الطالب جبر.. فكَّر خارج الصندوق فانهالت عليه الوظائف

كل طالب عادةً ما ينتظر لحظة التخرج في الجامعة؛ ليبحث عن وظيفة، وبعد شهور أو سنوات من الانتظار على سلم البطالة قد لايحصل عليها.. هكذا حال مئات شباب غزة جراء الحصار والفقر، إلا أن الطالب محمود جبر غيّر هذه النظرية من خلال التفكير(خارج الصندوق).
تحدّى جبر شبح البطالة بالحصول على أكثر من وظيفة، وهو على مقعد الدراسة بعد أن بحث في آفاق الحياة المهنية وسوق العمل الذي واكب به تطوير مهاراته.
خارج الصندوق
بدأ الطالب محمود جبر في قسم الوسائط المتعددة بقسم تكنولوجيا المعلومات بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بمدينة غزة بالبحث (خارج الصندوق)، ولم يتنظر التخرج حتى يبحث عن الوظيفة، بل جعل الوظيفة تبحث عنه وهو على مقاعد الدراسة.
يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “كان فكري منذ صغري محصوراً في كيفية النجاح ما بعد الثانوية العامة، فالكثيرون يتملكهم الخوف من الصعوبات ما بعد التخرج والبحث عن وظيفة خاصة في الأوضاع الصعبة لقطاع غزة، ومحدودية الوظائف المتاحة”.
وأضاف: “وضعت هدفاً وسعيت للوصول إليه مثل الكثير من الشباب، وهو السفر إلى الخارج، لكنني واجهت العديد من المعوقات التي يمر بها معظمنا نحن الطلبة بفعل إغلاق المعابر، والحصار”.
وذكر أنه رغم عدم تحقيق هدفه بالسفر، ذلك جعله يفتح أجندة أفكاره في البحث عن أفكار بديلة، والتي كان أولها الدراسة في غزة.
وأردف قائلاً: “بدأت في البحث عن مؤسسة أكاديمية تناسبني، فكانت الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية هي قراري النهائي، وبدأت في دراسة اختصاص الوسائط المتعددة بقسم تكنولوجيا المعلومات”.
التجارب والخبرات
واستكمل حديثه: “أثناء دراستي في الكلية كنت متابعاً لأصحاب التجارب والخبرات السابقة، ولسوق العمل الخارجي، وللتطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجالات التصميم والمونتاج”.
وأضاف: “من هنا اتجه عقلي لسوق العمل الحر، وقد استلهمت الكثير من تجارب بعض المدرسين، ثم بدأت في رسم خطتي الحالية، والمستقبلية في الاهتمام بمجال تصميم وتحريك ثلاثي الأبعاد ومونتاج الصوت والفيديو”.
وأوضح قائلاً: “بدأت أتابع وأتصفح أشهر مواقع العمل الحر على شبكة الإنترنت، وبدأت في دراسة سوق العمل بشكل تفصيلي، وكان خياري الأول البدء مع أشهرها موقع (Elance Upwork)”.
وأردف: “لاأنكر أنني واجهت مجموعة من الصعوبات في البداية لا بدّ للعمل الحر أن يواجهها، ولكنني كنت مصراً على النجاح وإثبات نفسي، وهو ما وفقني الله تعالى في تحقيقه وإنجازه”.
وأكمل خطوات نجاحه: “لدى تصفحي للموقع، وجدته مليئاً بالخبرات وأصحاب العقول والتجارب من جميع أنحاء العالم، وبدأت أتعمق فيه أكثر وأكثر، وتبادر إلى ذهني تساؤل وهو: كيف يمكن لأي عميل أن يقتنع بالجدد أمثالي؟!”.
وتابع: “ولكنني اكتشفت شيئاً مهماً، وهو أن العميل لا يبحث عن الأسماء اللامعة، والشركات المشهورة وأصحاب الخبرات السابقة، بل يبحث عن الجادين وأصحاب التميز والعقول النيرة، لذا أنت كعامل جديد وهؤلاء بنفس الدرجة في مجال العمل الحر لدى العميل”.
وبين أنه على “العامل الحر” أن يبرز كافة نقاط القوة، والخبرات، والمهارات التي يمتلكها؛ ليثير العملاء ويجذب انتباههم ليتعاقدوا ويتعاملوا معه.
وأشار إلى أنه بعد إلمامه بمنشورات ومتطلبات الموقع قام بالتسجيل على الموقع، وأكمل ملفه التعريفي بشكل واضح، وأضاف أقوى الأعمال التي نفذها في مجال التصميم؛ وذلك ليكون العميل على معرفة كاملة به وبقدراته، وأنه الشخص الأنسب ليتعاقد معه.
فرص عمل
وذكر أن أحد العملاء اطلع على الملف التعريفي الخاص به، وتم بعد ذلك التعاقد معه للعمل، وبفضل الله تعالى أعجب العميل بجودة العمل الذي نفذه، بل وقدم توصية على صفحته الشخصية للعملاء الآخرين كي يتعاملوا معه.
وتابع: “ومن تلك اللحظة انطلقت رحلتي في العمل الحر، وبدأت العروض تنهال عليّ من أنحاء متفرقة حول العالم من أمريكا وكندا وألمانيا والنرويج وماليزيا والإمارات ومصر والجزائر”.
وأضاف: “الحمد لله حصلت بعد ذلك على أكثر من فرصة عمل مرموقة تحقق لي دخلاً محترماً يوازي ما يحصل عليه الخريج، رغم أنني طالب جامعي لم أنهِ دراستي بعد”.
وفي همسة لمسامع كل من يبحث عن العمل، قال: “بإمكانك أن تحقق ذاتك، وتثبت قدراتك إذا كنت مؤمناً بنفسك، وتمتلك القدرات والمؤهلات التي تميزك، وعرفت بشكل جيد ما يريده العملاء منك وتمكنت من إقناعهم مباشرة كي تستمر وتنجح”.
ووجّه نصيحته للشباب ألا يفكروا بشكل نمطي، وينتظروا حتى التخرج، والبحث عن فرص العمل التقليدية، وأن يبادروا منذ مرحلة مبكرة لمعرفة احتياجات سوق العمل، وأن يدرسوا في الاختصاصات التي تلبي طموحاتهم وقدراتهم، ويسوّقوا أنفسهم مبكراً من خلال منصّات العمل الحر، والعمل عن بعد في الأسواق الخارجية، وأن يتغلبوا على كافة الصعوبات بالتحلي بالإيمان والعزيمة والإصرار.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

10 شهداء على الأقل في قصف جديد لمدرسة وسط القطاع
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 10 شهداء على الأقل، وأصيب أكثر من 50 مواطنًا بجراح، إثر قصف إسرائيلي جديد، استهدف، مساء الثلاثاء، مدرسة أبو...

الإعلامي الحكومي: مجزرة البريج امتداد مباشر لجرائم الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي إن مجزرة مخيم البريج تُعد جريمة امتداد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل جيش...

الهيئات الإسلامية: الاعتداء على ساحة الشهابي سياسة تهويدية لتطويق الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الهيئات الإسلامية في القدس أن اعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ساحة "الشهابي" التاريخية داخل البلدة...

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...

بلدية جباليا تحذر من كارثة وشيكة لتراكم النفايات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس شمال الضفة
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...