عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

عملية بئر السبع.. إرباك للاحتلال وإعلامه

عملية بئر السبع.. إرباك للاحتلال وإعلامه

سيطرت حالة من “الإرباك” على المؤسسة الأمنية والإعلامية في الكيان الصهيوني، بعد عملية بئر السبع مساء الأحد (18-10)، والتي شكلت نمطا مختلفاً عن العمليات السابقة، منذ اندلاع انتفاضة القدس.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” رصد حالة الإرباك عقب العملية التي أسفرت عن مقتل جندي صهيوني وجرح ما لا يقل عن 11 صهيونياً، إلى جانب مقتل زائر أرتيري، بعد تعرضه للتنكيل وإطلاق النار من المستوطنين وشرطة الاحتلال بعدما ظنوه المنفذ.

تضارب الروايات

أولى مؤشرات الارتباك ظهرت في الروايات المتضاربة حول العملية وعدد المنفذين، قبل أن يصدر جهاز الشاباك أمراً بعدم النشر حول منفذ العملية، ما دفع القناة العاشرة العبرية إلى القول بأنه ربما ستكون المفاجأة كبيرة بعد الإعلان عن التفاصيل.

كانت الرواية الأولى للاحتلال تحدثت عن عملية مزدوجة لشابين أحدهما نفذ إطلاق نار من مسدس والثاني نفذ عملية طعن، قبل أن يتبين أنه شخص واحد نفذ عملية طعن ونجح في قتل أحد الجنود، واستخدم سلاحه ليطلق النار على الآخرين، بينما أطلقت شرطة الاحتلال النار على شخص أرتيري ظنت أنه مشارك في العملية، وتعرض أيضاً لاعتداءات من المستوطنين في واحدة من المؤشرات القوية على حجم العنصرية داخل الكيان.

قلق واضطراب

منفذ عملية بئر السبع مهند العقبي 
ثاني المفاجآت كشفت عنها المتحدثة باسم شرطة الاحتلال، لوبا السمري، بالإعلان أن منفذ العملية هو مهند خليل سالم عقبي (21 عاما)، من سكان مضارب عشيرة العقبي الكائنة في منطقة ضواحي “حورة” في بئر السبع جنوب الأراضي المحتلة منذ عام 1948، لافتة إلى أن والدة عقبي قدمت قبل سنوات من مخيم النصيرات في قطاع غزة، واستقرت في النقب بعد أن تزوجت بأحد الفلسطينيين هناك.

وحمّلت القناة الثانية المسؤولية لشرطة الاحتلال عن تنفيذ العملية، وقالت: “كان من المفترض إحباط عملية بئر السبع قبل تنفيذها”، متسائلة: “كيف نجح المنفذ بدخول محطة الحافلات المركزية واجتياز الحراسة الأمنية في المكان وهو مسلح بمسدس وسكين”.

العلاقة مع البدو على المحك

وذكر موقع ynet أن منفذ العملية لم يخدم في الجيش “الإسرائيلي”، لافتاً إلى أن ضباط مخابرات الاحتلال شنوا هجوما، وصادروا جهاز كمبيوتر ووثائق من منزله؛ لمعرفة ما إذا كان متأثراً بـ”التحريض من العناصر الإسلامية”.

وأضاف الموقع “لقد ناقش قائد شرطة منطقة الجنوب “يورام هليفي” مع رؤساء المجتمع البدوي في الجنوب والبلدات الجنوبية، الحفاظ على احترام التعايش بين المواطنين اليهود والبدو الذين يعيشون جنبا إلى جنب”، وهو تصريح بدا بلا قيمة أمام ما يواجهه البدو من اعتداءات وتنكيل من الاحتلال وبشكل خاص الهدم المتكرر لمضاربهم وخيامهم.

وفي محاولة لامتصاص الصدمة من هوية منفذ العملية، في ضوء العلاقة الوثيقة مع بعض البدو في النقب، وصف “هليفي” البدو أنهم “الأفضل في خدمة الجيش والشرطة، ومساعدتنا في الحفاظ على أمن الدولة”.

رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بدا قلقًا جداً من كون منفذ العملية من الطائفة البدوية كما ذكرت القناة السابعة العبرية، فيما علقت وزيرة الثقافة الصهيونية “ريجيف” على صفحتها “الآن لدينا سبب لتجريد العائلة من هويتها الإسرائيلية وترحليها إلى قطاع غزة”.

منظومة أمنية ضعيفة

ورأى محلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام” أن حالة الاضطراب والقلق الذي خلفتها عملية “بئر السبع” لم تنته بعد، وذلك من عدة اعتبارات؛ أولها يتعلق بتمكن المنفذ من تحطيم المنظومة الأمنية، بعد تجاوز التحصينات الأمنية الموجودة في المحطة المركزية في بئر السبع؛ ليوجه ضربة قوية للاحتلال. 

وأشار إلى أهمية دلالة المكان، “إذ تعدّ مدينة بئر السبع من المدن المحصنة أمنيا، وتنفيذ العملية فيها بهذا الأسلوب يشبه السير في حقل ألغام”.

كما لفت إلى حقيقة كون المنفذ من الطائفة البدوية، قائلاً إن “هذا جعل الساسة والأمنيين وعلى رأسهم نتنياهو يعيشون في خوف وقلق على مستقبل العلاقة البدوية- اليهودية”.

ونبّه إلى أن ما جرى “قد يستفز بعض المناطق البدوية ويشجعها، إذ إنه كان هناك على الدوام اضطرابات خلال هدم بعض بيوت العشائر البدوية، والاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي التابعة لها، لصالح جيش الاحتلال والمستوطنين، سواء كان ذلك في مناطق  الجنوب أو في منطقة الأغوار”.

 ورأى أن من العوامل الناجحة “لانتفاضة القدس” أنها أثرت بطابعها وسلوكها وأسلوبها على مناطق الأراضي المحتلة منذ عام 1948، لذلك اقتحم ليلة أمس عناصر من الشاباك بيت ذوي منفذ العملية الشهيد مهند عقبي، وعبثوا في حاسوبه ومحتويات البيت علّهم يجدون ما يوصلهم إلى عقليته ومدى تأثره بما يجري في مناطق الضفة الغربية والقدس، أو يجدون صلة له بالحركة الإسلامية في أراضي 48، ليستغلوا ذلك ضمن جوقة التحريض ضد الحركة وتفعيل اتخاذ إجراءات ضدها.

ويبقى المشهد التخيلي للمنفذ، وهو ينتزع سلاح أحد الجنود ويستخدمه في العملية، ثم مشهد جنود الاحتلال وهم يفرون بشكل هستيري من المكان، والذي وثقته عدسة إحدى الكاميرات خالداً في الذاكرة، فاضحاً هشاشة القدرة القتالية لجنود الاحتلال، وأن عبارة “الجيش الذي لا يقهر” التي طالما تغنى بها ساسة الاحتلال، ما هي إلّا أكذوبة تبددت أمام شبان عزل إلا من إيمانهم بعدالة قضيتهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...