الجمعة 08/نوفمبر/2024

على حدود رفح .. حسّان تجرّع الموت عارياً برصاص الأمن المصري

على حدود رفح .. حسّان تجرّع الموت عارياً برصاص الأمن المصري

أطلقوا الرصاص على جسده العاري حين اجتاز شاطئ مدينة رفح الفلسطينية وقطع عدة أمتار في المياه المصرية، وحين سكن جسده المضرج في الدماء وتأكدوا من مقتله رفع الجنود المصريون علامة النصر وخاطبوا جنود الأمن الوطني الفلسطيني والصيادين على شاطئ رفح بالإشارة “سنذبحكم!”. 
 
ولا تزال جثة الشاب إسحاق خليل حسان (26 عامًا) الذي قتله الأمن المصري مساء الخميس حين حاول اجتياز الحدود البحرية مع مصر لدى الجيش المصري، ولم تتلق أسرته حتى الآن أي تأكيد رسمي بإمكانية نقلها وتسليمها لذويه اليوم.

ويظهر شريط فيديو مقتل شاب فلسطيني بدم بارد عندما حاول اجتياز الحدود البحرية باتجاه الأراضي المصرية، حيث قالت وزارة الداخلية الفلسطينية  في بيانها “إن المشاهد “الصادمة” التي بثتها وسائل الإعلام لمقتل شاب مضطرب عقليا، على يد الجيش المصري على بعد أمتار من حدود رفح، تُظهر مدى بشاعة الفعل والإعدام بدم بارد”.
 
ونشرت قناة الجزيرة الفضائية، الليلة الماضية مشاهد قالت إنها “حصرية” تظهر مقتل فلسطيني “يعاني اضطرابات نفسية وعقلية” برصاص الجيش المصري، الخميس الماضي، على الحدود البحرية بين قطاع غزة ومصر. 

حادث مفاجئ
بذريعة حفظ الأمن يعلّق الجيش المصري كافة إجراءاته القمعية تجاه غزة، بدءًا من إغلاق معبر رفح وإطلاق النار على الصيادين وإغراق مئات الأنفاق الحدودية بمشروع القناة المائية وصولاً إلى تصفية الجنود المصريين لشاب فلسطيني مختلّ عقلياً اجتاز الحدود بأمتار.
 
ولا تزال السلطات المصرية تواصل إغلاق معبر رفح، وتمنع عشرات الآلاف من الراغبين في السفر للعلاج أو الدراسة والعمل من مغادرة قطاع غزة حيث تجاوزت أيام إغلاق المعبر في الآونة الأخيرة 100 يوم سجل خلالها 30 ألف مواطن للسفر، ولم يسافر منهم قبل أسبوعين سوى 1500 مواطن.
 
وبدأت السلطات المصرية قبل أسابيع بإغراق الانفاق الحدودية بين مصر وغزة عبر إقامة قناة مائية وحقن التربة بمياه البحر بعمق 30 مترًا ما أدى لإغراق الأنفاق التي كانت تنقل الغذاء والدواء لغزة، وتضرر وانجراف التربة على طول الحدود.
 
ومن واقع خبرة “بلال عرام” أحد جنود الأمن الوطني في الموقع الحدودي لقرية “السويدية” المحاذي للسلك الحدودي مع مصر تنبّه “لحركة غريبة بجوار صيادي الصنارة، وعندما نزل من فوق الجرف وقع الحادث”.
 
ويقول “بلال” لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام”: “كنا نشاهد قيام المصريين بمدّ مضخة تستخدم لإغراق الأنفاق عندما قفز شاب من بين الصيادين واتجه للسلك وبدأ بخلع ملابسه وبعد اجتيازه السلك بمترين أطلق جندي النار عليه”.
 
نزل “بلال” مسرعا لأسفل الشاطئ، ونادى على جنود الموقع المصري الملاصق تماماً لموقعهم بأن الشاب مختلّ عقلياً مناشدهم بعدم إطلاق النار.
 
بعد لحظات توقف إطلاق النار ثم سمع “بلال” حواراً بين الجندي والضابط ملخصه: “هناك عسكري بيقول هذا مختل عقلياً – الضابط: أطلق عليه النار”.
 
بدأ إطلاق نار جديد وكثيف بعشرات الرصاصات لم يتوقف حتى اطمأن الجنود المصريين أن الشاب فارق الحياة، وقد طفت جثته فوق المياه معلنةً موته.
 
ويتابع: “لم يتركوا لي فرصة التفاوض معهم، كان قد قطع فقط مترين داخل حدود المياه، لو تركوني لقمت باعتقاله أو تدخلت، لكن للأسف لم يتجاوبوا مع استغاثتي”.
 
ويؤكد العقيد طارق أبو هاشم “نائب قائد قوات الأمن الوطني” لمراسلنا إن جنود الأمن الوطني عندما بدأ الشاب “حسّان” دخول المياه المصرية نادوا على موقع الأمن المصري هاتفين “لا تطلقوا النار هذا شخص مختلّ- يا عرب يا مسلمين لا تطخوا.. احنا عرب احنا مسلمين”.
 
لم يعر جنود الموقع المصري الذين أطلقوا النار وهم ما بين 2-3 الهتاف اهتماماً، وأطلقوا عدة رصاصات نحو “حسان” مباشرة، ولما تأكدوا من مقتله رفعوا أصابعهم بشارة النصر، ولوحوا بإشارة “سنذبحكم”، حسب شهود عيان. 

وحاول الطبيب الفلسطيني بدر حمد الاتصال بالجانب المصري طلباً للجثة، لكن المصريين ردّوا بطلب اسم وهوية المغدور “حسّان” دون أن يعبؤوا بجوهر الحادثة.

جريمة بشعة
ويؤكد “كمال” أحد أقارب الضحية أنهم لم يتلقوا أي نبأ بنقله من مصر لغزة، مشيراً أن “إسحاق” مصاب من 6 شهور بحالة نفسية أدت لاضطراب في تصرفاته.
 
ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “هو مريض، ولديه مشكلة صحية في مفصل ركبته وفي رأسه، وزار مصر للعلاج أكثر من مرة، وبسبب إغلاق المعبر لم يتمكن من مواصلة العلاج فأصابته حالة نفسية، علماً بأنه ليس له أي نشاط سياسي”.
 
اعتاد “إسحاق” المكونة أسرته من 8 أفراد هو أوسطهم على زيارة شقيقته المتزوجة في “رفح”، وعندما زارها قبل يومين في بيتها افتقدته بعد أن اختفى لساعات، فبدأت الاتصالات مع أقاربها للبحث عنه قبل اكتشاف مصيره.

ويتابع: “كانت حالته النفسية مؤخراً سيئة، ونحن كعائلة نحمل المسئولية الكاملة للحكومة المصرية؛ لأنهم قتلوا شابًّا أعزل أكدت تصرفاته عندما خلع ملابسه أنه غير طبيعي!”. 
 
وتصدرت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت منذ ساعات هاشتاق “#ليش_قتلوه” الذي يستنكر قتل الجيش المصري للشاب الفلسطيني المختل عقليا في مقطع فيديو يظهر إطلاق وابل من الرصاص على جسده العاري.

وعلّق “slim triki” على فيسبوك قائلا: “من يعاني حقيقة من الاضطراب العقلي هو جيش السيسي.. إذا كان السيسي معتوهًا وأحمق فما بالك بالبقية؟!”.

أما “soha joher” فقالت على فيسبوك: “حسبي الله ونعم الوكيل بكل واحد أطلق رصاصة غادره له.. حسبي الله ونعم الوكيل.. أعزل وعربي.. اختار الله له الأحسن من العيش بين أشباه بشر، وما هم ببشر.. حسبي الله ونعم الوكيل .. إلى متى؟؟!”.

وفي غزة كتب الناشط “وائل أبو عمر”: “رغم صراخ الحراس الفلسطينيين للجنود المصريين بأن إسحاق يعاني من مشاكل نفسية استمر الجنود بإطلاق النار عليه في البحر، وما يزال الجيش يحتجز جثته”.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

14 عملا مقاومًا في الضفة خلال 24 ساعة

14 عملا مقاومًا في الضفة خلال 24 ساعة

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام نفذت المقاومة الفلسطينية 14 عملا مقاوما متنوعا، خلال الساعات الـ24 الأخيرة، ضمن معركة "طوفان الأقصى". ورصد مركز...

مظاهرات حاشدة في اليمن دعما لفلسطين ولبنان

مظاهرات حاشدة في اليمن دعما لفلسطين ولبنان

لندن- المركز الفلسطيني للإعلام انطلقت مظاهرات حاشدة، الجمعة، في 14 محافظة يمنية بينها العاصمة صنعاء للتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة ضمن...