الإثنين 05/مايو/2025

المزارع أبو سبيخة.. رفيق الأرض وحبيب أشجارها شهيداً

المزارع أبو سبيخة.. رفيق الأرض وحبيب أشجارها شهيداً

كل رجال عائلة “أبو سبيخة” في مخيم المغازي مجتمعون في مكان واحد  إلا هو! وحدها صورته المثبتة في الجزء الشرقي من خيمة العزاء من تذكر برحيله بعد أن ألجمت مفاجأة استشهاده أقاربه عن الكلام.
 
وأعلنت المصادر الطبية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح عن استشهاد المزارع “يوسف مبارك أبو سبيخة” 49 سنة متأثراً بجراحه التي أصيب بها مساء الجمعة الماضي.
 
وكان المزارع “أبو سبيخة” قد أصيب برصاصتين متفجرتين في فخذه وبطنه أدخل على إثرها إلى غرفة العمليات قبل استئصال جزء كبير من أمعائه؛ لكن حالته أصيبت بانتكاسة، وأعلن فجر الاثنين الماضي عن استشهاده.

صديق الأرض

في خيمة العزاء التي تفصلها مئات الأمتار عن موقع “أبو مطيبق” العسكري شرق مخيم المغازي تدور فناجين القهوة على المعزين الذين يتوافدون فرادى وجماعات لتقديم واجب العزاء.
 
اعتاد المزارع “أبو سبيخة” يومياً ملازمة أشجار الزيتون والليمون في أرضه المقابلة للحدود، متنقلاً بينها وبين قطعة أرض أخرى يتولى رعايتها بالأجرة.
 
عندما راقب عشرات الشبان المحتجين قبالة موقع “أبو مطيبق” العسكري وبدأ إطلاق النار في احتجاج الجمعة الأسبوعي أشفق على أحد الأطفال وحاول أن يبعده عن نطاق الخطر، ففاجأته رصاصة في فخذه من قناصة الاحتلال.
 
ويقول أحمد أبو سبيخة ابن عم الشهيد إن “يوسف” أصيب من مسافة نصف كيلو تقريباً من الحدود برصاصة متفجرة في فخذه، وعندما أقعدته الرصاصة أكمل قناص صهيوني الجريمة بإصابته برصاصة أخرى في بطنه خرجت من ظهره.
 
ونجح أحد شهود العيان في تصوير المشهد بهاتفه النقال حيث يظهر فيه الشهيد “أبو سبيخة” وهو يجري بعد إصابته، وقد سالت الدماء من بطنه وفخذه قبل أن يصله المسعفون وينقلوه لعربة الإسعاف.
 
وصل المزارع “أبو سبيخة” بجراح حرجة لمستشفى شهداء الأقصى فأدخل حجرة العمليات، واجتهد الأطباء طوال 6 ساعات لمحاولة إنقاذ حياته بعد استئصال قرابة مترين من أمعائه.
 
شقيق الشهيد السيد “محمد أبو سبيخة” في رواية قال:”كان وقع الخبر صعب علينا، لقد ترك أخي 5 أبناء بعد أن قتله رصاص القناصة، فأين ادعاء الاحتلال أنه يريد السلام وهو يقتل مزارعا يعرفوه أنه يتردد على أرضه يومياً”.

تهجير المزارعين

عندما يتبادل أقارب الشهيد الذين يعمل معظمهم في مهن الزراعة في أراض معظمها مجاورة للحدود لا يجدوا تفسيراً لما جرى مع “يوسف” سوى أن الاحتلال يريد تهجير المزارع من أرضه.
 
يعود السيد “أحمد أبو سبيخة” بعجلة الزمن للوراء ويضيف: “نحن نزرع هذه الأرض من عشرات السنين والاحتلال مؤخراً أباد زراعتنا المجاورة للحدود، وقبل 30 سنة كان يهدم كل منزل نبنيه، وفي الحرب الأخيرة قصفوا بيوتنا، وقبل سنتين قتلوا لنا طفلة عمرها 4 سنوات لنهجر أرضنا”. 
 
ويتسلل القلق على رؤوس أصابعه إلى المزارع “أحمد أبو سبيخة” منذ أن أصيب الشهيد “يوسف” فهو مضطر أن يزور أرضه الزراعية المحاذية للحدود مع خوفه المتصاعد من أن تغتاله رصاصات القناصة.
 
ويدير الشاب “ياسر أبو سبيخة” دفّة الحديث لوجهة أخرى؛ وهو يؤكد أن عدوان الاحتلال على المزارعين والمدنيين العزل لا تجدي معه أي انتقادات أو احتجاجات.
 
ويتابع: “الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة، ولا تردعه أي كلمات أو بيانات أو مواقف من مؤسسات حقوق الإنسان، فهم في الأيام الهادئة يطلقون النار على منازلنا التي تبعد كيلو متر من الحدود”.
 
ولازال نبأ استشهاد المزارع “يوسف أبو سبيخة” حديث المواطنين في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، فالرجل عرف ببساطته وانشغاله الدائم بأشجاره قبل أن يختفي فجأة من مشهد الحياة برصاص الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس

طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، بتنفيذ عمليات هدم في حارة المنشية داخل مخيم نور شمس شرقي مدينة...