الأربعاء 07/مايو/2025

في القدس.. الاحتلال يخنق السياحة ويطارد التجار المقدسيين

في القدس.. الاحتلال يخنق السياحة ويطارد التجار المقدسيين

لا يخفى على المارّ من قلب البلدة القديمة في القدس تراجع الإقبال على أسواق المدينة، السياحية منها خاصة، فقد أصبحت البلدة القديمة تعاني في الأشهر الأخيرة من الركود الاقتصادي الذي يلازم أسواقها منذ عدة أشهر، فنرى الباعة يسدلون بضائعهم أمام محلاتهم أملاً في جذب أعين العابرين، يعدون الأيام التي تنقضي دون أرباح تذكر.

أبو محمد شويكي (54 عامًا) يملك محلا لبيع البضائع الجلدية في سوق البازار قرب باب الخليل، يقوم باستيراد بضاعته من مدينة الخليل التي تشتهر بجودة منتجاتها الجلدية، والتي تلاقي طلبًا واسعًا في أسواق القدس، حيث يصف أبو محمد حال السوق في الفترة الأخيرة.

وقد أصبح إقبال السياح ضعيفًا نظرًا لما تمر به مدينة القدس من تضييقات الاحتلال وانعدام الأمان داخل أحيائها وأسواقها، “حال السوق في تراجع مستمر بسبب الأوضاع الأمنية المحيطة، وخوف السياح من التوجه إلى داخل البلدة القديمة أدى إلى تدهور السياحة الداخلية بشكل كبير، بالإضافة إلى أن تصاعد الأحداث عمل على انتشار حملات المقاطعة من اليهود تجاه التجار العرب، فأصبحوا يمتنعون عن التعامل مع المحلات العربية تماما”.

ومشهد اكتظاظ الأسواق السياحية في البلدة القديمة التي تعد وجهة السياح من مختلف أنحاء العالم، ليس دليلاً على إقبال أولئك السياح على المحلات فيها، فيعاني التاجر المقدسي من أسوأ المعاملات العنصرية من الأدلاء السياحيين الصهاينة؛ فيبين أبو محمد أن الدليل الصهيوني يمنع السياح من الشراء من المحلات العربية، أو يدفعهم إلى التبخيس من ثمن البضائع حال شرائها، أو التعامل مع المحلات التي يملكها صهاينة فقط، وهذه المماراسات العنصرية وغيرها تؤثر على التاجر بشكل كبير، حسب قوله.

ويبين زياد الحشيم المتحدث باسم تجار البلدة القديمة في حارة النصارى أن الحرب المستمرة على مدينة القدس ليست بالأمر الجديد، فالاحتلال الصهيوني يسعى جاهدًا لإفراغ القدس من أهلها، والحرب الاقتصادية الممنهجة هي إحدى وسائل الاحتلال لذلك، “كنا قد قدمنا مناشدة إلى الجهات المختصة من أجل تقديم يد العون إلى تجار البلدة القديمة بشكل عام وتجار القطاع السياحي بشكل خاص ودعمهم من أجل الحفاظ على وجودهم”.

ممارسات عنصرية

وأوضح الحشيم أن الممارسات العنصرية تجاه التجار العرب أصبحت تزداد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، حيث قام التجار بالتواصل مع الأدلاء السياحيين من أجل السماح للسياح بالتعامل مع المحلات العربية، بعد ملاحظتهم اعتماد طرق فرعية من البلدة القديمة من أجل تجنب الاحتكاك مع التجار العرب، إلا أنهم تذرعوا بضيق أوقات جولاتهم السياحية.

ولأن أكثر الأسواق داخل البلدة القديمة تعتمد على حركة السياحة بشكل أساسي؛ فإن إقبال المقدسيين على بعض تلك الأسواق يكون ضعيفًا لكونها لا تلبي احتياجاتهم.

ولا تزال الضرائب الباهظة المفروضة على المقدسيين تؤرّق كل تاجر عربي داخل مدينة القدس، فضريبة الأرنونا مثلاً يمكن أن تصل إلى 10 آلاف شيكل سنويًّا، عدا عن تكاليف المواصلات وفواتير الكهرباء والماء وغيرها، مما يعرض أي تاجر مقدسي  لخطر إغلاق محله بسبب تراكم تلك الضرائب وعدم القدرة على سدادها.

المصدر: المركز الإعلامي لشؤون الأقصى والقدس “كيوبرس”

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات