الأحد 06/أكتوبر/2024

محمود عليان .. ولد بعرس جماهيري وشُيع شهيداً

محمود عليان .. ولد بعرس جماهيري وشُيع شهيداً

لم تستطع الأدوية، ولا العقاقير الطبية أن تداوي جراح من كان يستعملها يوما لعلاج مصابيه؛ ففي غرفة مشفى “سوروكا” في “تل أبيب” صعدت روح الشهيد محمود عليان (22عاما) مساء الخميس الماضي (19-11) إلى السماء بعد ثمانية أيام قضاها في غيبوبة إثر إصابته برصاصة مطاطية أطلقها جنود الاحتلال نحوه.

أمنيته كانت الشهادة لأجل الأقصى وفلسطين، ونالها، تقول والدة الشهيد عليان لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “محمود جاء بعد 30 عاما من الانتظار، وبين طرق أبواب المستشفيات في فلسطين والأردن، وتكرار محاولات الإنجاب لي، والتي تخللها نجاح وحمل بمحمود الذي حمدت الله عليه، عندما علمت بقدومه”.

“محمود في بطني كان لا يهدأ من الرفس والضرب فقد كان من يومه رجلا ثائرا واليوم رحل شهيدا وثائرا في مواجهات مع العدو”. تقول الوالدة المكلومة.

تضيف الوالدة: “أحب الحياة، والعيش بكرامة، وكان شابا طموحا، يرغب بمستقبل واعد ويحمل طموحات عالية، درس التمريض وعمل به”

تستدرك قائلة: “العقاقير والأدوية التي كان يستعملها لعلاج المصابين والجرحى لم تكن كفيلة بعلاجه من رصاصة هشمت فيها رأسه لينال الشهادة التي تمناها”.

وأشارت إلى أن نجلها محمود كان يتيم الأب، وعاش دون حنانه، حيث توفي والده ومحمود يبلغ من العمر 10 أعوام.

وحشة الفراق


بلهفة الحرمان، وآلام الأم الثكلى، تقول: “من يوم إصابته، وآثار غيابه وحشتي، فهو الحاضر الغائب في أرجاء المنزل، واليوم حضر خبر الشهادة لأدخل في حالة اللاوعي والصدمة في غيابه، فهو الذي انتظرته 30 عاما”.

تتابع: “كان يوم مولده عرس جماهيري، وتم تشييعه بجنازة مهيبة، حضرها الآلاف من أصدقاء الشهيد وعائلته في بلدة بيت عناتا شمال شرق القدس المحتلة”.

أم محمود تعيش في غيبوبة البعد والشوق، وعدم التصديق، بفكرة أنه سيودعها للأبد، فكان الأطباء يتوقعون رحيله لحالته الحرجة، تتابع الأم الملهوفة على فراق فلذة كبدها “لم أهن، وعزمنا على إدخاله غرفة العمليات، إلا أن مشيئة الله كانت أقوى”.

عند سماعها الخبر تلقته بقلب صابر ومحتسب، وقالت: “الشهيد لا يموت، الشهيد حي، ومن اختار فكرة أن يموت وتحيا فلسطين هو حاضر فيها ويلتحف جسده بترابها، فهي التي ضحى لأجلها محمود بحياته وبجسده الأعزل أمام عدوها المحتل لأرضها”.

وعن محمود عليان تقول والدته: “حمدت الله عندما حملت وأنجبته، والآن أحمده على نعمة الشهادة التي أعطاه إياها، والله يصبرني على فراقه”. مضيفةً: “الشهيد محمود هو أول ابن لعائلته، وأول شهيد في بلدة عناتا منذ عام 1947م”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات