الانتفاضة رسالة وهدف

الانتفاضة ليست غاية في حد ذاتها، ولا يوجد شعب في العالم يخرج في حراك شعبي كل يوم ليعطل الحياة.
انتفاضة الشعوب لها أهداف وسمات مشتركة، كل الانتفاضات التي شهدتها شعوب العالم، بما فيها الولايات المتحدة وأوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، هدفها واحد هو رفض هذه الشعوب لكل أشكال الاحتلال والاستعمار، وهدفها التحرر الوطني والكرامة الوطنية، والتخلص من كل أشكال الإذلال والإهانة الإنسانية.
ولعل أقصى درجات الإذلال البشري والإهانة الإنسانية هو الاحتلال، وهو أبغض أشكال القهر. وكما نقول إن الديمقراطية هي أسمى وأرقى ما توصل إليه العقل البشري كنظام حكم، بكرامة وإنسانية، فإن نقيض الديمقراطية هو الاحتلال، لأنه إجهاض لكل الممارسات الفطرية لحقوق الإنسان.
الاحتلال إلغاء لآدمية الإنسان وتحويله إلى مخلوق آخر غير بشري وأقرب إلى السلالات الحيوانية الأخرى التي تأكل وتسخر لخدمة الإنسان. فإشكالية الاحتلال تكمن في أنه يتعلق بهوية الشعب الذي يخضع له لأنه يعتمد على القوة وبطشها، والتعصب الأيديولوجي الأعمى الذي لا يرى إلا نفسه، ولا يرى في الشعب الذي يعاني الاحتلال إلا مجرد رقم بشري، أو كمية من الأفراد يتحركون من أجل الغذاء والملبس.
والإشكالية الكبرى أن هذا يحدث على الأرض التي يعيش فيها هذا الشعب منذ بداية وجوده، التي منها استمد هويته وكينونته، وبالتالي العلاقة هنا علاقة وجود وبقاء واستمرارية وديمومة، ففقدان هذه الأرض يعني فقدان الهوية والانتماء والارتباط.
الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد في العالم الذي يعاني الاحتلال، وهو الأكثر إدراكاً لمعنى الاحتلال “الإسرائيلي” لأرضه، وهو الأكثر معاناة من ذل الاحتلال بكل أشكاله، من اعتقال، وقتل، وطرد، وتدمير للمنازل ومصادرة للأرض وحصار.
الشعب الفلسطيني يعاني يومياً هذا الاحتلال بكل أشكاله منذ أن يصحوا حتى نومه، بل في أثناء النوم ذاته.
الاحتلال لصيق بحياة المواطن الفلسطيني، فكيف له أن يقبل بفقدان هويته، وشخصيته الوطنية؟ وكيف له أن يصبر على أشكال الإهانة اليومية، التي لو لحقت بأي مخلوق آخر لصرخ بأعلى صوته وقال كفى.
والإشكالية الأخرى أن “إسرائيل” بتعصبها الأيديولوجي، لا ترى في الفلسطينيين شعباً له حقوق إنسانية آدمية، ولو اعترفت بذلك منذ وقت طويل وتعاملت مع الفلسطينيين من منظور الحقوق الإنسانية، ثم الاعتراف بحقوقهم السياسية وحقهم في قيام دولة ديمقراطية مدنية، لوفرت على نفسها، وعلى غيرها الكثير من الدماء.
إن هذا الاحتلال لا بد أن ينتهي، وهذا هو قانون التحرر الذي كرسته كل الشعوب، وما على “إسرائيل” إلا أن تقرأ تاريخ الشعوب. فالاحتلال مصيره الزوال، إما بالقوة وإما بالطرق السلمية. الشعب الفلسطيني لا يقبل أن يخضع لغيره، ولن يقبل أن يذل أو أن تهان كرامته. لقد نجح الشعب الفلسطيني في الحفاظ على هويته، وهذا سر قوته واستمرار نضاله لاسترجاع حقوقه.
لقد فشلت «إسرائيل» على مدى الصراع الممتد في شطب الشعب الفلسطيني ومحو هويته، وهي لن تستطيع تطويعه وفرض الأمر الواقع عليه، لا الآن ولا غداً.
كاتب وأكاديمي من غزة
نقلاً عن صحيفة الخليج الإماراتية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أوتشا: الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات تتناقض مع المبادي الإنسانية
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمم المتحدة زعماء العالم إلى توفير الغذاء للمدنيين في قطاع غزة، في ظل دخول "الحصار الشامل" الذي تفرضه...

سلطات الاحتلال تهدم قرية خلة الضبع في مسافر يطا
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قرية خلة الضبع بمسافر يطا جنوب الخليل، في واحدة من أوسع عمليات...

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....

العفو الدولية تطالب بخطوات جادة لوقف جرائم إسرائيل في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار، جميع الجهات الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها الاتحاد...

كتائب القسام تعلن عن كمين مركب لقوة هندسة صهيونية شرق خانيونس
المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، تنفيذ كمين مركب لقوة هندسة صهيونية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح...

حماس تُثمن حصار اليمن الجوي على دولة لاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إعلان القوات المسلحة اليمنية فرضها حصاراً جوياً شاملاً على كيان الاحتلال...

القوات المسلحة اليمنية تُعلن فرض حصار جوي شامل على إسرائيل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأحد، فرض حصار جوي على كيان الاحتلال الإسرائيلي، رداً على التصعيد...