الأربعاء 26/يونيو/2024

سيشرق من دمنا الصباح.. قالتها الشهيدة أشرقت ثم ارتقت

سيشرق من دمنا الصباح.. قالتها الشهيدة أشرقت ثم ارتقت

“القدس عروس عروبتنا”.. عبارة طالما تغنى بها الفلسطينيون على مر الزمان، لكن ما لا يخطر على البال أن تخطها يد فتاة فلسطينية على دُرجها في صفها بخط عريض، قبل أن تتوجه إلى أحد الحواجز العسكرية حاملة معها سكين مطبخها، وترتقي هنالك شهيدة فتتجسد بذلك ختام مسك لحياة تميزت بها أشرقت بداية وختاماً.

على وقع شهقات البكاء والأنين ووسط وجوه زميلاتها الملبدة بتعابير الحزن والألم، في الصف الثاني الثانوي الأدبي في مدرسة قرطبة الثانوية لبنات في مخيم عسكر القديم، وضع نصب تذكاري للشهيدة أشرقت على مقعدها الخاص.

صورتها وإكليل ورد يتوسط ما خطته أناملها من عبارات، وحقيبتها الدراسية وذكراها الطيبة المنقوشة في نفوسهن وقلوب معلماتها، كان كل ما تركته أشرقت خلفها قبل أن ترتقي شهيدة.

صناعة الحياة

وكانت أشرقت طه القطناني (18 عاماً) من مخيم عسكر الجديد شرق مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة قد استشهدت صباح يوم الأحد بعد قيام مستوطن صهيوني بدهسها ومن ثم إطلاق النار عليها بشكل مباشر بعد محاولتها تنفيذ عملية طعن على حاجز حوارة العسكري جنوب المدينة.

وترفض قوات الاحتلال تسليم جثمان الشهيدة لذويها، فيما تحتجزه إلى جانب أكثر من 30 جثماناً رغم جميع المطالبات بضرورة الإفراج عنهم.

وما إن تلقت مدرسة الشهيدة بطاقمها التعليمي وطالباتها خبر استشهاد “أشرقت” حتى عمت مظاهر الحزن والحداد أروقة المدرسة وساحاتها على طالبة كان لها بصمة مميزة علقت في الجميع من خلال نشاطاتها في الإذاعة الصباحية وما تميزت فيه من شخصيتها القيادية، فيما أعلن عن تعليق الدوام الدراسي، في اليوم الذي كان من المقرر أن يتم فيه تكريم الطالبات المتفوقات ومن بينهن أشرقت.. إلا أن التكريم كان ربانيا بمنحها في ذات اليوم شرف الشهادة.

والد الشهيدة طه قطناني تحدث خلال استقباله من قبل طاقم المدرسة عن علاقاته بابنته الشهيدة القوية والمبنية على أساس المحبة والثقة، فهي لم تكن بمثابة الابنة فقط، بل الرفيقة والصديقة، نافياً رواية الاحتلال المعهودة وزعمه أنها تعاني من مشاكل أسرية وهذا ما جعلها ترغب في إنهاء حياتها.

“ابنتي لم تذهب إلى الموت هربا من الحياة، بل هربت إلى الموت لتصنع الحياة” بهذا وصف الأب والأسير المحرر شهادة ابنته، موضحاً أنها ذهبت بكامل اختيارها، دون وجود ضغط نفسي عليها، فلم تكن يائسة ولا محبطة، إلا أن المحتل لطالما يحاول تشويه صورة من يذهبون إلى الشهادة.

وتابع الأب حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “كانت أشرقت تتابع بشغف واهتمام شديد أحداث الانتفاضة الحالية، وتبكي بحرقة على الشهداء وما سطروا من قصص بطولية، كانت ابنتي تبكي دائما على الأرض المسلوبة، تدعو للأسرى، وتحمل هم الوطن”.

خذلان السلطة


حلمت أشرقت بأن تدرس القانون الدولي لتدافع عن قضايا وطنها، وحلمت أنا بأن تتزوج وأرى أحفادها، لكنها لم تمنحني ذلك، بل منحتني شرف أن أكون أبا لشهيدة، فشكرا أشرقت، قالها والدموع تغلب عيناه.

ويستذكر أبو أشرقت -كما يحب أن ينادى به- كيف كانت تستعين ابنته الشهيدة به في كتابة كلمات الإذاعة الصباحية..ومواضيع التعبير ذات الحس الوطني لأداة اللغة العربية، حيث كان آخر ما كتبت بعنوان: “سيشرق من دمنا الصباح”.
 
ولم يخف قطناني امتعاضه من ردود الفعل الرسمية ولا سيما موقف السلطة وبعض وسائل الإعلام المحسوبة عليها من طريقة تعاطيها مع استشهاد ابنته، وذلك من خلال تجاهلها لهذا الحدث وعدم تلقيه أي برقية تعزية من قبله أو أي اهتمام إعلامي من وسائلهم الإعلامية.

وفي ذات الوقت أبدى شكره وفخره لحركة حماس وقياداتها على موقفها من حادثة استشهاد ابنته خاصا بالذكر القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية وقناة الأقصى الفضائية.

وخاطب قطناني ما وصفه بالمستوى السياسي الفلسطيني والعربي الأصم والأبكم بضرورة التدخل الجاد لوقف ممارسات المحتل الظالمة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.. فتجرؤ الاحتلال على الأرض والإنسان من جهة، وصمت العالم عن جرائمه من جهة أخرى هي من يجعل الشباب والنساء وحتى الأطفال في فلسطين أن يركبوا الصعب وينتقون الموت كأصعب الخيارات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...