الخميس 01/مايو/2025

المقدسي.. صراع على البقاء بعد احتلال 86 % من أراضيه

المقدسي.. صراع على البقاء بعد احتلال 86 % من أراضيه

يعيش المواطن المقدسي في مدينته المحتلة أيامه على أمل أن تعود يوماً كما كانت عليه قبل احتلالها، فيما لا تتوقف محاولاته السعي لانتزاع الحق المسلوب منذ سنين طويلة، في صراع على البقاء بين الحق المقدسي والواقع الاحتلالي.

أكثر من 86 % من الأرض احتُلّت ولم يتبقَّ لهذا المقدسي سوى نسبة ضئيلة من أراضيه التي يهدّدها كابوس الهدم، سواء بإصدار أمر صهيوني أو الإنذار بذلك.

عائلة الجعفري نموذج للمعاناة

عائلة المواطن محمود الجعفري “أبو يوسف” (52 عاماً) القاطنة في منطقة تربط ما بين بلدة “سلوان” شرق القدس المحتلة وبلدة “جبل المكبّر” جنوب شرق المدينة، هي واحدة من تلك العائلات التي تؤرّقها إنذارات الاحتلال الإسرائيلي بهدم منازلها وتشريد أفرادها.

وأخطرت سلطات الاحتلال عائلة “أبو يوسف” بهدم مساكن ثلاثة من أبنائه وعائلاتهم، بالإضافة إلى عدد من المحال التجارية المملوكة للعائلة؛ ما يهدّد بقطع أرزاق العائلات الفلسطينية التي تعتاش منها، وذلك بحجة البناء بدون ترخيص.

يقول المواطن الجعبري في حديث لـ”قدس برس”، “منذ شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، والاحتلال يشنّ حملة تصعيدية ضدّنا في منطقة الجسر، ودوريات الاحتلال تمرّ من هنا صباحاً ومساءً، تنكّل بالمواطنين وتقوم بتسليم مخالفات لهم”.

ويضيف “نحن نعيش الآن أصعب الأحوال، بيوتنا ومحالنا وأماكن رزقنا مهدّدة بالهدم بحجة أنها غير مرخصة”، متسائلاً باستنكار “من منّا لا يريد الترخيص؟ فجميعنا نسعى للحصول على تراخيص بناء، لكن بلدية الاحتلال لا تُريد، والأمر ليس سهلاً كما يتصوّر البعض، فنحن ندفع ما خبّأناه طيلة سنوات من الأموال المدّخرة من أجل شرفة منزل وليس منزلاً كاملاً”.

وأشار إلى مداهمة بلدية الاحتلال في بداية الشهر الماضي منزله، وتسليمه إخطارًا بهدم الطابق العلوي الذي شيده لابنه وزوجته وطفلته (بناء حديث)، لافتا إلى أن سلطات الاحتلال أخطرت أيضًا إخوته وعائلاتهم، أكثر من مرة بهدم جزئين من منازل قديمة.

ويشير إلى أن بلدية الاحتلال أخطرت عائلته بهدم “كشك” للمشروبات الساخنة على الشارع الرئيس، يعتاش منه أحد شبّان العائلة، “ومنذ أن تم إبلاغه ورزقه مقطوع، فهو لا يستطيع فتحه”، إلى جانب مطعم ومحل للبقالة وملحمة، الأمر الذي ألحق الضرر بما لا يقل عن ثلاثين شخصاً من أفراد العائلة.

محمود الجعفري، مواطن آخر من عشرات آلاف المقدسيين المهدّدة منازلهم بالهدم بحجة البناء بدون ترخيص، يقول “نحن نركض في المحاكم من جلسة لأخرى على مدار السنوات، وندفع مئات آلاف الشواكل كمخالفات لعدم الهدم”.

ولكنه يؤكد أن بلدية الاحتلال في النهاية “لا تكترث لتلك المحاكم، وفجأة تجد آلياتها والجنود المدجّجين بالأسلحة يخلعون عليكَ باب بيتك، مطالبين بخروجك وعائلتك بالعراء، ويقومون بالهدم دون سابق إنذار”، بحسب قوله.

20 ألف منزل مهددة بالهدم

ويؤكد مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد حموري، أن أكثر من 20 ألف منزل فلسطيني يمتلك أفرادها أوامر هدم من محاكم الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، منوهاً إلى أن “هذه الأرقام من شرطة وبلدية الاحتلال”.

ويشير حموري، إلى أن إخطارات الهدم الإسرائيلية استهدفت بين 4 إلى 5 آلاف منزل مقدسي، مشيراً إلى وجود أوامر هدم جماعية في أحياء كـ”البستان” و”العباسية” في بلدة “سلوان”، موضحاً أن 117 منزلاً من منازلها مهدّدة بالهدم، ويواجه أصحابها خطر التهجير والتشريد، لصالح مخططات بناء حدائق توراتية ومخططات استيطانية أخرى.

وحول صعوبة الحصول على تراخيص البناء في المدينة؛ يوضح الحموري لـ “قدس برس” أن الصعوبات تكمن في حصول المقدسي على تراخيص بناء، حيث يحتاج الترخيص من 5 إلى 8 سنوات، إضافة إلى التكاليف التي تصل من 50 إلى 60 ألف دولار، أي ما يقارب مائتي ألف شيقل.

ويبين أن هذه الصعوبات لها علاقة بالاحتلال، فبعد ضم القدس واعتبارها جزءاً من “الكيان الإسرائيلي”، تمت عملية مصادرة 86 بالمائة من أراضيها لصالح الاحتلال والمستوطنات والمشاريع التهويدية، في حين تبقّى للمقدسي 14 بالمائة فقط.

50 ألف وحدة استيطانية


ومنحت بلدية الاحتلال تراخيص بناء لـ 166 منشأة في العام الجاري في مناطق شرق القدس المحتلة بحسب ما نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية مؤخراً، ولكن مدير “مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية” شكّك في صحة هذه الأرقام، منوهاً إلى مصادقة حكومة الاحتلال على أكثر من 50 ألف وحدة استيطانية سيتم العمل على بنائها ضمن المستوطنات المحيطة بالقدس.

وفي العام 2013، هدمت آليات الاحتلال الصهيوني 95 منشأة سكنية وتجارية في مدينة القدس وضواحيها، وفي العام 2014 هدمت نحو 100 منشأة سكنية وتجارية بخلاف المقابر، وتشرّد بفعل عمليات الهدم نحو 700 فلسطيني، وذلك بهدف مُعلن من حكومة الاحتلال يتمثّل بتهجير المقدسيين من المدينة وإفراغها بشكل كامل، لبناء المستوطنات وجلب أكبر عدد ممكن من المستوطنين مكانهم، خاصة في المناطق المحيطة بالبلدة القديمة والمسجد الأقصى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأربعاء - عدة غارات على صحنايا في ريف دمشق، بالتزامن مع عملية أمنية ضد...