الأحد 04/مايو/2025

قيادات السلطة وجثامين الشهداء.. عفوية المواطن تكشف تقاعسهم

قيادات السلطة وجثامين الشهداء.. عفوية المواطن تكشف تقاعسهم

يوما بعد يوم تتسع الفجوة بين قيادة السلطة ومن يدور في فلكها، والمواطن الذي يخوض المواجهة لوحده في الميدان، لتخرج قضية جثامين الشهداء وتضيف بعدا آخر لهذا التباعد.

فمع تسليم جثامين الشهداء تباعا في اليومين الأخيرين برزت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تستنكر طريقة تعاطي مسؤولي السلطة مع ملفات الشهداء، حيث انتشر “هاشتاغ” على مواقع التواصل الاجتماعي باسم “ما تعطوهم فرصة يتصوروا”، في إشارة إلى مستوى الاحتقان الذي يلف الشارع من طريقة التعامل مع ملف الشهداء.

وطالب النشطاء بعدم السماح للمسئولين بالمشاركة بمسيرات التشييع لالتقاط الصور عقابا لهم على تقصيرهم بمتابعة ملفاتهم وقضيتهم على المستوى المحلي والدولي.

أبناؤنا ليسوا لالتقاط الصور
واستنكر المتفاعلون مع الحملة إهمال زيارات بيوت ذوي الشهداء وعدم التعاطي الصحيح مع ملف تسليم الجثامين، حيث طالب النشطاء بعبارات قاسية منها: “كل واحد ما حضر خلال الـ 86 يوما الماضية ليسأل عن أولادكم وهم بالثلاجات، ما تستقبلوه في الجنازة وما تعطوه حتى صدقة أن يلتقط صورة”.

وزينت الحملة بأقوال ذوي الشهداء، ومنها ما كتبته الصحفية نائلة خليل التي نقلت كلمات والد الشهيد باسل سدر، الذي قال: “ابني راح من الخليل مشي ونفذ عملية طعن في باب العامود، ولما استدعاني ضابط الاحتلال أتعرف عليه.. وفتح الثلاجة ..عرفته وقلبي انحرق.. بس ما انكسر.. وسألني الضابط ..عرفته؟؟…. قلت آه ….. قالي متأكد أنه ابنك؟…. قلت ربيته 20 سنة.. وطلعت وما خليتهم يشوفوا دموعي…”.

أما والدة الشهيد منير العاروري من رام الله، والتي وقفت قبل أياما أمام مقر المجلس التشريعي في رام الله وصرخت قائلة “لو أولاد المسئولين في الثلاجات كنتو سكتوا؟، ما حدا من المسئولين دق باب داري يسأل عن ابني أو يساعدني أدفنه حتى لو في الليل، لأني إذا أخذته راح أحول الليل نهار”.

بدوره أعرب المواطن نمر الأحمد في تعليقه على الحملة بالقول: “آمل أن يفعل ذوو الشهداء ذلك، فإذا فعل ذوو الشهداء ذلك فهي بداية التخلص من تنظيمات الإفلاس… “.

غضب بكل الاتجاهات
ولم يقتصر الغضب لمجرد حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، فالشارع يغلي لدرجة أن أحدا لا يحتاج مؤشرات من أجل التدليل على ذلك الغضب.

فخلال الأسبوع الماضي وعقب قيام مسئولين بالسلطة بممارسة ضغوط على بعض ذوي الشهداء لمنعهم من تشريح جثامين أبنائهم تنفيذا لشروط الاحتلال في تسليم الجثامين، سارع ذوو الشهداء لتوقيع وثيقة طالبوا فيها المستوى الرسمي بأن يرتقي لمستوى حراكهم.

وأكدوا في وثيقتهم رفضهم شروط الاحتلال بشأن تسليم جثامين أبنائهم، وأنهم لن يسمحوا بأن تضيع حقوق أبنائهم، وأن يدفنوا بطريقة غير لائقة.

وطالب الأهالي القيادة الفلسطينية والمؤسسات الوطنية والشعبية بالتحرك والوقوف عند مئولياتهم،  كما طالبوا المجتمع الدولي بالتدخل وتحمل مسؤولياته في هذا الملف.

وفي أعقاب اندلاع انتفاضة القدس في الأول من أكتوبر2015، سارعت السلطة الفلسطينية وقياداتها إلى توصيف الأحداث على أنها هبة شعبية، فيما حاول البعض تسويقه على أنه ورقة سياسية للذهاب إلى المفاوضات مع الاحتلال، فيما لم يتخذ أي موقف رسمي يدافع عن المواطنين ومواجهة الانتهاكات الإسرئيلية المستمرة على شكل عمليات إعدام ميدانية، أو اعتقالات، وتدمير البيوت، وهو ما وسع الفجوة ما بين الشارع الفلسطيني والأطر السياسية الرسمية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات