الخميس 01/مايو/2025

تركيا.. مؤتمر حول البلاد العربية في العهد العثماني

تركيا.. مؤتمر حول البلاد العربية في العهد العثماني

انطلقت في مدينة إسطنبول، الجمعة، فعاليات المؤتمر العلمي العالمي حول البلاد العربية في العهد العثماني، بتنظيم من وقف “دراسات العلوم الإسلامية” التركية، وكلية الشريعة في جامعة إسطنبول، وتستمر فعالياته أربعة أيام.

ويتضمن المؤتمر، الذي يشارك فيه عدد من المختصين والعلماء العرب والأتراك، مجموعة من الجلسات النقاشية العلمية، التي تتناول فلسطين والقدس، وشبه الجزيرة العربية، والخليج، وبلاد الشام، ومصر، وشمال أفريقيا، في العهد العثماني اجتماعياً وثقافياً، إضافة إلى الحديث عن الأوقاف في العالم العربي خلال ذلك العصر، ومواضيع مختلفة أخرى.

وفي الجلسة الافتتاحية، قال صالح توغ، البروفسور في جامعة “مرمرة”، ورئيسها: إنه “جرى الإعداد للمؤتمر منذ نحو عام، وكانت هناك جهود مكثفة لإخراجه، وتم اختيار المواضيع من خلال أكاديميين”.

وأضاف: “حالياً تلتفت الأنظار إلى المنطقة العربية على مستوى العالم، وهذه الجغرافية هي منطقة مركزية شهدت العديد من الأحداث العالمية، والعثمانيون حكموها لمدة 600 عام”.

من ناحيته، قال عدنان دميرجان، وهو دكتور في كلية “الشريعة” بجامعة “إسطنبول”: إن “إسطنبول أخت كل العواصم العربية، والدولة العثمانية كانت حافلة بالقوميات والعرقيات والخبرات”، معرباً عن رغبته بتأسيس علاقات جيدة مع الدول العربية والإسلامية.

كما قال مرتضى بدر، عميد كلية الشريعة بجامعة إسطنبول: إن “هذا المؤتمر العلمي يناقش عدة مواضيع  بدءاً من الحجاز، ووصولاً إلى مختلف بقاع العالم العربي، في ظل الإدارة العثمانية”، مشيراً إلى أن تلك الفترة شهدت تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية متعددة.

ولفت إلى أن “حكم العثمانيين لمصر والشام والحجاز، كان له دور كبير في ارتقاء مكانتها، وارتفاع مستوى العلم فيها”.

ورأى أن “التاريخ المعاصر للحجاز هو فقط من وجهة نظر علمانية، ويجب إعادة كتابته مجدداً، ليساهم في فهم المنطقة والعالم الإسلامي”. وقال بدر: إن “إعادة فهم فلسفة الإسلام السمح العائد للمعلم الأول رسول الله محمد، ربما يمكن من تجاوز الخلافات الحالية بالعالم الإسلامي وسيفتح آفاقاً عديدة كثيرة”، على حد تعبيره.

من جانبه، قال محمود آك، رئيس جامعة “إسطنبول”: إن “الأمة الإسلامية بحاجة للتآخي والتعاضد، ومن هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر، والتاريخ التركي كان يهدف لرفع كلمة الله، وقد كان لهم حكم هذه المنطقة، رغم اختلاف العادات والتقاليد”.

وأضاف إن “العثمانيين وجدوا الحكم أمانة وفرضوا العدالة دون تمييز، وبعد فتح سوريا ومصر والحجاز أسس الحكم بشكل أفضل، وعندما دخلت أمور خارجة عن الدين إلى المسلمين، بدأت الفروق تظهر بين مختلف المكونات، وصولاً إلى البقاء تحت حكم الإمبرياليين”.

كما قال رئيس وقف دراسات العلوم، علي أوزك: إن “أكبر نجاح للعثمانيين هو احتواء جميع الأفكار والمعتقدات، وجعلها تعيش في بوتقة واحدة، وسبب المشكلة في منطقة بلاد الشام هي المذهبية، التي لا توصل إلى شيء، والابتعاد عن المذهبية يؤدي إلى الحل”.

كذلك ألقى الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، محيي الدين القره داغي، كلمة قال فيها: إن “التاريخ الجميل للعثمانيين حاول كثيرون تسميمه ونعته بالاحتلال، ونحتاج كثيراً لإزالة الركام الكامل من هذه الترسبات التاريخية والثقافية، التي ركز عليها المستشرقون”.

وأوضح أن “الدولة العثمانية العليا حملت راية الإسلام والدفاع عنه أكثر من 600 عام، واعتمدت الشريعة الإسلامية دستوراً لها، وكانت فتوحاتها وجهادها باسم الإسلام، وكونت قوة عظمى وحضارة مزدهرة في مختلف مجالات الحياة، ولولا قيام الدول الأوروبية التي حاربت الدولة العثمانية وطردت معظم المسلمين من هذه البلاد، لكان المسلمون فيها يشكلون نسبة كبيرة في أوروبا الشرقية”.

وأشار إلى أن العثمانيين وسعوا رقعة العالم الإسلامي بالفتوحات في أوروبا، وكان لهم منجزات منها حماية الوحدة الإسلامية، وبقاء الأمة وإيجاد وحدة طبيعية، وحماية اللغة العربية، وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار بضعة قرون، ومنع انتشار المذاهب الباطنية”.

وشدد على أن “الدولة العثمانية، كانت الحصن الحصين للسنة، ومنعت الزحف الأوروبي للمنطقة، ومنعت اليهود من استيطان سيناء، والهجرة لفلسطين”.

وأوصى القره داغي، المؤتمر “بدراسة الوثائق العربية، وترجمتها للغات الأخرى، والبحث عن المشتركات الجوهرية، وأن تذكر الأدوار الحضارية للعثمانيين مع غير المسلمين، والاستفادة بالمقارنة بين الدول العربية في ظل العثمانيين وما بعدهم”.

وآخر الكلمات في الجلسة الافتتاحية، كانت للدكتور المصري محمد حرب، الذي قال: إن “إسطنبول ليست للأتراك فقط؛ بل لكل المسلمين (…) الطلبة العرب درسوا في الغرب وتعلموا التاريخ هناك من القساوسة، ما جعلهم  يكرهون العثمانيين”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات