السبت 10/مايو/2025

الطفل المقدسي معاوية.. ابتسامة تحدٍّ تقهر السجان

الطفل المقدسي معاوية.. ابتسامة تحدٍّ تقهر السجان

رغم صغر سنه وطفولته البريئة، دخل الأسير الطفل المقدسي معاوية علقم ابن الـ11 عاما اليوم؛ المحكمة الصهيونية في القدس المحتلة وهو مبتسم وغير آبه بقيود جنود الاحتلال وإجراءاته الأمنية ليغيظ ويقهر سجانيه الصهاينة.

وأحضر الطفل معاوية من سكان مخيم شعفاط للمحكمة وهو مقيد اليدين والقدمين ويحيط به العديد من الجنود الصهاينة؛ إلا أن الجنود سارعوا قبل أن تراه الكاميرات داخل المحكمة بفك قيوده، كما يقول شهود عيان تواجدوا قرب المحكمة لحظة دخوله.

الطفل الأسير معاوية، حاله أيضا كحال ابن عمه الطفل الأسير علي علقم ابن الـ13 ومئات الأطفال الأسرى الذين زاد عددهم مع اندلاع “انتفاضة القدس” مطلع تشرين أول/ أكتوبر الماضي، ليكون حالهما ونصيبهما من التعذيب كما حصل مع الطفل أحمد مناصرة بزعم طعنهما حارس القطار الخفيف في القدس المحتلة بتاريخ 1011.

وتخشى عائلتا الطفلين علي علقم أن يكون مصير طفلها ونصيبه من العذاب كما جرى مع الطفل مناصرة؛ إلا أن صور طفلهما اليوم في المحكمة وهو مبتسم ويتحدى سجانيه رفعت من معنوياتهما.

ويقول أحمد علقم قريب الأسير الطفل معاوية، إن “مشاهدة فيلم التحقيق مع أحمد مناصرة قبل أيام والمحقق يصرخ به ويضغط عليه لنزع اعترافات كاذبة؛ والذي شاهده كل فلسطيني في القدس المحتلة وبقية المناطق؛ أثارت الخوف لدينا على الطفولة البريئة التي لا حول لها ولا قوة أمام محققي الاحتلال المتوحشين”.

وتابع: “إلا أن ابتسامة معاوية وسيره وهو واثق ومطمئن في مشيته أراحت عائلته وأوقفت قلقهم عليه”.

وكان شريط للطفل المقدسي أحمد مناصرة قد كشف عن وحشية محققي الاحتلال خلال التحقيق معه، وهو ما جعل محامي هيئة شؤون الأسرى طارق البرغوث يخشى على الطفلين علقم بأن يحصل معهما نفس الشيء.

ويشير تقرير لليونسيف صدر قبل أيام إلى أن دولة الاحتلال تعامل الأطفال الفلسطينيين بطريقة “فظة ممنهجة”؛ ولا تتم محاكمة الأولاد الأطفال في المحاكم العسكرية في أي دولة أخرى سوى دولة الاحتلال؛ حيث تُسلب حقوقهم القانونية.

محاكمة الأطفال عسكريا

وبحسب بيان صادر عن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين فإن “إسرائيل” هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحاكم الأطفال أمام محاكم عسكرية تفتقر لأدنى متطلبات المحاكمة العادلة؛ وأن المعايير الدولية لنظام عدالة الأطفال الملزمة “إسرائيل” بتطبيقها من خلال توقيعها على اتفاقية حقوق الطفل عام 1991، لا تلتزم بها أيضا “إسرائيل”.

وتشير الإحصاءات الفلسطينية أن هناك ارتفاعًا في مستوى العنف الجسدي الممارس ضد الأطفال الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال، والتي أظهرت أن 86% من الأطفال المعتقلين تعرضوا لنوع أو أكثر من العنف الجسدي خلال عملية الاعتقال أو التحقيق،  كما حصل مع الطفل مناصرة.

وكان الكاتب الصهيوني “جدعون ليفي” قد كتب عن معضلة الأطفال الفلسطينيين في صحيفة “هآرتس” إن دولة الاحتلال خسرت التحدي الحالي أمام الفلسطينيين قائلا: “التحدي هو خسارة لنا، بدون سلاح الجو وبدون الدبابات، حيث وضع الفلسطينيون المجتمع “الاسرائيلي” أمام تحدٍّ، وقد فشل في هذا التحدي”.

وتابع: “الإصابة البالغة أيضا لولد آخر يقوم بالطعن تعكس الدونية، إلى أن يعافى ستضطر وزيرة القضاء مرة أخرى إلى تغيير القانون من أجل محاكمة وسجن من هم في جيل 11؛ ووزارتها لن تصمت حتى تجد الرضع في السجن”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات