السبت 28/سبتمبر/2024

جبل المكبر.. أيقونة الانتفاضة تواجه الهدم والعزل

جبل المكبر.. أيقونة الانتفاضة تواجه الهدم والعزل

بين ثنايا انتفاضة القدس والمواجهات المشتعلة في الأراضي الفلسطينية، تواصل طواقم مشتركة من البلدية وأفراد من شرطة الاحتلال وقوات من “حرس الحدود” اقتحاماتها المتكررة لجبل المكبر جنوبي المسجد الأقصى، وتوزع أوامر هدم إدارية على منشآت سكنية وتجارية.

القرية التي تقع إلى الجنوب الشرقي من القدس، وإلى الشّرق من خط سكة الحديد العثمانية القديمة تبرز اليوم كحاضنة للثوار والعائلات التي عرفت بتاريخها المقاوم، ومؤخراً علا نجمها سطوعاً عندما خرج منها المقدسيان علاء أبو جمل وبهاء عليان وغيرهما ثائرين ضد انتهاكات الاحتلال.

وحول آخر الانتهاكات، يقول أحمد شقيرات (٥٦ عاماً) لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”، إن طواقم بلدية الاحتلال سلمته أمس أمر هدم لمنزله المكون من طابقين، مشيرا إلى أن البناء شيد في العام ١٩٥٦، وفي العام ١٩٩٠ أدخل تعديلات على البيت بقسمته إلى جزأين، وأضاف حماما ومطبخا فقط إلى البناء القديم، مؤكداً أن أمر الهدم يشمل المبنى بكامله.

 
ويضيف أنه “منذ استشهاد أبناء (أبو جمل) لم تفارق طواقم البلدية جبل المكبر، وتشرع بتصوير كل شارع الصلعة (الشارع الأمريكي) على الجانبين، وكذلك منطقة (دير السنة)، وتحرر لمعظم المحال التجارية في المنطقتين مخالفات على اللافتات وترخيص المحال التجارية، وتخلل ذلك مداهمات ضريبية بعد أن أغلقت الشرطة وقوات حرس الحدود الشارع الرئيس.

 
بدوره يقول مراد ماهر (أبو آدم) أحد أصحاب المحلات التجارية في شارع الصلعة لـ “المركز الفلسطيني للاعلام”، إنه “منذ بداية الشهر تلقيت ٦ مخالفات من موظفي البلدية على نفس القضية، من بينها قرار هدم إداري تعسفي مع العلم أن المحل مستأجر، في حين تلقى صاحب المحل أمر هدم للبيت والمحلات التجارية الخمس المجاورة.

 
ويشير أبو آدم، إلى أنه “على مدار الأسبوع الماضي داهمتنا طواقم البلدية ١١ مرة بحماية الشرطة وحرس الحدود تلقيت خلالها من نفس موظف البلدية ٧ مخالفات، كل منها ٤٧٥ شيكلا على اللافتة، ودار نقاش استفزازي عندما قلت له إنك بالأمس خالفتني، وأنا بصدد استصدار رخصة للافتة، كان رد موظف البلدية بالحرف سأداهم المحل كل يوم”.

 
ويتابع: “المشكلة أن سيارات البلدية في السابق لم نكن نراها، اليوم هي منتظمة في دوامها الرسمي في المنطقة، كل أيام الأسبوع، حتى يوم السبت حرر نفس الموظف لي مخالفة”.

 
ويقول هذا الرجل إنه تم توزيع ٨ أوامر هدم لمنازل بعضها مكون من ثلاثة طوابق، كذلك تم توزيع أوامر هدم لـ ١٤ محلا تجاريا في هذا الشارع فقط، (شارع الصلعة).

 
فيما يوضح سليمان مطر مسؤول لجنة الأراضي أن طواقم البلدية وزعت أمس عددا من أوامر الهدم الجديدة في منطقة “دير السنة”.

 
ويبين أن “هذه الأوامر غير واضحة بعد، ولم يتم تحديد عددها نظراً لمداهمة موظفي البلدية مع قوات كبيرة من الشرطة و”حرس الحدود” الصهيوني”.

وكحال باقي أحياء القدس المحتلة، يحيل الاحتلال بلدة جبل المكبر سجنا كبيرا لآلاف المواطنين، من خلال إحاطتها بالمكعبات الإسمنتية، والدخول والخروج منها أصبح عبر البوابات والحواجز الصهيونية.

عذابات الحياة تتجلى بإجرام صهيوني، يتحكم بتفاصيل الحياة برمّتها، ويقابل السكان هذه الإجراءات بثبات وصمود منقطع النظير.

 
ففي خطوة عقابية، يصفها المقدسيون بـ”العنصرية والحقد”، بدأت قوات الاحتلال مؤخراً بإقامة أجزاء من جدار فاصل يعزل المنازل الفلسطينية المحاذية لشارع المدارس في حي جبل المكبر، عن إحدى المستوطنات الصهيونية، لتبقى أيقونة المقاومة معزولة وثائرة ضد إجراءات الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات