الدين المعاملة.. وملف شاليط

ليس كعدل الإسلام عدل. وليس كجمال الإسلام جمال. وإذا كان ( الجمال والعدل) من القيم المعنوية المجردة، إلا أننا ندرك العدل والجمال من خلال المظاهر المحسوسة التي تنطلق من منبع العدل والجمال، كما ندرك الكرم من سفرة الطعام ، أو العطاء المادي نفسه.
بالأمس نشرت كتائب القسام فيديو يكشف عن معاملة حماس للأسير جلعاد شاليط معاملة إسلامية إنسانية، من خلال تناوله للطعام مع عناصر القسام، ومن خلال جلوسه ونومه على فراش كفراشهم، وخروجه في رحلة شوي ترفه عن نفسه، وتجعله يشعر وكأنه ليس في أسر ولا معاناة، وقد بدا من منشرحا مبتسما يتعامل بطمأنينة مع عناصر القسام.
هذه هي نماذج من صورة الأسير في الإسلام، ومن صور تعامل من يفقهون إسلامهم، ويحرصون على الدعوة له حيثما كانوا، وكيفما كانت الحالة بين الشدة والرخاء، وهي صورة مغايرة تماما لصورة حرق الأسير حيا، أو ذبحه بسكين على ملأ من الناس وأمام وسائل الإعلام، بحجة إخافة العدو وبثّ الرعب في قلب من خلفه. الإسلام دين الرحمة، ودين القيم الإنسانية التي تلتقي مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وليس دين الحرق والذبح والعدوان .
اليوم لدينا صورتان في الإعلام لتعامل التنظيمات الإسلامية مع الأسرى، الأولى صورة كتائب القسام في تعاملها، والثانية صورة تعامل تنظيم الدولة ( داعش). إننا لو وازنا بين مخرجات كل صورة في المآلات بدون تفاصيل، فمن المؤكد أن ترجح صورة الرحمة على صورة الذبح.
إن الأصل في الإسلام هو الدعوة والرحمة، وعليه أوشك أن أطرح سؤالين : الأول يقول أي الصورتين كانت أوجع لنيتنياهو، ولكل من يعادون الإسلام ويحرضون عليه، ويصفونه بالعنف والقسوة؟! والجواب المؤكد يقول إن صورة فيديو شاليط أوجع لنفس كل من يعادي الإسلام في العالم. بدليل أن عائلة شاليط خرجت بتصريح عاجل تحاول نفي هذه المعاملة الإنسانية بع أن اكتسحت صور الفيديو الإعلام الجديد. ثم إن صورة قطع رقاب العدو أو حرقه جنوده وهم أحياء تعد صورة مريحة جدا لقادة الغرب أمام شعوبهم، وصورة جيدة لتبرير انتقامهم وعمليات عدوانهم على شعوبنا الإسلامية وتسليط تهمة الإرهاب على كل مسلم في العالم .
والسؤال الثاني يقول هل أسلم شاليط بهذه المعاملة ؟! أو قل هل تأثر شاليط بهذه المعاملة الإسلامية السمحة إيجابا؟! وإجابتي تقول بعد رؤيتي لشريط الفيديو نعم تأثر إيجابيا، وربما يأتي عليه يوما يعلن فيه إسلامه. ربما أسلم قلبه ولم يسلم بعد لسانه، ولم تسلم جوارحة، فقد ذكرت كتب التاريخ أن جلّ بلاد جنوب شرق أسيا وأندونيسيا قد دخلت في الإسلام بسبب حسن معاملة تجار المسلمين، وصدق لهجتهم، فالدين المعاملة ، وهي أول ما يواجهه الداعية مع الأخرين ويواجهونه هم معه. المعاملة قبل الدعوة، وقبل بلاغة الكلام وتفسير الآيات. إنها المعاملة ابتداء وانتهاء ، وهي الجمال والعدل حين تظللها العقيدة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تُثمن حصار اليمن الجوي على دولة لاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إعلان القوات المسلحة اليمنية فرضها حصاراً جوياً شاملاً على كيان الاحتلال...

القوات المسلحة اليمنية تُعلن فرض حصار جوي شامل على إسرائيل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأحد، فرض حصار جوي على كيان الاحتلال الإسرائيلي، رداً على التصعيد...

منظمات أممية تعلن رفضها الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام رفضت منظمات أممية وغير حكومية، المشاركة في الخطة التي يستعد الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها في قطاع غزة بخصوص توزيع...

الاتصالات تُحذر من انقطاع الخدمة جنوب ووسط قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، مساء اليوم السبت، أنها ستُنفذ أعمال صيانة اضطرارية على أحد المسارات الرئيسية في قطاع...

الدويري: عمليات القسام برفح تمثل فشلا إسرائيليا مزدوجا
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن عمليات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)-...

شركات طيران دولية تلغي رحلاتها لتل أبيب عقب قصف مطار بن غوريون
الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركات طيران دولية، صباح اليوم الأحد، إلغاء رحلاتها إلى "تل أبيب"، عقب قصف مطار بن غوريون الدولي. وبحسب...

مؤسسة حقوقية: آلاف المعتقلين بسجون الاحتلال يواجهون عمليات قتل بطيئة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام يواجه الأسرى في سجون الاحتلال تصاعدًا غير مسبوق في عمليات التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، التي تمارسها الإدارة...