الثلاثاء 25/يونيو/2024

البؤر الاستيطانية تنهش البلدة القديمة بالقدس

البؤر الاستيطانية تنهش البلدة القديمة بالقدس

بؤر استيطانية وتواجد عسكري صهيوني مكثف تشهده البلدة القديمة بالقدس المحتلة كمحاولة من الاحتلال لتهويدها وتغيير الطابع الإسلامي والعربي لها.

ومنذ احتلال البلدة القديمة في عام 1967 تتزايد مخططات الاحتلال الرامية إلى تعزيز التواجد والسيطرة عليها وتهجير الموطنين منها وتأسيس بؤر استيطانية لجعلها -كما يزعمون- مدينة اليهود الأولى.

تهجير واستيطان

يقول الباحث في الاستيطان بالبلدة القديمة الدكتور هايل صندوقة: “في عام 1967م احتل الصهاينة مدينة القدس، وقاموا بتوسيع مساحة بلديتها، وتم إنشاء 15 مستوطنةً في منطقة قاموا بإضافتها لحدود القدس، وبذلك توسعت حدود القدس من 6 كيلومترات إلى أكثر من 71 كيلومترًا”.

وأضاف لـ”المركز الفلسطيني للاعلام“: “سلطات الاحتلال نفذت وسائل عديدة لتهجير سكان البلدة القديمة والسيطرة على عقاراتهم في حي الخالدية السرايا التكية والشاويش وباب الخليل وعدة أحياء أخرى داخل البلدة القديمة مستخدمة ادعاء أنها تعود ليهود أو أنهم حاملون البطاقة الصفراء الأردنية، وليسوا حاملين الهوية الزرقاء ولا يسكنون هذه المنازل أو أن ملكيتها تعود لهم بالدرجة الأولى أو بناء وحدات سكنية خارج البلدة القديمة وترغيب أهل البلدة في شرائها والسكن فيها”.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال أسست بؤرًا استيطانية داخل البلدة القديمة على فترات زمنية  طويلة ومتفاوتة تم الاستيلاء عليها ومصادرتها، وخلقوا بينها تواصلا جغرافيا، وأكبر عقار استولوا عليه يقع في حي الدباغة، وكان يحتوي على منازل ومحال تجارية.

وأوضح صندوقة أن الاستيطان والاستيلاء الصهيوني يدور حول فكرة تهجير السكان العرب والمسلمين من البلدة القديمة ووضع مستوطنين مكانهم بهدف الوصول إلى الفكرة الصهيونية القائمة على أنها مدينة اليهود الأولى، حيث يزعمون أنهم كانوا يعيشون فيها، ولذلك يهدفون لإزالة العرب منها بكونهم يحملون الأحقية الدينية والتاريخية في البلدة القديمة.

وأردف قائلا: “العائلات اليهودية التي تسكن في البؤر الاستيطانية لم تكن بحاجة إلى مسكن لأنها تمتلك منازل وشققا سكنية داخل المستوطنات المبنية على أحياء وبلدات القدس خارج البلدة القديمة”، موضحاً أن دورها في السكن داخل هذه البؤر الاستيطانية هو تأدية عمل وظيفي مدفوع الأجر حتى يعزز السياسية الاستيطانية في مدينة القدس وجوار الأقصى.

وأشار صندوقة إلى أن ما يقارب 600 مستوطن يسكن هذه البؤر الاستيطانية، ويتوزعون في حي الخالدية والسرايا والشاويش وباب الساهرة الواقعة في منتصف الأحياء العربية، مهددة بتواجدها الوجود العربي والإسلامي داخل البلدة القديمة في القدس المحتلة.

وكانت الجمعيات الاستيطانية قد أخطرت في الفترة الأخيرة أربع عائلات مقدسية بالإخلاء من مكان سكنهم في عقبة السرايا والخالدية، وأمهلتهم 30 يوماً لتقديم الاستئناف على قرارات الإخلاء الصادرة بحقهم.

كما أن ما تسمى محكمة الصلح أصدرت خلال الفترة الماضية قرارات إخلاء بحق عائلات مقدسية، وهي: صيداوي و كستيرو ومسودة وحشيمة.

صمود مقدسي

وتقول المقدسية نوال حشيمة المهدد منزلها بالإخلاء والاستيلاء عليه من الجمعيات الاستيطانية لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “منذ 55 عامًا أعيش في هذا المنزل الذي لا تتعدى مساحته ال50 متراً مربعاً، والذي ورثه زوجي عن والدته، وقد تزوجت فيه وأعيش فيه حتى اليوم”، مضيفةً: “يوم الأربعاء الماضي تسلمت قرارًا بالإخلاء أنا وابني الذي يعيش معي هو وعائلته المكونة من  أربعة أطفال وزوجته”.

وتؤكد حشيمة: “لن أترك منزلي هذا لو كلفني حياتي فيه أنجبت أطفالي وشاهدتهم يكبرون فيه أمام عيوني، ولهذا سأتوجه لمحكمة الصلح لاستئناف القرار الصادر بالإخلاء لأن المنزل لنا ولن أتخلى عنه مهما كلفني الثمن”.

أما المقدسي سامي الصيداوي يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “المستوطنون لا يكتفون ليلاً ونهاراً باستفزازنا بالحركات والكلمات البذيئة والشتائم فكنيس  “تشوفو بنيم ” المقام في نفس الحوش والذي يتوافد إليه المستوطنون ليتدارسوا التوراة داخله ويصلون صلوات تلمودية بعدما استولوا على المنزل قديماً وحولوه لكنيس يهودي وأضافوا عليه عدة طوابق سكنية، وفيه لا نعرف طعما للنوم، ففي الليل يقيمون حفلات صاخبة ويقومون بالنفخ بالأبواق ودق الطبول”.

ويضيف الصيداوي: “لا يكتفي الاحتلال ومستوطنيه بإزعاجنا في حياتنا اليومية صباحاً ومساءً بل تعدى ذلك إلى زعزعة أماننا في العيش بمنزلنا بأمان وكرامة فقد أبلغتني محكمة الاحتلال مؤخراً بقرار اخلاء للمنزل والذي أسكن فيه أنا وعائلتي”.

أما المقدسي حمودة كستيرو فيقول: “محكمة الصلح أبلغتنا بقرار الإخلاء كغيري من العائلات التي أبلغت بالإخلاء ولكن إخلاء منزلي مختلف لأنهم يريدون أن يهدموه ويبنوا طوابق لربطها مع كنيس “شوفو بنيم” لتشكيل بؤرة استيطانية متكاملة “.

ويضيف كستيرو: “منزلي الذي عشت فيه سأعيش حتى يتوفاني الله لن أتركه ما حييت، فعرض الإنسان أيضا بيته، ومنازل القدس هي عرضنا الذي من خلاله نحافظ على المسجد الأقصى الذي لا يبعد عنها سوى أمتار قليلة”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات