمون سنة 2016 بنيل “وسام الشجاعة” ولا “نوط الواجب”، فالتقديرات الأمنية والعسكرية للسنة الحالية تشير لتطور “انتفاضة القدس”  وانتقالها لدوائر أكثر تنظيماً.. هذا ما يقوله حاتم أبو زايدة المختص في الشئون “الإسرائيلية”، والذي يرى بدوره أن الوضع لن يكون مستقرًّا بسبب انسداد الأفق السياسي واستمرار حصار غزة وتهويد القدس وعدم اكتراث الإقليم بالقضية الفلسطينية.
 
ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن “الاحتلال بات يتحدث عن خلايا نائمة بدأت تنشط، والخشية أن تنطلق من الأرضي المحتلة عام 48، وهنا ستمتد للعمق الإسرائيلي، وستكون بشكل أكثر تنظيماً”.
 
ويشير إلى أن هذه التقديرات توضح أن معضلة الأمن الشخصي للمواطن الصهيوني ستتفاقم كما أظهر آخر استطلاع رأي، والذي أكّد أن 60% من السكان خاصة في “غوش دان” أهم تجمعات “إسرائيل” يفتقدون للأمن، وهو ما يؤثر مباشرة -حسب رؤية المحلل أبو زايدة- على المهاجرين للاحتلال.
 
أساليب جديدةبدوره، يؤكد اللواء واصف عريقات المحلل العسكري، أن استمرار عدوان الاحتلال وممارساته على الأرض من إعدامات واعتقالات وهدم بيوت ومصادرة أراض وتهويد للقدس يولّد حالة ضغط يمكن أن تنفجر في شكل من أشكال المقاومة المتجددة.
 
ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” بالقول: “بعد أكثر من 100 يوم لا زلنا نرى أساليب جديدة للمقاومة بسبب الضغط، وواضح أن أداء أجهزة أمن الاحتلال في تراجع، وآخر دليل نجاح عملية واختفاء الشهيد ملحم لأسبوع كامل بسبب تعاون مواطنين من منطقته” .
 
وتكشف الوقائع أن تسخير “إسرائيل” لكافة قوتها الأمنية والعسكرية واستمرارها في القمع لم يوفر لها عامل “التنبؤ” بما سيجري، لأن الفلسطيني حسب قول المحلل عريقات، يشعر أن كرامته أهينت في عقاب جماعي ويتعرض للضغط دوماً.
 
ويتابع بالقول “اليوم بتنا أمام مقاومة اتخذ الفلسطيني فيها دروسًا وعبرًا من خبرته مع الاحتلال والانتفاضة لا تزال في مراحلها الأولى، والمتوقع أن تتصاعد لأن الاحتلال لا يزال يدير ظهره للحقوق الفلسطينية”.

وفي الأول من أكتوبر 2015 انطلقت انتفاضة القدس، وتميزت في تنفيذ عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار، حيث كانت تتم بشكل فردي، وهو ما جعل الاحتلال يعيش حالة من القلق المتواصل لعدم إمكانية التعرف على الأشخاص المنفذين قبل وقوع الحادث.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...