السبت 29/يونيو/2024

28 عاما على الأولى.. الفلسطينيون يبحثون عن وطن بانتفاضتهم الثالثة

28 عاما على الأولى.. الفلسطينيون يبحثون عن وطن بانتفاضتهم الثالثة

قبل 28 عامًا، اندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى، أو “انتفاضة الحجارة”، من مخيم جباليا للاجئين، شمالي قطاع غزة، ثم انتقلت إلى كافة المدن والمخيمات؛ لتبدأ مرحلة من الكفاح الوطني، نحو الحرية واسترجاع الحقوق السليبة.

ويعود سبب الشرارة الأولى لهذه الانتفاضة، إلى قيام سائق شاحنة صهيوني بدهس مجموعة من العمّال الفلسطينيّين (قتل 4 آنذاك وفق مصادر فلسطينية) على حاجز بيت حانون “إيريز”، شمالي قطاع غزة. 

وأطلق الفلسطينيون اسم “انتفاضة الحجارة”، على الانتفاضة الأولى، التي انطلقت فعليا في (9 ديسمبر / كانون أول 1987)؛ لأن الحجارة كانت الأداة الرئيسية فيها، إضافة إلى استخدام “الزجاجات الحارقة”، والأسلحة الشعبية البدائية. 

إحصاءات

 وتقدر حصيلة الشهداء الذين قضوا على أيدي قوات الاحتلال أثناء انتفاضة الحجارة، بنحو 1162 شهيدًا، بينهم حوالي 241 طفلا، فيما وصل عدد الجرحى إلى نحو 90 ألف جريح، فضلاً عن تدمير ونسف 1228 منزلاً، واقتلاع 140 ألف شجرة من الحقول والمزارع الفلسطينية. 

أما في جانب الاحتلال الصهيوني، فقُتل 160 فقط، وفق إحصائية صادرة عن مركز المعلومات “الإسرائيلي” لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسيلم”. 

وتم اعتقال ما يقارب من 60 ألف فلسطيني من القدس، والضفة، والقطاع، والأراضي المحتلة منذ عام 1948، وفق إحصائية أصدرها مركز الأسرى للدراسات (فلسطيني مستقل) في مارس/ آذار عام 2008. 

وخمد أوار الانتفاضة مع توقيع اتفاقية أوسلو بين الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993. 

الانتفاضة الثانية


وبعد سبع سنوات، خمدت فيها الانتفاضة، وسجلت العديد من العمليات النوعية والاستشهادية لكتائب القسام، التي تحدت إجراءات الاحتلال والسلطة معا، انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي عرفت باسم “انتفاضة الأقصى” فقد اندلعت في 28 سبتمبر/ أيلول 2000 ، عقب اقتحام رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق “أرئيل شارون”، المسجد الأقصى، برفقة قوات كبيرة من جيش الاحتلال.

وتميزت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، مقارنة بالانتفاضة الأولى، بكثرة المواجهات وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، مع بروز الأداء الميداني لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” وكذلك كتائب الأقصى الجناح العسكري لحركة “فتح” وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وغيرهم من فصائل المقاومة. 

وشهدت الانتفاضة الثانية، تطورًا في أدوات المقاومة الفلسطينية، مقارنة بالانتفاضة الأولى، التي كان أبرز أدواتها “الحجارة” و”الزجاجات الحارقة”. 

وبعد أن تم احتواء حالة الانتفاضة بشكل أو بآخر، عادت لتندلع من جديد على وقع تصاعد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، ومحاولة فرض التقسيم الزماني، وزيادة وتيرة التهويد في القدس المحتلة بالتوازي مع تصاعد اعتداءات المستوطنين.

وبشكل فعلي انطلقت انتفاضة القدس، كانتفاضة ثالثة، مطلع أكتوبر/تشرين أول الماضي، بعد أن بدأت بعملية نابلس البطولية التي أدت لمقتل مستوطنين، واستمرت حتى اليوم، مقدمة 117 شهيدا بينهم 25 طفلا و5 سيدات.

المشهد يعيد نفسه

ويؤكد الكاتب السياسي، هاني حبيب، أن حوادث رشق الحجارة اليوم على كافة مناطق التماس مع الاحتلال، وعمليات “الطعن” تعيد إلى الأذهان، الانتفاضة الأولى. 

وأضاف لوكالة الأناضول: “الانتفاضة الأولى اندلعت، بسبب الظلم، والانتهاكات الصهيونية، المتواصلة، اليوم، المشهد يعيد نفسه، فتية وشبان ملثمين، بيدهم الحجر والمقلاع، يقاومون جيش الاحتلال؛ رفضا لمصادرة أراضيهم وتهويدها”. 

ويؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، ناجي شراب، أن المواجهات الجارية تشبه في أحداثها ومكوناتها الانتفاضة الأولى. 

وقال: “من حيث الأدوات، الحجر والسكين، كما أن الانتهاكات الإسرائيلية تتواصل بنفس الوتيرة وأشد، وهو ما قد يدفع الفلسطينيين إلى إشعال انتفاضة ثالثة”. 

غير أن شراب قال إن “نجاح الهبة، وتحويلها إلى انتفاضة يحتاج إلى خطة استراتيجية وطنية، تتوحد خلفها كافة القوى والفصائل الفلسطينية. 

وتابع: “من غير المعقول، أن تحدث كل هذه الإنجازات والتضحيات على الأرض في السنوات السابقة، والآن دون أن يجني الفلسطينيون ثمارها، يجب توحيد الصفوف، وتشكيل قيادة موحدة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات