الثلاثاء 13/مايو/2025

الطفل إسليم.. حلم الدراسة يراوده مجددا بعد نجاته من حادث مميت

الطفل إسليم.. حلم الدراسة يراوده مجددا بعد نجاته من حادث مميت

لم تكن والدة الطفل محمد إسليم تعلم أن طفلها المدلل ذا العشرة أعوام سيعود للحياة من جديد واقفاً على قدميه، بعدما تعرض لحادث سيرٍ مروع في شارع صلاح الدين الذي قذفه عشرين متراَ للأمام، مبدداَ بذلك كل أحلامه المنتظرة.

تعرض محمد إثر هذا الحادث لإصابة بنزيف دماغي وفقد للوعي، تم نقل محمد على الفور إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وبعد مرور أربعة أيام وتوقف النزيف، تم تحويل محمد لمستشفى الوفاء للتأهيل الطبي ليبدأ برنامج إعادة التأهيل.

الأطباء المشرفون على حالة محمد قالوا: “أدخل محمد لدينا في مستشفى الوفاء مصاب بشلل نصفي أيمن، واضطرابات إدراكية، ويتغذى عن طريق أنبوب أنفي معدي”.

وأشار الأطباء إلى أن محمد خضع لمتابعة طبية وتمريضية مكثفة، إضافة لجلسات العلاج الطبيعي وقد أظهر تحسنا في مستوى الوعي والإدراك، وتم رفع الأنبوب الأنفي المعدي وأصبح يتغذى عن طريق الفم.

والدة محمد قالت وقد اعتصر الألم فؤادها على صغيرها: إن “محمد كثير الحركة والنشاط قبل الحادث يحب المدرسة كثيراً، متفوق في تحصيله الدراسي، ودائما يحصل على أعلى الدرجات ومحمد الآن لا يقوى على الذهاب إلى المدرسة”.

وبدموعِ رقيقة خرجت من عينيها قالت: “يحزنني كثيرا حال محمد عندما يجلس بين أشقائه يتحدثون ويلهون ويخرجون وهو لا يقوى على إخراج الكلمات من فمه، ولا يعرف كيف يطلب ما يريده ولا ما يحتاجه”.

بصعوبة بالغة في إخراج الكلمات قال لنا محمد إن كل ما يريده هو أن يذهب إلى المدرسة من جديد، ويتحدث مع أصدقائه ومدرسيه، فمحمد وبعد تحسنه الكبير والملحوظ لا يزال يعاني من لعثمة كلامية سببها ارتخاء الأحبال الصوتية إثر النزيف الذي تعرض له  أثناء الحادث، ويحتاج فترة من الوقت حتى يعود إلى ما كان عليه حسب وصف الأطباء.

أخصائية العلاج الطبيعي والمتابعة لحالة محمد أكدت أن هناك تحسنا هائلا وممتازا بحالته حيث بدأ التحسن في القدم اليمنى على الفور، وهناك تحسن طفيف على حركة يده اليمنى، ولكنه بحاجة لمزيد من الوقت.

ولفتت الأخصائية أن محمد يخضع لجلسات علاج طبيعي يوميا مدتها ساعة ونصف تشمل التمارين وجلسات تنبيه العضلات بالحث الكهربائي وذلك للحصول عل أفضل نتائج، مشيرةً إلى أن محمد يبذل مجهودا كبيرا وشاقا في هذه الجلسات.

محمد ورغم المجهود البدني الكبير الذي يبذله في صالة العلاج الطبيعي إلا أنه يمتلك إرادة وعزيمة قوية لمواصلة علاجه ليعود كما كان بين أصدقائه وإخوانه وزملائه في المدرسة، فهو مصرٌ وبقوة على العودة للكلام والحركة والنشاط المعهود عليه دوما. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات