الإثنين 08/يوليو/2024

الردع الصهيوني يتهاوى أمام إرادة شباب انتفاضة القدس

الردع الصهيوني يتهاوى أمام إرادة شباب انتفاضة القدس

اعترف الاحتلال أخيراً بأنها “إنتفاضة” وليست موجة عابرة، مما استدعى “الكبينت” الصهيوني لعقد اجتماعه من جديد لمحاربة الأحداث الحالية، وخرج بعدة قرارات ككل المرات، لكن الشعب الفلسطيني أيضا خرج له اليوم بمزيد من العمليات، التي أصبح زمام أمورها بيد شبان “انتفاضة القدس” فقط.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” تابع رهانات “الكبينت” واعترافات الإعلام الصهيوني بانهيار منظومة قوة الردع.

قرارات للردع


 فصحيفة “يديعوت أحرونوت” ذكرت أنه وفي اجتماع أمني برئاسة نتنياهو ويعلون وقادة منطقة عتصيون، قرروا زيادة الضغط على حركة حماس في الضفة، عبر اعتقالات إدارية لمن يعرفون باتمائهم للحركة؛ خوفا من إعادة هؤلاء تشكيل التنظيم والخلايا المسلحة بأوامر من قيادتهم في غزة، وفق زعمهم ،علاوة على الاعتقالات التي ينفذها “الشاباك” كل ليلة ضد الحركة.

كما قرروا إبعاد عائلات منفذي العمليات إلى قطاع غزة، ومنع دخول أقرباء منفذي العمليات حتى الدرجة الثانية و الثالثة للعمل في الأراضي المحتلة عام 1948، وخاصة في “غوش عتصيون”، وسحب التصاريح من عائلاتهم ، وملاحقة العمال الفلسطينيين الذين دخلوا بطرق غير قانونية للداخل.

إضافة لذلك فقد قرر نتنياهو والمجتمعون معه إغلاق شوارع و مفترقات رئيسية في الضفة الغربية في وجه حركة المركبات الفلسطينية، ومنع دخول الفلسطينيين لمتجر “رامي ليفي”.

رد سريع وردع يترنح 


وفي سياق الحديث عن العمليات التي حدثت، قالت الصحيفة في مقال لها تحت عنوان ” تحطمت قوة الردع”، إن منفذي العمليات لم يردعهم مقتل زملائهم، ويجب أن نفهم أنه قد يتطور الوضع لهجمات “انتحارية”، لذلك يجب أن نفصل بين اليهود والفلسطينيين بإغلاق جزئي على التجمعات الفلسطينية، وهو السبيل الوحيد للحد من الإرهاب، وفق تعبير الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أن الموجة الحالية كشفت حقيقة تثير القلق وهي أن دولة الكيان الصهيوني وقوات الأمن، والمواطنين الصهاينة، فقدت تماماً القدرة على ردع “الإرهاب” الفردي.

وكشفت الصحيفة عن أن تقييم “الشاباك” أوضح أن ردع الشباب الفلسطيني عبر تدفيعهم الثمن لمحاولتهم تنفيذ عمليات ضد المستوطنين والجنود الصهاينة قد فشلت ولم تحقق سوى نجاح جزئي.

تحفيز مستمر


وأشارت الصحيفة إلى أن الاستخبارات الصهيونية قدمت دراسة مفادها، أن منفذي العمليات في الانتفاضة الثانية تسببوا بخسائر فادحة في الأرواح مع دعم لوجستي كبير، لكن الآن يتم عكس هذه الظاهرة، حيث أن الأضرار والخسائر في كل هجوم واسع نسبياً، وعدد الهجمات أعلى.

وأوضحت أن هذا الواقع يؤكد أن قوة الردع ضعفت، وازداد التحفيز للعمليات بسبب أن موجة العمليات تمر بعوامل نفسية قوية، بحيث تفوق الخوف الطبيعي من الجاني نفسه، وقالت إن العامل الأكثر خطورة هو التحريض على صفحات التواصل من خلال الصور التي يظهر فيها فلسطيني يرفع سكين أو صورة عمليات دهس، والتشجيع لنجاح العمل وأن هذا العمل بطولي ومحط فخر واعتزاز.

وأوردت الاستخبارات في دراستها أن عامل الغضب والإثارة التي ينتاب الشعب الفلسطيني وحماس بشكل خاص من رؤية جثث منفذي العمليات ملقاة على الأرض بلا حراك والصهاينة يطلقون النار عليهم ويدوسونهم بأقدامهم كان عاملاً مهماً في تصاعد واستمرار العمليات.

ورأت الدراسة أن موجة العمليات الحالية ودوافعها التي ذكرت آنفاً أدت إلى ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى الصهاينة، إضافة إلى ارتفاع المعاناة الاقتصادية والعاطفية للصهاينة والمؤسسة الأمنية الصهيونية، وفق تعبيرها.

وأقرت الدراسة بأن موجة العمليات والمواجهات تأخذ منحى خطير قد يتطور في أي  لحظة، مما أدى لخروج الوضع عن  نطاق السيطرة، إلى انتفاضة شعبية واسعة النطاق ومدمرة، كما قالت.

ردع فلسطيني حقيقي


محلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام“، قال إن رد شبان الانتفاضة جاء بشكل سريع على قرارات “الكبينت”، حيث نفذوا بعد أقل من 24 ساعة من هذا الاجتماع سلسلة عمليات مميزة ومنوعة كان أبرزها عملية الدهس على حاجز زعترة والتي أصيب خلالها ضابطين كبيرين في الجيش الصهيوني.


وأضاف المحلل أن الانتفاضة ترتقي يومياً بأسلوبها وأدائها، وتحظى برضى وتأييد من القاعدة الشعبية، مستشهداً بما قاله محلل الشؤون العربية في القناة العاشرة “تسفيكة يحزكيلي”، “إن الانتفاضة تحظى بإجماع في الشارع الفلسطيني ولا يوجد انقسام في الآراء حولها، وهناك طاقة دافعة تدعو الفلسطينيين لتقبلها والرضى عنها”.

ونوه المحلل إلى أن قرارات “الكبينت” الرادعة لن تجدي نفعا مع هذا الشعب الذي يدافع عن حقه بالعيش بكرامة وحرية، وأن مثل هذه القرارات تزيد من إصرار الشباب الذين هم فتيل الانتفاضة على تنفيذ المزيد من العمليات.

وأشار المحلل إلى أن الصهاينة اعترفوا بأن قوة ردعهم تراجعت أمام جرأة وشجاعة شبان الانتفاضة، وأن المعادلة التي يجب أن يفهمها الاحتلال هي ” الردع بالردع وأن الشاب الذي نذر نفسه للشهادة لا يمكن إيقافه، حتى ولو وضعت جميع العراقيل أمامه”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات