الأربعاء 03/يوليو/2024

في ذكرى الأولى.. أدوات المقاومة الشعبية حاضرة بقوة في انتفاضة القدس

في ذكرى الأولى.. أدوات المقاومة الشعبية حاضرة بقوة في انتفاضة القدس

مع حلول ذكرى الانتفاضة الأولى التي انطلقت في الثامن من كانون أول عام 1987 يستذكر الفلسطينيون أدوات مقاومتهم الشعبية والتي تميزت بطابع فلسطيني خالص.

وعلى الرغم من أن قوى المقاومة الفلسطينية المنظمة طورت قدراتها العسكرية بشكل تراكمي حتى وصلت إلى قصف قلب مدن الاحتلال الرئيسية بالصواريخ والضفادع البشرية وأشكال التفجير المختلفة، إلا أن المقاومة الشعبية حافظت على أسلحتها الثابتة التي يعاد استخدامها كلما تجددت المواجهة.

الحجر والمقلاع

ويعتبر “الحجر” أحد رموز المقاومة الشعبية الفلسطينية الثابت، والذي ميز الانتفاضة الأولى “انتفاضة الحجارة” وابتدأت به انتفاضة الأقصى في مواجهاتها الشهيرة عقب اقتحام شارون المسجد الأقصى، وعادت لتشكل النكهة الأساسية في انتفاضة القدس الحالية.

واختلفت طريقة استخدام الحجر في المواجهات، فعدا عن الرمي باليد ارتبط أيضا بـ” المقلاع” الذي يلقى به الحجر، حتى نظمت الأهازيج الشعبية والأغاني الوطنية للحجر والمقلاع .

وعلى الرغم من أن المقلاع أداة قديمة جدا مذكورة في كتب التاريخ بما فيها التلمود اليهودي إلا أن مشهد الفتية على مدخل رام الله الشمالي أو حي النقار في قلقيلية أو بيت والخليل وغيرها اليوم وهم يحملون المقلاع في المواجهة يؤكد على استمرار ثقافة المقاومة الشعبية بذات الأدوات التي استخدمها آباؤهم في الانتفاضة الأولى.

المتاريس وإشعال الإطارات والمسامير والمصائد

وحافظت المتاريس والإطارات على مكانتها في الانتفاضتين وإن كان استخدامها تم على نطاق أوسع في الانتفاضة الأولى، حيث إن “المتاريس الحجرية ” عبارة عن حواجز من الحجارة تغلق بها الطرقات أمام دوريات الاحتلال فيما يتم إشعال إطارات السيارات الكبيرة لإحداث الدخان الذي يفصل بين الجنود والمتظاهرين.

ويشكل وضع المتاريس في الشوارع إيذانا ببدء المواجهات لكي تشكل ستارا وعائقا أمام تقدم جنود الاحتلال.

كما انتشر في الانتفاضة الأولى استخدام المسامير والحفر المغطاة في الشوارع قرب المتاريس من أجل الإيقاع بدوريات الاحتلال أو إحداث ثقوب في إطاراتها؛ ولكن ذلك لم يعد مجديا اليوم مع تطور آليات الاحتلال مما جعل منها أدوات غير مستخدمة.

حرب السكاكين

ولئن كانت عمليات الطعن بالسكاكين هي الصبغة العامة للعمليات في الانتفاضة الحالية فإنها امتداد لحرب السكاكين التي أطلقت إبان الانتفاضة الأولى، وكان مفجرها الأسير المحرر بصفقة وفاء الأحرار عامر أبو سرحان وأشرف بعلوجي وغيرهما.

واستمر السكين رفيق درب المقاوم الفلسطيني في وقت عز فيه السلاح ، وكان له مفعول كبير وأوقع بالغ الأذى بالمحتل، سيما وأنه ترافق مع جرأة منقطعة النظير من المقاوم الفلسطيني مما أعطاه ذلك التأثير الكبير.

وظل للسكين أثر كبير على المحتل، فحين تبرز المشاهد والصور لجندي مدجج بالسلاح ينهار أمام شاب يحمل سكين، أو حالة الذعر العامة في الشوارع تخوفا من أن يظهر شخص يحمل سكين بجوار المستوطن وهو يسير في الشارع يكون تأثير السكين أقوى من الرصاص.

اللثام والكتابة على الجدران

وكان اللثام والكتابة على الجدران أحد مميزات الانتفاضة الأولى، حيث العروض العسكرية للفصائل كل بلباسه ولثامه، وهو مشهد لم يتكرر في الانتفاضة الحالية سيما وأن البعد الفصائلي في هذه الانتفاضة غير بارز.

وكانت جميع الجدران في المدن والبلدات تعج بالشعارات بالانتفاضة الأولى، وكانت ممتلكات كل تنظيم في كل بلدة تتضمن إضافة إلى “بدلات التلثيم ” كمية من ” علب الطساس” وكانت قوات الاحتلال تصادرها وتمنع بيعها في المحلات في ذلك الوقت.

وكثيرا ما وجهت تهمة الكتابة على الجدران لمعتقلين وبلغ متوسط الأحكام عليها ستة أشهر، حيث كانت احد وسائل التواصل مع المواطنين في فترة ما قبل الانترنت والهاتف النقال.

المولوتوف

وهي التسمية التقليدية “للزجاجات الحارقة” وهي  الزجاجات الفارغة بعد تجهيزها بمواد أولية متفجرة ومشتعلة وهي أحد التقاليد الموروثة في الحرب الشعبية فلقد استعمل الشعب الفلسطيني الزجاجات الفارغة كأحد أسلحة المقاومة منذ وقت مبكر مما مكنه من تطوير كيفية استخدام هذا السلاح من زجاجة حارقة إلى زجاجة متفجرة، والى زجاجة حارقة ومتفجرة معاً.

وحافظ ” المولوتوف” على أصالته كسلاح شعبي في الانتفاضة الحالية ، وقد ألحق أضرارا كبيرة سيما بمركبات المستوطنين أكثر منه من دوريات الاحتلال المحصنة.

زجاجات الدهان

وقد ميزت “زجاجات الدهان” الانتفاضة الحالية أكثر من الانتفاضة الأولى، حيث يفضل الشبان استخدامها بالمواجهات لأن الاحتلال وبعد أن حصن وطور نوعية دورياته العسكرية لم يعد يجد معها إلقاء الزجاجات الحارقة عليها، فقام الشبان بتطوير الزجاجات الفارغة المليئة بالدهان الأبيض والتي حين تصيب الجيب العسكري يضطر الاحتلال لإعادة دهانه مما يلحق بجيش الاحتلال خسائر مادية كبيرة.
 
بيان صادر عن

كانت البيانات والتعليمات تصل المواطنين خلال الانتفاضة الأولى من خلال سماعات المساجد التي كانت تصدح بشكل مستمر بعبارة “بيان صادر عن…”، وكان المواطنون ينتظرون بيانات تذاع عبر أبواق المساجد كأحد المكونات الأساسية للتواصل في الانتفاضة الأولى.

ولكن التقدم التكنولوجي جعل “الفيس بوك” الأداة الأساسية التي حلت محل ذلك.

إشعال الحرائق

شكل إشعال الحرائق في مزارع الاحتلال ومرافقهم أحد أدوات المقاومة الشعبية في الانتفاضة الأولى، وكان ذلك ردا وكثيرا ما أشعل مواطنون بشكل فردي أو جماعي الحرائق التي كبدت الاحتلال خسائر فادحة، ولكن أسلوب إشعال الحرائق لم يستخدم حتى الآن في الانتفاضة الحالية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وقال الهلال الأحمر...