الإثنين 08/يوليو/2024

بيع التأشيرات.. سفير فلسطين في صربيا صراع نفوذ أم فساد مبطن؟

بيع التأشيرات.. سفير فلسطين في صربيا صراع نفوذ أم فساد مبطن؟

كشفت الجريدة الرسمية الصربية “بليتس” على صدر صفحتها الأولى وبـ”البنط العريض” بأن سفير فلسطين لدى صربيا “محمد نبهان” يبيع تأشيرات للمهاجرين للدخول إلى صربيا ومنها إلى أوروبا مقابل 5000 يورو لكل تأشيرة مستغلًا العلاقة الطيبة بين البلدين.

نبهان، الذي التزم الصمت عدة أيام، خرج بتصريح صحفي يتهم بدوره القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، بمحاولة تلفيق هذا الاتهام به، في حين لم تخرج وزارة الخارجية الفلسطينية أو السلطة بأي تصريح ينفي القضية، أو حتى يوضح طبيعة ما يتم تداوله.

هذا الاتهام الموجه لنبهان بتجارة التأشيرات، لم يكن الأول، فقد جرى الكشف سابقاً عن تورطه بتهريب تحف وآثار لقصر رئيس السلطة محمود عباس في عمان، وفقا لما كشف عنه مصدر خاص لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”.

التفاصيل

بحسب ما نقلته الصحيفة الرسمية الصربية الأسبوع الماضي، فإنّ حجم تجارة السفير الفلسطيني وصلت إلى 125 تأشيرة خلال النصف الأول فقط من العام 2015، لافتةً إلى أنّ حجم التجارة بالتأشيرات وصل إلى مبلغ ٨٠٠ ألف يورو.

ووفقا للصحيفة، فإن التحقيقات لا تزال جارية لكشف كواليس القضية، فيما كشفت التحقيقات المبدئية أن معظم زبائن السفير نبهان، يتميزون بصفة vip فقط لقدرتهم على دفع المبالغ المطلوبة.

ووفقا لمصادر الصحيفة الصربية، فإن السفير الفلسطيني، بدء بعمله منذ فترة لم تحدد بعد، واستمر على هذا الحال إلى 19 يونيو 2015، وقام بمحاولة التنسيق للاجئين فلسطينيين ضمن قائمة يتم اعتمادها شهرياً وفق اتفاق بينه وبين موظف كبير في وزارة الداخلية الصربية، وهذه القائمة تخص لاجئين فلسطينيين سيدخلون إلى صربيا عبر قبرص.

وكشفت الصحيفة أن السفير الفلسطيني في بلغراد تقدم عبر قنصلية صربيا في اسطنبول بطلب تأشيرات دخول لهؤلاء الأشخاص، وأن السفير له علاقة مع مالك مجزرة “حلال” في بلغراد، يدعي زكي ناصر موسى البواب، ويقوم ببيع تأشيرات الدخول لصربيا بمبلغ 3000 إلى 5000 يورو لكل تأشيرة، وأن السفير الفلسطيني قام مؤخراً بزيارة اسطنبول عدة مرات لحصوله على نصيبه من بيع التأشيرات.

الخيوط الأولى

ويقول المصدر الصربي أن مجموعة من اللاجئين السوريين (أصل فلسطيني) قدموا إلى مطار بلغراد فعلاً عبر قبرص تم توقيفهم وإعادتهم من حيث حضروا رغم وجود تأشيرات دخول، وحاول السفير الفلسطيني التدخل لحل مشكلتهم بالاتصال مع موظف كبير في وزارة الداخلية الصربية، وتدخل أحد رجال أمن بلغراد المشتبه بتجارته بالسلاح، لضمان عدم توقيف اللاجئين وإرجاعهم مرة أخرى.

ويضيف مصدر صحيفة صربيا “بليتس” المقرب من معلومات أجهزة أمن صربية، أن هذه الأجهزة فتحت ملف تحقيق للسفير الفلسطيني بعد الاشتباه باستغلال منصبه، وتوصلت إلى شبكة كاملة لبيع التأشيرات الصربية، من ضمنهم تجار سلاح، وأحدهم مالك أكبر فندق في بلغراد.

