رغم الحصار.. غزة تخترع جهازا يعمل بصوت المريض

رغم حصار غزة إلا أن الإبداع يتولد في إنجازات تتشكل في طاقات ومبادرات شبابية، كان آخرها اختراع إنساني لتخفيف معاناة مئات المرضى.

وشمرت الطالبتان: نسمة  السموني، وآلاء الخطيب عن سواعدهما لتخترعا أول جهاز فلسطيني الصنع يتحرك ببصمة صوت مريض الشلل الرباعي.

ويتميز هذا الجهاز بأنه يمكن تحويله من مقعد إلى سرير، إضافة إلى وجود تبادل هوائي يحمي المريض من التقرحات.

صنع في فلسطين

ويأتي هذا الإنجاز الذي يعد الأول على مستوى فلسطين ضمن مشروع تخرج للطالبتين في كلية الهندسة تخصص هندسة ميكاترونكس بجامعة الأزهر.

واعتمد الجهاز الذي أطلق عليه اسم “صوت الرحمة” في صناعته على أنامل غزية، ورغم ذلك إلا أنه يمكن أن ينافس المقاعد العالمية من حيث الجودة العالية، والتكلفة القليلة، خاصة أنه يتلقى كافة الأوامر عن طريق بصمة صوت المريض فقط.

وذكرت الطالبة نسمة خلال مناقشتها لمشروع التخرج في جامعة الأزهر، أن المقعد يتحول إلى سرير يعمل على تجديد الهواء أسفل جسد المريض؛ لحمايته من التقرحات، كما يسهل له عملية دخول المرحاض، ويمكن للجهاز أن يرتفع لمسافة متر تقريباً، وأن يتحرك في جميع الاتجاهات.

وعن الدافع لاختراعه، قالت الطالبة الخطيب: “لقد أجريت مع زميلتي دراسة ميدانية من خلال توزيع الاستبيان؛ للتعرف عن قرب لحاجة أصحاب الإعاقة الحركية في قطاع غزة الأمر الذي أرشدنا إلى تحديد المطلوب”.

وأكدت، على أن الدافع الأساسي من وراء إنجاز هذا المشروع؛ هو مساعدة أبناء الشعب الفلسطيني الذين يتعرضون بفعل الاحتلال إلى إصابات تؤدي إلى “الشلل الرباعي” خاصة بعد الحروب المتتالية على قطاع غزة المحاصر.

التغلب على الحصار

وأشارت إلى أن صناعة الجهاز  في غزة ليس بالشيء البسيط؛ نظرا ًلوجود الحصار، وعدم توفر الكثير من الأشياء التي يحتاجها الجهاز، ورغم ذلك بفضل الله تعالى تم التغلب عليها”.

وأضافت: “كانت من المواقف الصعبة هو عدم توفر القطعة الخاصة بالصوت، وعندما تم التغلب على هذه المشكلة باستيراد القطعة من الخارج، تعرضت للتلف أثناء التجربة، ذلك جعلنا نستبدل التشغيل باليد بدل من بصمة الصوت إلى أن تم الحصول على قطعة بديلة تم استيرادها من أمريكا”.

وأوضحت، أن هذا المشروع ليس نهاية المشوار البحثي بل بدايته، وعبرت عن أملها أن يتم تبني فكرة المشروع حتى يتم تصنيع عدد يناسب أعداد المرضى في قطاع غزة.