الأحد 30/يونيو/2024

ماذا يعني أن تسمح بالنشر !

د. أسامة الأشقر

هي عبارة لا نكاد نقرؤها إلا في وسائل الإعلام الصهيونية، هذه العبارة التي تعني التحكّم بالمعلومة والانفراد بها وامتلاكها، أي أنها مظهر من مظاهر السيادة والسيطرة !

لقد أعلن قائد القسام في قطاع غزة أنه بات ممكناً الآن أن نكشف عن تلك الفئة التي اؤتمنت على أعظم أسرار المقاومة الفلسطينية، وهي الكنز أو المفتاح لتحرير مئات الأسرى الذين يجرّون وراءهم مئات السنين من الأحكام المصبوبة !

هذه الفئة التي كان يبحث عنها العالم كله، وتسخّرت للبحث عنها أجهزة الاستخبارات المحلية والإقليمية والدولية، ولكنها بقيت بعيدة تماماً عن دائرة البحث والنظر.

لقد ضرب هؤلاء المثل الأعلى في السرية والجدية والالتزام، والمثل الأعلى في الاحتراف الأمني والعسكريّ في منطقة مكشوفة أمنياً، وساقطةٍ بالمفهوم العسكري والأمنيّ.

لقد بات معروفاً اليوم أن هؤلاء يستحقون تكريماً استثنائياً بالإعلان عنهم، حيث إنهم كانوا سبباً في تحرير أكثر من ألف نفسٍ طاهرة زكيّة من سجون العدو ، إنه الوفاء لهؤلاء الكبار ولعائلاتهم التي لم تعرف عنهم هذا المجد الذي صنعه هؤلاء لهم .

إن هذا الإعلان الذي تصدّرته الكلمة “سُمح بالنشر” تعني أن أجهزة استخبارات العدو الصهيوني كانت لا تملك أية معلومة عن آسري شاليط أو مكانه، وأرادت قيادة القسام أن تفضح هذه الأجهزة المتكبِّرة المغرورة، أنهم يخسرون دائماً في الأعمال الحقيقية التي تمسّ جوهر العمل الاستخباري، وأنهم لا يستحقون من مجتمعهم كل هذا الإنفاق الباذخ لأنهم مجرد مدّعين يسقطون في الاختبارات الحقيقية.

لقد ارتقى هؤلاء الخمسة في سلسلة عمليات استهدافٍ عامّة كان يقوم بها العدو ضمن سياسة ممنهجة ، ولم يكن يدري هذا العدو من يستهدف، إذ إن هؤلاء الخمسة لم ينبسوا ببنت شفة بعد إنجاز مهمتهم الكبيرة، ولم يحدِّثوا أحداً بما فعلوا، إخلاصاً والتزاماً، وواصلوا جهادهم كأنهم جنود عاديّون مكلّفون بمهماتهم المعتادة .

“سمح بالنشر” صفعة إعلامية أخرى نفذتها المقاومة الفلسطينية لقفا الكيان الصهيوني، وهي صفعة أخلاقية وأدبية ومعنوية أيضاً لا يزال العدو يتحسس خدّه منها . 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات