الأحد 11/مايو/2025

رونالد: توافقنا على مفاهيم لحماية الضحايا بفلسطين

رونالد: توافقنا على مفاهيم لحماية الضحايا بفلسطين

أكّد رونالد أوفترينجر مدير الشؤون العالمية والعلاقات مع العالم الإسلامي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على أن المؤتمر الدولي الإنساني الذي أقيم في الجامعة الإسلامية بغزة مؤخرا، انبثق عنه رؤية واضحة، وأسس راسخة لتحديد مفاهيم العمل الإنساني الدولي وتأصيلها في ضوء الشريعية الإسلامية، وحماية المدنيين أوقات النزاعات.

كما أكّد في مقابلة خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أن مؤتمر “القانون الدولي الإنساني في ضوء الشريعة الإسلامية- ضمانات التطبيق والتحديات المعاصرة” كان ناجحًا ومثمرًا.

ولفت إلى أن فكرة المؤتمر انبثقت عن لقاءات وأفكار واهتمامات مشتركة مع كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية، من أجل البحث عن أوجه الأفكار المشتركة في القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية في حماية الضحايا خاصة في وقت النزاعات.

وأشار، إلى أن الشريعة الإسلامية وضعت قواعد وقيودًا ومبادئ في هذا الشأن، وأيضا القانون الدولي المعاصر استلهم ما يوجد في الحضارات والديانات المختلفة حتى يتم جمعها وصياغتها في إطار اتفاقيات وقوانين ملزمة لجميع الدول.

نقاط مشتركة

وذكر، أنه تم تقديم أبحاث في المؤتمر عن جوانب مختلفة من هذا القانون الدولي الإنساني وما يقابله من مبادئ في الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالأسرى وحماية المدنيين بما فيها الأطفال والنساء والشيوخ وحماية للبيئة ونقاط أخرى مشتركة بين الشريعة والقانون الدولي.

وقال: إن “هذا المؤتمر يساعدنا لبلورة المفاهيم المشتركة، وهذا يتجاوز ما يحصل في فلسطين، ولكن ما يحصل فيها مهم”.

جدير بالذكر أن هذا المؤتمر جاء  في إطار التعاون المشترك والمستمر بين كلية الشريعة والقانون واللجنة الدولية للصليب الأحمر في سبيل تعزيز القيم الإنسانية، ومراعاةً للتحديات المعاصرة التي تواجه العمل الإنساني القائم على مبادئ وقواعد الشريعة الإسلامية.

وأضاف رونالد: “نحن متواجدون في المناطق الفلسطينية المحتلة منذ عام (1967) ونقدم خدمات مهمّة مثل زيارة المحتجزين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وننظم زيارة الأهالي، ونقوم بالعديد من الأنشطة الإنسانية فمن خلالها وحسب مبادئ عملنا نعمل على تخفيف معاناة الضحايا”.

القانون الدولي

وأشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ليست منظمة حقوق إنسان، ولا لجنة تقصي حقائق، ولا شيء من هذا القبيل، مؤكدا أن دور اللجنة مرتبط بربط القانون الدولي الإنساني في العمل الإنساني بالميدان.

وأضاف: “المؤتمر ساعدنا أن نبلور هذه المفاهيم، وما هو العمل الإنساني، والعمل في مسارات ومجالات أخرى التي لها أيضاً حقها”.

وبين قائلأ: “رئيس بعثتنا جاك دي مايو -رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر- قال لو كان  لدينا القدرة أن نوقف الحرب ونقدم الحلول لقدّمنا، لكن ليس لدينا القدرة على ذلك”.

وأشار بالقول: “مهمة عملنا هو العمل الإنساني والمساهمة في احترام القانون الدولي الإنساني، ونفهم جداً أن الأهالي في المناطق الفلسطينية المحتلة، وخاصة في غزة تنتظر الكثير منا ومن غيرنا، لكن نحن نحاول أن نكون على المستوى المطلوب بالنسبة لمهامنا بقدر الإمكان”.

وأردف قائلاً: “لدينا أنشطة معينة ودور مهم؛ خاصة في لحظات الاشتباكات الساخنة، ونحن نتابع مدى تطبيق واحترام القانون الدولي الإنساني”.

لمنع العقاب الجماعي

وذكر، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر عملت على إصدار بيان لمنع العقاب الجماعي في تدمير بيوت في الضفة الغربية والقدس؛ لأن ذلك مخالف للقانون الدولي الإنساني.

ولفت بالقول: “المؤتمر مفيد لبلورة وتحديد أنشطتنا، وتحديد قواعد القانون الدولي الإنساني وتأصيل هذه المبادئ في الشريعة الإسلامية”.

وتابع: “ونعرف أنه في مجتمع مثل غزة.. الناس تعتمد أكثر على القيم والمبادئ التي هي ضمن الشريعة الإسلامية، فلذلك نحن عملنا مع العلماء والأساتذة في الجامعة الإسلامية لبلورة المفاهيم الإنسانية المشتركة بين القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية”.

وأضاف: “وهذا واقع جديد بمبادرة من كلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية أن تنظم مؤتمرًا دوليًّا من هذا القبيل بمشاركة (9) دول من خلال الإعلام الحديث، والأسباب هي معروفة، وهذا واقع جديد”.

وذكر، أن المؤتمر هو رسالة للعالم الخارجي، “ونحن نعمل مع الجامعة في إعداد تقرير يجمع نتائج توصيات البحوث؛ لنقوم بنشرها، وهنالك تفكير بوجوب مساءلة من ينتهك القانون الدولي بالإنساني”.

تجربة ناجحة

وأكد، على أن تنفيذ المؤتمر الدولي بالتعاون مع كلية الشريعة والقانون هو تجربة ناجحة، وهذه ليست أول مرة يتم فيها هذا النوع من التعاون؛ حيث تتشاور اللجنة الدولية مع العلماء، ولقد تم العمل في كثير من أنحاء العالم في الأوجه المشتركة في القانون الدولي والشريعة الإسلامية.

وأضاف: “نحن ملتزمون بالمتابعة والاستمرار في العمل المشترك، ليس ضرورة عن طريق المؤتمرات، خاصة أننا نركز في عملنا بالميدان، وهذا مهم وناجح، وهو وسيلة مهمة؛ لنوصل رسالة مشتركة نساعد ونسهل العمل الإنساني في الميدان”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات