الإثنين 01/يوليو/2024

أبو نحل: حملات مقاطعة الاحتلال مقاومة فاعلة

أبو نحل: حملات مقاطعة الاحتلال مقاومة فاعلة

أكد منسق اللجنة الوطنية لمقاطعة الاحتلال – قطاع غزة، عبد الرحمن أبو نحل، أن مقاطعة الاحتلال من أبرز أشكال المقاومة ضده التي لها تأثير مستديم للتضامن مع نضال الشعب الفلسطيني.

ولفت أبو نحل في حوار لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إلى أن حركة المقاطعة (BDS) يرى فيها الاحتلال أنها تمثل خطرًا استراتيجيًّا عليه.

وأضاف أن المجتمع الفلسطيني هو من أطلق وقاد الحملة التي تنشط على المستويات المحلية والعربية والدولية التي تهدف إلى عزل الاحتلال الصهيوني.

وذكر أن حملة المقاطعة تعاملت مع الأوضاع في القدس المحتلة من خلال أنشطة وبيانات تدعم فيه حركة المقاطعة الهبة الجماهيرية الباسلة للشعب الفلسطيني في جميع الأماكن.

وأشار أبو نحل إلى أن اتساع رقعة الهبة، لتضم معظم أجزاء فلسطين، يؤكد فشل الاحتلال في سياسة الفصل وتقطيع أوصال الشعب الفلسطيني.

المقاومة الشعبية

وبين أبو نحل، أنه يتم العمل من خلال حركة المقاطعة على مطالبة العالم بالخروج في مسيرات دعمًا للمقاومة الشعبية من خلال تصعيد المقاطعة وسحب الاستثمارات من الاحتلال الصهيوني، وزيادة العمل على فرض حظر عسكري عليه.

وتابع أنه يتم العمل على قطع التعامل مع الشركات الدولية المستفيدة من الاحتلال والأبارتهايد الصهيوني. 

وحول ما إن كان هنالك تجاوب لمطالب حركة المقاطعة خاصة بعد الأوضاع في القدس، علق قائلاً: “لقد خرج الآلاف حول العالم في أكثر من 70 مدينة حول العالم يدعمون نضال شعبنا من أجل الحرية والعدالة والمساواة”.

وأشار إلى أن حركة BDS ليست حزبًا سياسيًّا ولا حركة أيدولوجية؛ حيث إنها حركة حقوق إنسان عالمية ذات قيادة ومرجعية فلسطينيتين، وهي تعتمد على الجهود الطوعية والمبدعة للأفراد والمؤسسات المؤيدة لحقوق الإنسان، مبينًا أنها تسعى إلى مقاطعة الاحتلال الصهيوني وسحب الاستثمارات منه وفرض العقوبات عليها وصولًا إلى عزله.

مجالات المقاطعة

وفيما يتعلق بمجالات المقاطعة التي يتم العمل بها، ذكر أنها تعمل على حصار الاحتلال في المجالات الأكاديمية والثقافية والرياضية والعسكرية والسياسية والاقتصادية.

وأضاف: “لقد انطلقت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية للاحتلال PACBI في عام (2004) ونجحت الحملة في مقاطعة أكاديمية وثقافية في عدد من دول العالم ومنها الولايات المتحدة، ودفعت جامعات واتحاد طلبة لتبني المقاطعة”.

ومضى في حديثه: “كما تعمل حركة المقاطعة في مجال المقاطعة الاقتصادية حيث تنسيق الجهود للمقاطعة المحلية (في الضفة الغربية وقطاع غزة) لمنتجات الاحتلال (الإسرائيلي)”.

وأشار إلى العمل على تنسيق حملات مقاطعة وسحب استثمارات من شركات الاحتلال والشركات الدولية الداعمة لنظام الاحتلال الصهيوني القمعي مثل الحملة التي نجحت ضد فيوليا، والحملة المستمرة ضد G4S وHP وElbit التي تصنع أسلحة مثل الطائرات بدون طيار.

وأكد، على أن حركة المقاطعة تعمل نحو فرض حظر عسكري على الاحتلال، كما ساهمت حركة المقاطعة في منع الفوز باستضافة بطولة كرة قدم أوروبا 2020.

خطر استراتيجي

وحول إمكانية أن تكون حركة المقاطعة رادعة للاحتلال، قال أبو نحل: “من المبكر القول الآن إن حركة المقاطعة تردع الاحتلال “الإسرائيلي” عن ارتكاب جرائمه المتواصلة ضد شعبنا الفلسطيني، وهذا يعود لحجم الدعم المالي والعسكري الذي يحظى به، خاصة من حكومات الغرب، وعلى رأسها الحكومة الأمريكية”.

وأضاف: “ولكن أعتقد أننا نقترب من عزل الاحتلال “الإسرائيلي” وحصاره، خاصة أنه بات واضحًا أن حركة المقاطعة تشكل خطرًا استراتيجيًّا على نظام الاحتلال الاستعماري والعنصري”.

وتابع: “ولم يعد بإمكان قادة نظام الاحتلال والأبارتهايد الصهيوني إخفاء قلقهم من تنامي قوة حركة المقاطعة، فلقد حذر مجرم الحرب ايهود باراك من تعرض “إسرائيل” لعزلة قاضية كالتي تعرض لها الأبارتهايد في جنوب أفريقيًّا”.

وبين قائلاً: “حركة المقاطعة BDS تعدّ من أهم المخاطر التي تتهدد المشروع الصهيوني ككل، خاصة حينما نرى حجم الإنجازات والانتصارات الضخمة التي حققتها ضد الاحتلال التي تزيدنا ثقة بأننا نقترب من لحظة عزل الاحتلال بالكامل واخضاعه للمحاسبة”.

إنجازات المقاطعة

وبالحديث عن إنجازات المقاطعة، ذكر أبو نحل أن “أحد أهم الإنجازات هو انسحاب شركة فيوليا من كل مشاريعها مع الاحتلال، وهذا بعد حملة مقاطعة ضدها منذ عام 2008 خسرت على إثرها عقودًا عالمية بقيمة أكثر من 23 مليار دولار”.

وتابع: “بالإضافة لتجديد تبني اتحاد طلبة المملكة المتحدة، ويضم ملايين الأعضاء، دعمه الكامل لحركة مقاطعة الاحتلال BDS، وكذلك تبنّي 9 جمعيات أكاديمية كبرى في أمريكا الشمالية لنداء المقاطعة الأكاديمية والثقافية للاحتلال، مثل جمعية الدراسات الأمريكية وجمعية الدراسات الأسيوية الأميركية”.

وأشار إلى أن حكومة الكويت أصدرت قرارًا بوقف التعامل مع 50 شركة دولية بسبب نشاطها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وغيرها من الإنجازات.

حصار غزة

وعن دور حملات المقاطعة في كسر حصار غزة، أكد أبو نحل أن “رفع الحصار عن غزة بشكل فوري هو من أهم المطالب التي تسعى إليها حملات المقاطعة”.

وذكر أنه خلال العدوان على غزة 2014 وبعده، خرجت عدة نداءات من المجتمع المدني الفلسطيني بقطاع غزة دعمتها اللجنة الوطنية للمقاطعة دعت لتصعيد المقاطعة والخروج في يوم غضب لغزة وكان في 9 آب (أغسطس) 2014؛ حيث خرج ملايين الناس حول العالم.

وتابع: “كما نؤمن في حركة المقاطعة أن كل حملات كسر الحصار “الإسرائيلي” عن غزة يجب أن تتبنى نداء المقاطعة حتى تكون فعالة ولا تقع في إطار الصدقات التي تخفف المعاناة لحظيًا ولا تنهيها”.

ولفت إلى أن اللجنة الوطنية للمقاطعة مع المجتمع المدني الفلسطيني تعمل على  فضح تواطؤ آلية إعادة إعمار غزة في إدامة الحصار، وفشلها في محاسبة الاحتلال.

وأوضح أن أسبوع مقاومة “الأبارتهايد الإسرائيلي” الذي يعقد كل عام بغزة تزامنا مع مئات المدن حول العالم يساهم في إيصال الرسالة من غزة وكشف حجم انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي ضد الشعب الفلسطيني في غزة وأماكن تواجده الأخرى.

تقرير البنك الدولي

وفيما يتعلق بتقرير البنك الدولي الذي أكد فيه على  تراجع صادرات الاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بنسبة 24%، علق أبو نحل قائلاً: إن “هذه المعطيات الأخيرة دليل واضح على فاعلية المقاطعة المحلية لـ”دولة الاحتلال” رغم تدمير الاحتلال “الإسرائيلي” الممنهج للاقتصاد الفلسطيني، وجعلِه تابعًا لاقتصاد الاحتلال”.

واستكمل حديثه: “والحصار الخانق المفروض على غزة منذ ثماني سنوات متواصلة وتدمير البنية التحتية فيها يعزز هذا التراجع الكبير لصادرات الاحتلال الإسرائيلي إلى السوق الفلسطيني”.

وختم مؤكدًا أن “ثقتنا بقدرة المقاطعة، كشكل رئيسي للمقاومة الشعبية، على تكبيد الاحتلال خسائر بمئات ملايين الدولارات مما يسهم – بالتوازي مع أشكال المقاطعة الأخرى محليًا ودوليًا – في عزلها بشكل كامل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات