الثلاثاء 06/مايو/2025

انتفاضة القدس بذكرى العياش .. إرهاصات مرحلة جديدة للمقاومة

انتفاضة القدس بذكرى العياش .. إرهاصات مرحلة جديدة للمقاومة

في الذكرى العشرين لاستشهاد القائد يحيى عياش، تعيش فلسطين حالة استثنائية مع انتفاضة القدس المباركة، والتي يشكل شبابها خير نموذج للمقاوم والمجاهد الذي يسخر كل ما يملك في سبيل تحرير أرضه ومقدساته، مؤكدين بذلك أن نهج العياش ما يزال قائما، وسيبقى ما دام هناك محتل على أرضنا.

وعرف عن العياش الذي ولد في بلدة رافات بمحافظة سلفيت لعائلة محافظة ومتواضعة، تفوقه الدراسي والأخلاقي؛ حيث أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً، والتحق رغم صعوبة أوضاعه المادية بجامعة بيرزيت، ونشط فيها في مجال العمل الطلابي ضمن صفوف الكتلة الإسلامية، وكان حينها قد بدأ فعلاً مسيرة العمل الجهادي أثناء دراسته الجامعية، والتي أنهاها عام 1993 حاصلاً بذلك على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية.

بدايات العمل العسكري


وترجع بدايات المهندس مع العمل العسكري إلى أيام الانتفاضة الأولى، وعلى وجه التحديد عامي 1990 و1991؛ حيث توصل إلى مخرج لمشكلة شح الإمكانات المتوفرة وندرة المواد المتفجرة، وذلك بتصنيع هذه المواد من المواد الكيماوية الأولية التي تتوفر بكثرة في الصيدليات ومحلات بيع الأدوية والمستحضرات الطبية.

وبهذا يحسب للشهيد المهندس تطويره للعمل الجهادي المقاوم على أرض فلسطين، بعد أن وصل لهدفه في تحويل المواد الكيميائية والأولية إلى متفجرات، لتبدأ مرحلة العمليات الاستشهادية، والسيارات المفخخة التي هزت عمق الاحتلال، مشكلاً بذلك البداية الأولى للعمل الطلابي الجهادي في فلسطين، ليكون قدوة تسير خلفه الأجيال الطلابية المتتالية، والتي كان لها الأثر الواضح في العمل العسكري المنوع تجاه الأهداف الصهيونية بعد ذلك.

سر النجاح والمواصلة


وتميزت الفترة التي عمل بها المهندس الفذ بالسرية التامة، والابتعاد عن كل ما من شأنه إعطاء خيوط للاحتلال خلال فترة الذروة التي أشعلتها العمليات البطولية التي كان وراءها، وشكلت تلك الفترة إحدى أصعب المراحل في وجود الكيان؛ حيث تركزت العمليات البطولية التي قادها العياش في عمق الاحتلال وخصوصا مدينة تل أبيب.

وكانت عملية الاستشهادي صالح نزال، الذي فجر نفسه داخل حافلة ركاب في شارع ديزنغوف والتي أدت لمقتل 22 صهيونيًّا وجرح 40 آخرين، إحدى أقوى العمليات التي خطط لها المهندس وقام بتجهيزها؛ حيث أحدثت زلزالاً أمنيًّا هزّ كيان الاحتلال.

كما تم اتهام “المهندس رقم 1” بالوقوف خلف عمليات نوعية كبييرة نفذتها حركة الجهاد الإسلامي في تلك الفترة؛ حيث اتهمته الأجهزة الأمنية الصهيونية بالوقوف خلف تركيب تلك العبوات التي استخدمها المنفذون في عملياتهم.

عياش وانتفاضة القدس


ومع دخول انتفاضة القدس شهرها الرابع، يستذكر الفلسطينيون والمقاومون تلك العمليات التي خطط لها العياش، والتي أسست لمرحلة جديدة من مراحل الصراع مع العدو؛ حيث لا يزال الشباب المقاوم من طلبة الجامعات الفلسطينية وعموم الشعب، يخططون لتنفيذ العمليات النوعية في عمق الكيان الصهيوني، مؤكدين على استمرار النهج الذي بدأه العياش.

ولا يزال اسم العياش حاضرًا في أذهان الأجيال الجديدة، التي لا تنفك عن سماع ذكره في كل مناسبة يذكر فيها العمل المقاوم، كما هو حال جامعة بيرزيت التي يُطلق عليها “جامعة العياش”، وذلك للأثر الذي خلفه الشهيد المهندس بإخوانه الذين حملوا الراية ولا يزالون دفاعًا عن أرضهم استكمالاً لمسيرة التحرير.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...