في 100 يوم .. 150 شهيدًا فلسطينيًّا و27 قتيلاً صهيونيًّا

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن 150 فلسطينيًّا استشهدوا خلال المائة يوم الأولى من عمر انتفاضة القدس التي انطلقت مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مقابل 27 “إسرائيليًّا، مشددًا على اقتراف الاحتلال انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني ومعايير حقوق الإنسان.

وقال المرصد في بيانٍ له اليوم السبت (9-1) تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخةً منه، إن قوات الاحتلال قتلت خلال الفترة من 1 أكتوبر الماضي، حتى 8 يناير الجاري، 150 فلسطينيًّا، بينهم 27 طفلاً، و7 نساء، فيما تواصل احتجاز جثث 24 شهيدًا منهم حتى اللحظة، بينما بلغ عدد الذين قتلوا من “الإسرائيليين” 27 شخصاً، بينهم امرأة (مستوطنة) واحدة.

وأشار إلى أن عدد المصابين الفلسطينيين بلغ 15759 مصاباً، منهم 15667 إصابة طفيفة إلى متوسطة، و92 إصابة خطيرة، لافتًا إلى إصابة 58 صحفياً، و103 مسعفين، فيما بلغ عدد المصابين من “الإسرائيليين” 385 مصاباً، منهم 352 إصابة طفيفة إلى متوسطة، و 33 إصابة خطيرة.

وأكد المرصد أن قوات الاحتلال اقترفت العديد من الممارسات التي تخالف القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك القتل التعسفي واقتحام المستشفيات المدنية الفلسطينية والتمييز في التعامل مع الجرحى، داعياً إلى “وقف العنف الجنوني الذي يمارسه جنودها بحق أي فلسطيني لمجرد الاشتباه”.

القوة المفرطة
وبحسب الأورومتوسطي؛ فإن قرابة ثلثي الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بدء الأحداث، بواقع 95 حالة من مجموع 150، “قُتلوا نتيجة العنف الجنوني الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ وذلك من خلال استخدام القوة المفرطة وغير المبررة في التعامل مع احتجاجات الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وعلى حدود قطاع غزة”.

وشدد على أن الاحتلال ينتهج “القتل لمجرد الاشتباه واستخدام الأعيرة النارية تجاه مدنيين فلسطينيين يُدَّعى أنهم قاموا بمهاجمة إسرائيليين، لكنهم فعليا لم يشكلوا خطراً حقيقياً يستدعي قتلهم”.

وأوضح أن فريقه تمكن من جمع لقطات مصورة وشهادات توثق بصورة قاطعة القتل التعسفي الذي يمارسه الجنود الإسرائيليون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبين أنه نشر تسجيلاً في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي يوثق ل8 حالات كنماذج للقتل التعسفي الذي تمارسه قوات الاحتلال، داعيًا المقرر الخاص بعمليات القتل خارج نطاق القانون في الأمم المتحدة لزيارة المنطقة للقيام بتحقيق خاص.

استهداف الطواقم الطبية
وسجل المرصد الأورومتوسطي 314 انتهاكاً نفذتها قوات الاحتلال بحق الطواقم الطبية الفلسطينية والمستشفيات المدنية، شملت 171 اعتداء على طواقم أو مركبات طبية؛ ما أدى إلى إصابة 103 مسعفين، و16 حالة مُنع في أطباء من تقديم العلاج اللازم للجرحى بصورة عاجلة، إضافة إلى 9 حالات على الأقل جرى فيها اقتحام الجنود “الإسرائيليين” لمستشفيات مدنية فلسطينية في الضفة الغربية بحثاً عن أشخاص تقول أنهم أصيبوا في المواجهات معها أو ملفات طبية في الحواسيب التي تتبع لهذه المستشفيات.

وأشار إلى إن الانتهاك الأخطر تمثل في اقتحام عشرات الجنود الصهاينة المستشفى الأهلي في الخليل في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 بعد تنكرهم بزي مدني، وقتل المواطن “عبد الله الشلالدة” داخل المستشفى واعتقال قريبه، فضلاً عن إخضاع عدد من الأطباء والعاملين في المستشفيات للتحقيق، وتقييد حركة الطواقم الطبية تحت تهديد السلاح.

كما لفت إلى اقتحام أكثر من 60 عنصراً من قوات الاحتلال مستشفى المقاصد الخيري، يوم 29 أكتوبر (تشرين الأول) وتفريق تظاهرة قام بها الأطباء في ساحة المستشفى احتجاجاً على اقتحامها المتكرر من قوات الاحتلال.

تمييز في التعامل مع الجرحى
ورصد الأورومتوسطي عدداً من الحالات بدا فيها أن طواقم “نجمة داود الحمراء” (منظمة الإنقاذ في “إسرائيل” للخدمات الطبية الطارئة) مارست تمييزاً في التعامل مع الجرحى؛ بحيث أولت العناية لجرحى “إسرائيليين”، وأهملت حياة جرحى فلسطينيين كان يمكن أن تُنقذ أرواحهم، وهو ما يعد مخالفة جسيمة لدور المنظمة الطبية، وانتهاكاً غير مبرر لأخلاقيات وقوانين الطب المعروفة.

كما أشار إلى تعامل جنود الاحتلال بشكلٍ مهين مع الجرحى وتركهم ينزفون لساعات طويلة دون تقديم المساعدة الطبية العاجلة لهم، وفي حالات أخرى أخضعوهم للتحقيق الميداني وهم ينزفون على الأرض.

وقال إحسان عادل، المستشار القانوني للمرصد الأورومتوسطي، إن المرصد راسل قبل أكثر من شهر إدارة نجمة داود الحمراء بخصوص 5 حالات وثقها لم تقم فيها الطواقم الطبية “الإسرائيلية” بواجبها تجاه جرحى فلسطينيين، غير أنه لم يتلق أي رد حتى الآن.

اقتحامات وتدمير منازل ومنشآت
ووثق المرصد الأورومتوسطي الاعتداءات التي طالت منازل الفلسطينيين والممتلكات العامة، مبيناً أن عدد هجمات المستوطنين على مواطنين فلسطينيين أو ممتلكات وصلت إلى 352 هجمة، بينما دمرت 92 منزلاً ومنشأة خلال الفترة.

 وأكد أن الاحتلال يمارس نوعاً من “العقاب الجماعي” من خلال قيامه بهدم بيوت عائلات فلسطينيين يُعتقد أنهم قاموا بتنفيذ عمليات فدائية.

كما بين المرصد أن عدد المرات التي توغل فيها الجيش الإسرائيلي وداهم المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بلغ 908 حالات توغل ومداهمة، وتعرض المسجد الأقصى لـ 74 اقتحاماً من سلطات الاحتلال، فيما سُجلت 22 حالة إبعاد عن المسجد.

عمليات المقاومة
في المقابل، بلغ عدد عمليات المقاومة ضد الاحتلال، وفق توثيقات “الأورومتوسطي”، 227 عملية، تنوّعت بين ما عُرف بـ”عمليات الطعن” باستخدام سكّين، أو “الدهس” من خلال استخدام السيارات الفلسطينية لدهس “إسرائيليين” أو مهاجمة حواجز الاحتلال، فيما كانت معظم الهجمات من خلال إلقاء الحجارة على سيارات “إسرائيلية” أو مواطنين وجنود “إسرائيليين” لاسيما على نقاط التفتيش أو في الطرق الخارجية التي تربط المدن الفلسطينية.

وأدت هذه العمليات في مجموعها، كما سبق، إلى مقتل 27 “إسرائيلياً”، بينهم امرأة مستوطنة، فيما أُصيب 385 إسرائيلياً، بينهم 33 إصابة وُصفت بالخطيرة.

المعتقلون
ووثق الأورومتوسطي اعتقال 3401 مواطن، وهو ما يمثل تصاعداً وصل إلى 58% بالمقارنة مع عدد المعتقلين في نفس الفترة من العام الفائت، ومن هؤلاء 1511 طفلاً، أي قرابة النصف من مجموع المعتقلين.

وبين الأورومتوسطي أن ثلث هؤلاء المعتقلين تعرضوا للمعاملة اللاإنسانية والمهينة من جنود الاحتلال؛ ومن ذلك الضرب والإهانة والشتم والتجريد من معظم الملابس وتكبيل الأيدي وأحيانا الأرجل وتعصيب العيون.

وأكد الأورومتوسطي أن “تقاعس الجيش الإسرائيلي عن إجراء تحقيقات في حوادث القتل في الأراضي الفلسطينية والوصول لنتائج حقيقية ومحاسبة الفاعلين، يعطي الضوء الأخضر لمزيد من انتهاكات حقوق الإنسان والاستهتار بحياتهم”.

ولفت الأورومتوسطي إلى انتهاك “إسرائيل” للقانون الدولي الإنساني لاسيما المادة 27 من اتفاقية جنيف الرابعة، والتي نصت على واجب الاحتلال في حماية المدنيين “ضد جميع أعمال العنف”.

وأوضح أنه يتواصل مع الجهات المعنية في الأمم المتحدة على أمل دفعها لإجراء تحقيق شامل بدعم من مجلس الأمن، أو الجمعية العامة في حال استخدام حق النقض (الفيتو)، مطالباً الدول الأطراف في اتفاقية جنيف بالالتزام بأحكام الاتفاقية فيما يتعلق بالولاية القضائية العالمية والعمل على محاكمة مرتكبي الجرائم السابق ذكرها أمام محاكمهم الوطنية.