الإثنين 05/مايو/2025

في الذكرى 28 لانطلاقة حركة حماس

جمال عيسى .. القيادي في حماس

تحديدا في الرابع عشر من شهر ديسمبر كانون ثان من العام 1987م.كانت فلسطين على موعد الإعلان عن ولادة حركة المقاومة االاسلامية حماس .

في الوقت الذي  ظن البعض أن هذا الوليد الجديد لن تكتب له الحياة والبقاء في ظل إنكار ورفض للاعتراف بكينونته وخصوصيته ، كان هناك آخرون يطنون أنه لن يكون أكثر من مجرد إضافة عددية في قائمة المجموع الوطني لفصائل الثورة الفلسطينية .

لقد كان الإعلان عن ولادة حركة حماس من رحم الإنتفاضة الأولى بمثابة قرار استئناف الحركة الاسلامية في فلسطين للإنخراط والمشاركة مجددا في مربع العمل الوطني ، بعد تغييب قسري فرض عليها في المنطقة العربية منذ مطلع الخمسينات من القرن الماضي .

كان الإعلان عن ولادة حركة حماس من رحم الإنتفاضة الأولى بمثابة قراراستئناف الحركة الاسلامية في فلسطين للإنخراط والمشاركة مجددا في مربعالعمل الوطني ، بعد تغييب قسري فرض عليها في المنطقة العربية منذ مطلعالخمسينات من القرن الماضي

كان مفاجئا لمن لا يدركون حقيقة وطبيعة الشعب الفلسطيني ،وعمق انتمائه لأمته ومدى اعتزازه بهويته الحضارية العظيمة، أن تحقق هذه الحركة الوليدة خلال فترة الإنتفاضة الأولى (مرحلة إثبات الذات )، ولتحقق في سنوات الإنتفاضة الثانية (مرحلة التميز والريادة ) في الأداء الجهادي  العسكري على الأرض الفلسطينية المحتلة ، وهو ما مكن لشعبنا في غزة أن يفرض على العدو الصهيوني أول انسحاب عسكري لجيشه ، وتفكيك كامل المستوطنات في غزة الأبية ، دون قيد أو شرط.

ومن خلال موقعها القيادي والسياسي في الحكومة العاشرة السلطة الفلسطينية ، قدمت الحركة كامل الغطاء السياسي والإعلامي والمعنوي  لقوى المقاومة الفلسطينية ، لأعلى تجليات وإبداعات المقاومة والتي تمثلت بأسر جنود صهاينة ، وإبرام صفة الافراج عن أبطالنا في صفقة وفاء الأحرار ، ومواجهات عسكرية ضد الجيش الصهيوني ، فاجأت العدو الصهيوني وحلفاءه .

لقد استخدم ضد الحركة وخاصة في مرحلة رئاستها للحكومة الفلسطينية العاشرة ، كل الأدوات التي يمكن أن تستخدم في الصراع ضد الدول فعمليات استهداف الرموز والقادة بالاغتيال والاعتقال والإبعاد كان المبتدأ ، ثم بعدها سلسلة عمليات الشروع بتنفيذ أول ( إنقلاب ) عسكري مكتمل الأركان ضد الحكومة الفلسطينية ، وبإشراف غرفة عمليات مدعومة من أطراف أقليمية ودولية، فيما حاول البعض تفجير الوضع الداخلي عبر موجة فلتان أمني في القطاع من خلال حركات ” تمرد” أو استنساخ واستدعاء تنظيمات التطرف الإسلامي، وصولا إلى محاولات تحريض البيئة المجتمعية الحاضنة للمقاومة عبر إحكام الحصار السياسي والاقتصادي ، وقطع شريان الحياة بإغلاق وإغراق الأنفاق ، وحرمان القطاع من وقود محطات الكهرباء ، وأخيرا التحلل من الالتزامات الوطنية فيما يخص حقوق موظفي السلطة الفلسطينية ، وتعطيل الإعمار ، ورفض تشغيل معبر رفح.

في ظل حالة السيولة السياسية التي تغرق منطقتنا العربية بأمواجهاالعاتية،وتسنزفها وتهدد مستقبلها ، كل ذلك يفرض على الجميع ، وحماس فيالمقدمة منهم ، أن نتقدم جميعا في خطوة جريئة وقوية وسريعة، لاعتماداستراتيجية وطنية موحدة ، تحقق الشراكة الوطنية الكاملة للجميع  في إدارةالقرار الفلسطيني ، بما يحقق على الأرض فرض الإرادة الوطنية الفلسطينية علىالعدو الصهيوني .

رغم كل ما سبق ، فقد صمدت حركة حماس ، وازدادت تجذرا ، بل وأسقطت كل رهانات الأطراف المحلية والاقليمية والدولية، بإنكسارها أو عزلها أو استئصالها ، لتصبح اليوم عنوانا وطنيا كبيرا،لا تنقطع الوفود الدولية والشخصيات السياسية عن التواصل معها ، وبعيدا عن شروط الرباعية البائسة ـ فيما تتمدد الحركة في محيطها الاقليمي والاسلامي والدولي ، عببر شبكة علاقاتها الشعبية والسياسية والدبلوماسية.

إن حركة فلسطينية بهذا الأداء الوطني المتميز ، وبهذا الحضور العربي والاسلامي والدولي ، وبما قدمته من إنجازات  وطنية، ليس هنا موضع تسويقها ، يجعل منها وبكل أمانة وموضوعية ،إضافة نوعية لرصيد الثورة الفلسطينية ،وسندا قويا يطمئن إليه شعبنا الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني ومشاريعه المشبوهة .

من هذا الموقع الوطني الذي تمثله حركة المقاومة الاسلامية حماس ، فإنها تعتقد أن طبيعة التهديدات الصهيونية التي تطال الوطن بكل ما فيه من انسان ومقدسات وأرض وسيادة وهوية، وكانت السبب الرئيس لاندلاع الإنتفاضة الثالثة ، أنتفاضة القدس ، وفي ظل حالة السيولة السياسية التي تغرق منطقتنا العربية بأمواجها العاتية،وتسنزفها وتهدد مستقبلها ، كل ذلك يفرض على الجميع ، وحماس في المقدمة منهم ، أن نتقدم جميعا في خطوة جريئة وقوية وسريعة،لاعتماد استراتيجية وطنية موحدة ، تحقق الشراكة الوطنية الكاملة للجميع  في إدارة القرار الفلسطيني ، بما يحقق على الأرض فرض الإرادة الوطنية الفلسطينية على العدو الصهيوني .

إن خطوة كهذه لا يمكن أن تنضج دون لقاء وطني قيادي للإطار القيادي المؤقت  للمنظمة ، وعلى قاعدة الاستعداد المسبق لتقديم الأطراف المعنية كافة الالتزامات الوطنية الواجبة  ، بعيدا عن أية حسابات حزبية أو فئوية أوجهوية تسيء للوطن أو تنال من صمود شعبنا العظيم .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....