صمت السلطة والخارجية

وفي ظل انتشار هذه الأخبار على صدر الصفحات الأولى للصحف الصربية وعلى الصحف ومواقع الانترنت العربية والفلسطينية، إلا أن السلطة الفلسطينية ووزارة الخارجية ما زالت تلتزم الصمت.

في حين، أكدّت مصادر خاصة لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن وزارة الخارجية بصدد اتخاذ إجراءات تناسب طبيعة الحادثة ضد السفير نبهان، إلا أن مصدراً آخر نفى ذلك وقال إن “هذا الحديث يأتي من أجل تلطيف الأجواء والحد من أن يأخذ الموضوع حجماً كبيراً في وسائل الإعلام وفي أوساط الشارع الفلسطيني”.

وعزا المصدر الخاص لمراسلنا، أنّ ذلك يؤكد ما تتورط فيه كثيراً من السفارات الفلسطينية في دول عربية وغربية، وقال: “لماذا لا تكشف وزارة الخارجية بشكل علني عن أسماء وأرقام سفراء فلسطين عبر موقعها على الانترنت من أجل سهولة التواصل من قبل الجاليات الفلسطينية”.

ولا يستبعد المصدر الخاص أن يكون هناك ربط لدى الخارجية التركية ما بين ملف السفير نبهان، ومنع دخول اللواء توفيق الطيراوي قبل عدة أيام الأراضي التركية، وإعادته من المطار، حيث يشير المصدر إلى أن ردة فعل الخارجية الفلسطينية تجاه منع الطيراوي من دخول الأراضي التركية لم يكن ضمن الرؤية المطلوبة وهذا يعزز من هذه الفرضية

نبهان يتهم دحلان

بعد أيام على نشر القضية بالصحف الصربية، أصدر السفير الفلسطيني محمد نبهان تصريحاً يدافع فيه عن نفسه، متهماً القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان بمحاولة “تشويه صورته”.

وقال نبهان لوكالة “معاً” “أتحدى أي شخص كان سواء فلسطيني أو عربي أن يقول أنني أخذت منه مبلغا من المال مقابل تأشيرة دخول”.

واتهم نبهان القيادي المفوصل محمد دحلان ومن وصفهم بـ”جماعته بالوقوف وراء تلفيق هذه التهمة، وذلك لقيامه بالتضييق على دحلان في صربيا” كما قال، مضيفاً إن “الصحيفة التي نشرت الخبر مملوكة لشركة صهيونية وهي ليست صحيفة صربية رسمية” حسب قوله.

وتابع يقول: إن “شخصا في السفارة الفلسطينية في صربيا كان يعمل عند دحلان سرب معلومات ملفقة وخاطئة وانه عوقب بنقله إلى بلغاريا”.

وأردف نبهان: “خدمت في صربيا سفيرا لـ 10 سنوات واستطعنا تحويل موقف صربيا من دولة ممانعة إلى دولة صديقة صوتت لصالح فلسطين في الأمم المتحدة”.

عجز الخارجية

الكاتب السياسي زهير الشاعر المقيم في كندا عقّب على هذا الأمر، واصفاً إياه بالتقصير من قبل وزارة الخارجية، حيث حمَّلها المسؤولية الكاملة في هذا الشأن.

وقال: “الخارجية تتجاهل بقصد ومع سبق الإصرار متابعة هذا التقصير، ومنع حدوثه في ظل حقيقة وجود كوتات للسفراء مقسمة بين رجالات الصف الأول ووزير الخارجية العاجز عن اتخاذ قرارات سوية في عملية التعيين والاستغناء أو إنهاء الخدمات التي تتم حسب التوجيه والإملاءات بغض النظر إن كانوا مؤهلين دبلوماسياً أم لا”.

وأضاف: “وصل الكثير من السفراء إلى هذه المكانة من خلال المحسوبية والواسطة وذلك لخدمة مصالح معينة بعيداً عن المصلحة الوطنية ضمن حسابات تخضع لمقاييس تبادل المصالح  بينهم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات