عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

من يعش بالسيف لا يملك البقاء

د. يوسف رزقة
قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “أرفض دولة ثنائية القومية، على “إسرائيل” أن تواصل سيطرتها على المناطق كليا “وللأبد سنعيش بالسيف”؟!

“يسألونني إذا كنا سنعيش على السيف وللأبد؟”، أقول لكم: “نعم”. وردا على أسئلة أعضاء من حزب البيت اليهودي، هل ستقوم دولة فلسطينية؟ قل نتنياهو: “إن دولة فلسطينية لن تقوم” والكلام لنتنياهو. (انتهى الاقتباس).

( سنعيش بالسيف أبدا؟!). هذا أخطر تصريح سمعته من قيادات دولة العدو، لأنه يحمل في أعماقه إقرارا إسرائيليا من أعلى قيادات الدولة، أن دولة العدو إلى زوال حتما، إذ لا يمكن لدولة أن تبقى حية مستقرة بالسيف، أي بالاعتماد على القوة العسكرية المتفوقة على ما عند الأعداء.

نعم، يمكن القول بأن دولة العدو هي أقوى دول الشرق الأوسط عسكريا، وأنها تملك مقدرة على خوض الحرب في ثلاث جبهات في توقيت واحد، وهي قادرة على هزيمة الجيوش العربية متفرقة ومجتمعة، كما حدث في عام ١٩٦٧م، وعام ١٩٧٣م. ولكن مقتضيات هذا التفوق والاقتدار تحتاج إلى أن تعيش الدولة، وكذا المجتمع على السيف أبدا، وهذه المعيشة مستحيلة، ولا تملك الدول والمجتمعات القدرة على المواصلة تحت وطأة السيف والسلاح مدة طويلة من الزمن.

نعم، مجتمع العدو كله تحت السلاح، الأب، والابن والبنت، والجد، والأم، والأحفاد، كلهم جنود تحت السلاح، وكلهم يتلقون تدريبات عسكرية تؤهلهم للانخراط في المجهود الحربي عند الطلب. هذا النوع من الحياة ممل أولا، وصعب ثانيا، ويستحيل تحمله لمدد طويلة ثالثا. لا سيما وأن التهديدات الخارجية التي تهدد دولة العدو بالزوال والفناء تزيد ولا تنقص. والتهديدات الداخلية النابعة من السيطرة على الشعب الفلسطيني تزيد ولا تنقص، بسبب حالة وعي الفلسطيني المتزايد بحقوقه، وانتشار تكنولوجيا السلاح والصواريخ والتقنية الإلكترونية.

لقد عرف التاريخ دولا قامت على القوة العسكرية، وهزمت خصومها، واحتلت أرضهم واستعبدتهم، وهنا يمكن ذكر دولة الفرس، والروم، والتتر وغيرهم، وكل منهم جمع القوة العسكرية في عصره، وسلطها على خصومه وهزمهم، ولكن عادت هذه الدول إلى الضعف، والهزال، والزوال. وقد بدأت جرثومة الزوال من داخلها قبل أن يكسرها عدوها الخارجي، لأنها لم تستطع أن تعيش طويلا تحت مطالب الشدّ العسكري الدائم، أو بقوة السيف أبدا كما أخبر نتنياهو من حوله.

لقد أخطأ قادة الصهيوني خطأ قاتلا حين أقاموا دولتهم على الغصب والاحتلال أولا، وحين أقاموها في وسط عربي مسلم ، يرى فيه السكان مقاومة العدو دينا وشهادة. نعم، إن دولة العدو التي تحيا في الوسط العربي الإسلامي، وفي ظل مقاومة الشعب الفلسطيني النامية بحقوقه، عليها أن تحيا بالسيف أبدا، وهذه حياة مستحيلة أبدا، وممكنة لوقت قصير فقط، وقد بدأ الوقت القصير ينفد، وكلما زادت مقاومة الشعب الفلسطيني وتطورت، قصرت المدة المتبقية، التي تقدر دولة الاحتلال البقاء عليها تحت مقتضيات السيف والقوة العسكرية. دولة العدو إلى زوال حتمي قريب بتصريح نتنياهو نفسه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...