الثلاثاء 06/مايو/2025

زيارة كيري .. أهداف متعددة وصولاً لإجهاض الانتفاضة

زيارة كيري .. أهداف متعددة وصولاً لإجهاض الانتفاضة

أثارت زيارة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري المنطقة، تساؤلات عن حقيقة الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها في ظل الأزمات المشتعلة والكبيرة في أكثر من ساحة، وضمنها انتفاضة القدس التي وصمها بـ”الإرهاب”، ولم يخف سعيه لإجهاضها.

مركز القدس لدراسات الشأن “الإسرائيلي” والفلسطيني، قدم قراءة تحليلية لأبعاد الجولة، مبيناً أن التعاطي مع هذا الملف جاء وفق أجندات يريدها أصحابها، منهم من أراد أن يبرز الملف الفلسطيني كهدف أساس في الزيارة، وآخرون وجدوا في ملفات المنطقة المشتعلة أساسا تحتاجه الولايات المتحدة للوصول إلى الملف الفلسطيني؛ بهدف تحقيق تهدئة الأوضاع المشتعلة في الأراضي الفلسطينية “.

لكن اللافت في الزيارة – بحسب المركز- أنها بدأت من الإمارات العربية المتحدة، التي تتميز بعلاقتها الوثيقة مع واشنطن، وصاحبة الموقف المعروف من الربيع العربي، فضلاً عن احتضانها القيادي المفصول من حركة “فتح” محمد دحلان، الذي يبحث عن دور في معادلة القيادة المنتظرة، وتغيير البيئة  السياسية في قطاع غزة.

وأشار المركز إلى أن تدخل كيري – لإجهاض الانتفاضة – جاء مبكرا منذ الشهر الأول للانتفاضة، حيث قام بزيارة الأردن والتقى قادتها، وعقد مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو جملة من المحادثات لـ”سحب البساط من تحت من يريدون التصعيد”.

وأضاف أن “إعلان نتنياهو حينها، حول المسجد الأقصى والتصريحات التي أطلقت حول توسيع أطراف (المتصالحين) مع الاحتلال لم تنجح في إنهاء الانتفاضة والمقاومة، بل على العكس من ذلك جذرت ضرورة رفع سقف الأحداث”.

دوافع كيري

وذهب الباحث في المركز، عماد أبو عواد، إلى أن هناك العديد من القضايا التي كان كيري ينوي تأكيدها خلال الزيارة، وتشمل:

أولا: أن الولايات المتحدة الامريكية، لا تزال اللاعب الأبرز في المنطقة وأن خيوط سياستها تستطيع التدخل في كافة ملفات في المنطقة.

ثانيا: نجدة “إسرائيل” من قبل شخص جون كيري (الديمقراطي)  قبيل الانتخابات الأمريكية الداخلية. 

ثالثا: تهيئة المنطقة إلى مرحلة تغيير في القيادات على حساب (مصر، السعودية) ، لصالح الامارات العربية المتحدة.

مآرب نتنياهو

أما على الصعيد “الإسرائيلي”، فقال أبو عواد، إن أهداف الاحتلال من هذه الزيارة كثيرة  وإن كان ابرزها محاولة إجهاض الانتفاضة، مبيناً أن نتنياهو له مآرب أخرى تتلخص فيما يلي:

أولا: الظهور عالميا كأنه يريد إيقاف شلال الدم في المنطقة، وإلقاء الكرة في الملعب الفلسطيني خاصة في ظل ظهور نوع من العداء الأوروبي لسياسات “إسرائيل” الاستيطانية، التي كان آخرها قرار وسم منتجات المستوطنات “الإسرائيلية” التي أثارت ضجة كبرى في الكيان الصهيوني.

ثانيا: توجيه رسالة للمعارضة “الاسرائيلية” وبعض الأطراف الداخلية التي شككت في قدرة نتنياهو على إعادة تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، خاصة جون كيري. 

ثالثا: إلقاء جزء من العبء الذي شكلته الانتفاضة الحالية من على كتفيه الى الشريك الاستراتيجي الأبرز لـ”إسرائيل” في المنطقة.

رابعا: التأكيد على أن “إسرائيل” لا تزال تمثل الحليف الاستراتيجي الأبرز للولايات المتحدة، خاصة في ظل بروز دور جديد لروسيا في المنطقة وفي ظل تحسن العلاقات الايرانية الامريكية في الآونة الاخيرة والتي عبر عنها الاتفاق النووي الذي أثار غضب “إسرائيل”.

ويصف علاء الريماوي، مدير مركز القدس، زيارة كيري للمنطقة بأنها “زيارة خبيثة”، لافتًا إلى أنها تحمل في طياتها إجهاض الانتفاضة دون أن تقدم أي ثمن للشعب الفلسطيني.

وأضاف أنها “تأتي في إطار محاولة إحياء محادثات فلسطينية “إسرائيلية” لها بداية دون أن يكون لها نتائج حقيقية، وكذلك للضغط على رئيس السلطة، محمود عباس لقبول أي صيغة أمريكية لتهدئة الأوضاع.

الانتفاضة غير قابلة للإجهاض

ويتفق الباحثان الريماوي وأبو عواد، على أن الانتفاضة الحالية تعدت مرحلة القدرة على إجهاضها في ظل بقاء الأوضاع على حالها، خاصة أن هناك وعي فلسطيني في اتجاه تحقيق مكاسب حقيقية على الأرض.

وخلصا إلى أن زيارة كيري للمنطقة لن تتعدى كونها تأتي في إطار تجميلي محكوم عليه بالفشل سلفا من حيث الحراك السياسي وهذا يرجع إلى جملة من المتغيرات:

أولا : السقف السياسي للزيارة، حيث تأتي زيارة كيري تحت ما يعرف “بسقف التحسينات” مقابل وقف الانتفاضة، التي شكلت حالة قلق في صفوف الاحتلال “الإسرائيلي”. 

ثانيا: جعبة كيري خالية من المبادرات السياسية الواضحة، سوى قدرته على ممارسة ضغوط على قيادة السلطة.

ثالثا: تأتي زيارة كيري في ظل وضوح “إسرائيلي” في ملفات الاستيطان، والإفراج عن الأسرى، وشكل التحرك السياسي في هذه المرحلة.

رابعا: يسعى كيري في هذه الزيارة ترميم منهجية العمل بين “إسرائيل” والعرب في الملفين السوري والإيراني، بعد تصدع أجزاء منه بعد الاتفاق مع إيران.
خامسا: تعد “إسرائيل” زيارة كيري فرصة حقيقية، للضغط على أطراف عديدة في المنطقة منها السلطة الفلسطينية وأوروبا.

التأثيرات على الانتفاضة

وعن تأثير الزيارة على الانتفاضة، قال المركز: هناك العديد من الأسباب التي تدفع باتجاه استمرار الانتفاضة واكتسابها زخما جديدا كبيرا، على النحو الآتي:
أولا: فقدان أي أفق سياسي من شأنه ان يقنع الشباب الفلسطيني ايقاف هذه الانتفاضة في ظل تجربة المفاوضات طويلة الامد وعديمة النتائج .

ثانيا: ممارسات “إسرائيل” وقطعان مستوطنيها التي ساهمت في زيادة الغليان الشعبي العارم لدى الشباب الفلسطيني، خاصة نوايا الحكومة “الاسرائيلية” في تقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا واستمرار المشاريع الاستيطانية، والاعتداءات “الإسرائيلية” الوحشية على عموم الشعب الفلسطيني وخاصة الاطفال والفتيات.

ثالثا: فقدان قدرة أي طرف من الاطراف على توقع من أين ومتى من الممكن أن تنطلق الأعمال الفلسطينية ، خاصة في ظل أن أغلب العمليات هي فردية بالأصل ولا يوجد مرجعية تنظيمية لها مما يعقد من مسألة قدرة الأجهزة الأمنية “الإسرائيلية” في اجتثاثها أو القضاء عليها.

رابعا: تقبل كافة أطياف الطيف الفلسطيني لفكرة استمرار الانتفاضة والتأكيد على أنها السبيل الوحيد لنيل الحقوق ولإيقاف نزيف الدم الفلسطيني.

وعبر المركز عن خشيته أن تؤثر الضغوط على السلطة الفلسطينية، في قبول التسويات الاقتصادية على حساب جوهرية القضة في هذه المرحلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...