الخميس 08/مايو/2025

حول شريط كتيبة الظل.. القسامية

عدنان سليم أبو هليل

الفيلم الذي أذاعته حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عن حسن معاملة كتيبة الظل التابعة للقسام، للعسكري الصهيوني الذي كان أسيراً عندها جلعاد شاليط قد نال اهتمام أصدقاء حماس وأعدائها على حد سواء، أما أصدقاؤها فقد أضاف سبباً آخر لاعتزازهم بها واعتدادهم بقيمها وما تقدمه لقضيتها وصورة دينها الراقي القوي الحضاري الرصين، وأما أعداؤها فقد أثبتت لهم بمزيد من التأكيد أنها حركة جادة برؤية مخططة ومحكمة وذات فكر عال مستنير، وليست مجموعة من الدراويش المغفلين أو الإرهابيين العبثيين العدميين، كما أثبتت للمرة الألف أنها تجسد صورة للإسلام العظيم الوسطي ونزعته السلمية الحضارية.

وإذ نرى اليوم هذا الشريط المصور فإننا نتذكر يوم الأحد 25/6/2006م، إذ قامت مجموعة لا تزيد على ثمانية من المجاهدين الذين (صدقوا ما عاهدوا الله عليه) من حماس وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام بتلك العملية التي أسمتها “الوهم المتبدد” واستهدفت فيها الموقع العسكري لجيش الاحتلال على الحدود قرب مدينة رفح.. واستطاعت في وقت لا يزيد على خمس عشرة دقيقة ما بين الساعة 5.13 – إلى 5.28 فجراً أسر الجندي “شاليط” وصالت وجالت وجاست خلال دياره وعلت وتبرت حصون الاحتلال تقتل وتجرح وتدمر ثم انسحبت مخلفة وراءها لواء جفعاتي – المميز والموصوف والذي أهان جيوشاً رسمية معروفة – يتحسس رأسه ويبكي خيبته كما تبكي النساء..

وإذ نرى اليوم هذا الشريط المصور، فإننا نتذكر الخمس سنوات التي ظل فيها الجندي شاليط أسيراً وكان كل يوم في هذه الخمس وكل ساعة وكل عشر دقائق منها تسجل نصراً إضافياً في سجل عز المقاومة بقدر ما كانت صحفاً سوداء مشبعة بالخزي والفشل في سجل الجيش الصهيوني الذي كان يوصف بالذي لا يقهر، وبقدر ما جللت بالعار نظماً محلية وزعامات إقليمية وأجهزة عالمية فشلت كل الفشل في البحث عن شاليط وتخليصه دون ثمن حتى آخر لحظة قبل عملية التبادل به..

وإذ نرى اليوم هذا الشريط المصور فإننا نتذكر يومي 18/10 و18/12 من عام 2011، حيث حررت حماس بعد مفاوضات مريرة عبر وسطاء ألفاً وسبعاً وعشرين أسيراً فلسطينياً وعربياً من ذوي المحكوميات العالية والمؤبدة من سجون ومعتقلات الاحتلال.. ترى لو أن جيشاً عربياً أراد أن يحرر كل هذا العدد والنوع من الأسرى – رغم عدم وجود هذا الجيش حتى الآن – ولكن لنفترض أنه وجد ولنتخيل أنه تسنت له كل ظروف النجاح في المهمة.. فكم كان يجب أن يكون عديد هذا الجيش وعتاده؟ وكم رتبة لواء وعميد وعقيد ومقدم ورائد ونقيب كان يجب أن يكون عليه أو يفقد منه؟ ومن أي أرض كان سينطلق؟ ومن الزعيم الذي سيتبناه؟ ومن من أنظمتنا سيقف معه ويؤيده وكم منهم من سيطعنه في الظهر؟ ثم كيف سيكون أثر ذلك على المنطقة لعشرات السنين القادمة؟ لا شك أن الصورة شائكة ومعقدة!!.

وإذ نرى اليوم هذا الشريط المصور فإننا نتذكر ما قاله الرئيس الأسبق لوزراء العدو “إيهود أولمرت” عندما قال: “لقد رافقني أسر شاليط ساعة بساعة ولقد اتخذنا قرارات حيال قضية أسر شاليط وفعلنا أموراً لا يمكن التحدث عنها ولكن مازال جلعاد ليس معنا وهذا أمر مؤلم وصعب!”.

وهو ما أكده رئيس وزرائهم الحالي “المدلل والمتباهي” الذي قال: “جربنا كل الطرق الممكنة لإعادة شاليط ولم ننجح”.

آخر القول: جميل أن يرى العالم كله رجال حماس كما هم على الحقيقة دون تجهيل ولا كذب ولا ترويج وأنهم مقاومون إنسانيون ومحترمون وعادلون وليسوا إرهابيين ولا عدميين ولا معتدين كما يشيع عليهم أعداؤهم وحاسدوهم.

المصدر: صحيفة الشرق القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...