السبت 29/يونيو/2024

الفتى أيمن العباسي .. تحرر من سجون الاحتلال لينال الشهادة

الفتى أيمن العباسي .. تحرر من سجون الاحتلال لينال الشهادة

بعد أقل من عامعلى تحرره من سجون الاحتلال، رحل الفتى أيمن سميح العباسي، شهيدًا، قبل أن تكتحل عيناهبرؤية شقيقه محمد الأسير في سجون الاحتلال؛ فيما تزايدت أحزان العائلة في ظل تعرضهالجريمة تلو الأخرى من جرائم الاحتلال.

 

وارتقى الفتى العباسي(17 عاماً) شهيدا الأحد (29-11) بعد نصف ساعة من إصابته برصاص قوات الاحتلال النارفي مواجهات بحي رأس العامود ببلدة سلوان شرقي مدينة القدس المحتلة.

 

وقالت والدة الشهيدوهي تحمل صورته لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إن نجلها استشهد خلال مواجهاتمع قوات الاحتلال بعد إصابته برصاصة حية في الصدر أفقدته حياته، مشيرة إلى أنه أصغرأبنائها واعتقل قبل ذلك في سجون الاحتلال.

 

 

28 شهرا قيد الأسر

 

وقضى العباسي منعمره 28 شهرًا، ما بين الاعتقال والسجن المنزل، قبل أن تتوج تضحياته بنيل الشهادة.

 

ويؤكد رئيس لجنةأهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين، أمجد أبو عصب، أن الشهيد تحرر من الأسر في الخامسمن شهر فبراير / شباط الماضي، بعد أن أمضى مدة عام ونصف داخل سجون الاحتلال، ومكث قبلهامدة 10 أشهر رهن الحبس المنزلي.

 

وتقول عمة الشهيدالتي كان يعيش عندها خلال فترة السجن المنزلي: “كان طيبا، ذا قلب حنون، ذكيا للغاية،ولديه عزة نفس لم تفارقه أبدا، والابتسامة لم تغب عنه بالرغم من كل الظروف التي عاشهاوحتى في نعشه كان مبتسما”.

 

 

يوم الاستشهاد

 

يوم استشهاد أيمنكان طبيعيًّا بالنسبة له، ذهب إلى عمله الجديد صباحًا، عاد في الخامسة مساء، تناولالوجبة الأخيرة واستحم، قبل بدء المواجهات المعتادة بين قوات الاحتلال والشبان، سمعأيمن الأصوات وتوجه لمكان المواجهات في حي رأس العامود، وما هي إلا دقائق حتى اخترقالرصاص جسده الصغير، واستقر في صدره ليرتقي شهيدا.

 

أصيب أيمن، ذو الجسدالصغير خلال المواجهات.. حمله الشبان إلى المركز الطبي القريب في عين اللوزة، وفي تلكاللحظات أعلن عن استشهاده.

 

 

وفور تواتر الأنباءعن استشهاده، تصاعدت المواجهات مع الاحتلال، الذي استدعى قوات إضافية سارع نصفها لاقتحامالمركز الطبي لاختطاف جثمان أيمن وضمه إلى الجثامين المحتجزة لديهم.

 

ويقول شهود عيان،إن الشبان نجحوا في إخراج الجثمان بسرية تامة إلى بيته، فيما احتجزت قوات الاحتلالالأطباء والممرضين والمرضى في المركز الطبي الذي نقل اليه، كذلك اعتدت بالضرب على المسعفين.

 

وبعد أكثر من ساعتينغادرت قوات الاحتلال المركز الطبي، فيما كانت سلوان ورأس العامود عبارة عن ثكنة عسكرية،دون أن يمنع ذلك توافد المئات لمنزل عائلة الشهيد.

 

 

أمنية لم تتحقق

 

عاش الشهيد أيمنفي منزل صغير لعائلة بسيطة، عُلقت على جدرانه صور لشقيق الشهيد، الأسير محمد، المحكوملمدة سبع سنوات، أمضى منها ثلاثًا.

 

تقول عمته لمراسل”المركز الفلسطيني للإعلام“: “كانت أمنيته أن يرى شقيقه.. أن يزورهويتحدث معه، كانا يلتقيان في المحاكم، عندما كان أيمن في الأسر، وبعد ذلك حاول أيمنبكل الطرق أن يستصدر تصريحا لزيارته لكن بلا جدوى كونه أسيرا سابقا”.

 

 

العصفور الحزين

 

وفي منزل الشهيدأيضا، عصفور وحيد حزين، في غرفة أيمن، يقول عمه: “عندما كان أيمن في الأسر كنانستذكره بعصفوره.. كان يحبه كثيرا ويعتني به أكثر من أي شيء آخر”.

 

وقبل نصف ساعة مناستشهاده قال أيمن لابن عمه إنه يتمنى الشهادة، وقد حقق الله له أمنيته.

 

وترك استشهاد أيمنوهو “آخر العنقود” جرحًا عميقا لدى والده، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة،فقد كان سندا وعونا له.

 

ولم يخف الوالدحزنه وألمه على فقدان الشهيد، “حبيب الروح” كما وصفه، فيما عمت حالة من الحزنحي راس العمود في بلدة سلوان على فراقه فيما تفتقده ساحات المواجهات اليومية مع الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات